تروشيف من الظل الى القيادة الفعلية لقوات «فاغنر»

حظي الاحتفال بيوم «أبطال الوطن» الذي أقامه الكرملين في التاسع من كانون الأول عام 2016 باهتمام كبير، ففي قاعة «جورجيفسكي» في قصر الكرملين الكبير، حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجانب أربعة جنرالات سابقين هم «ديمتري أوتكين»، مؤسس مجموعة فاغنر، و»أندريه تروشيف» رئيسها التنفيذي (أشبه برئيس الأركان)، بالإضافة إلى «أندريه بوغاتوف»، قائد سرية الهجوم، ثم أخيرا ألكسندر كوزنيتسوف القيادي في المجموعة، حيث قلّد الرئيس الروسي هذا الرباعي بالنجوم الذهبية المسماة «وسام المجد»، وهو أعلى وسام في روسيا يُقدَّم فقط لأبطال الاتحاد الروسي. خلال تلك الفترة، لم يكن الكرملين قد اتخذ أي خطوة علنية تُظهر علاقته المباشرة أو غير المباشرة حتى بـ»شركة فاغنر العسكرية الخاصة»، التي كانت تنتشر وحداتها في أنحاء العالم لأداء مهام قتالية مقابل مكاسب مادية سواء كانت نقدية أو غير ذلك، لكن الصورة التذكارية التي جمعت بوتين بالجنرالات الأربعة روت قصة مختلفة نوعا ما عما كان معروفا رسميا.

كان هذا الاجتماع هو الثاني من نوعه بين بوتين وقادة فاغنر الذي خرجت أخباره للعلن، وقد أكد هذا الاجتماع العلاقة الملتبسة التي كانت تجمع ما بين رجال بوتين ورجال بريغوجين. قبل ذلك الاجتماع بأيام قليلة، اعترف بوتين علنا -للمرة الأولى- بأن فاغنر كانت تكتلا مُصمَّما لتنفيذ أهداف السياسة الخارجية الروسية وإبراز نفوذها في الخارج، وأنها تلقت تمويلا من الحكومة الروسية، كما أبدى استعداده لمنح المجموعة وضعا قانونيا جديدا، في خطوة من شأنها أن تمنح السلطات الروسية سيطرة مباشرة أكبر على مقاتليها ظاهريا.

لم تقف ثمار هذا الاجتماع عند التوبيخ والوعيد، فقد أعلم الرئيس الروسي قادة فاغنر بنيته وضع «أندريه تروشيف» على رأس المجموعة، وهو الذي كان حاضرا منذ تأسيس المجموعة عبر اسم حركي هو «Sedoy» أو «الرأس الرمادي». وأكد بوتين عدم تغيير أي شيء في الفصيل وطريقة عمله، حيث قال لمقاتلي فاغنر إنهم يمكنهم جميعا التجمع في مكان واحد والاستمرار في الخدمة، لأنه لن يتغير شيء بالنسبة لهم، حيث سيقودهم الشخص نفسه الذي كان قائدهم الحقيقي طوال هذا الوقت.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *