شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – عجز خصوم فرنجية

«أشدّ المفاجأة وقعاً كان على خصوم الثنائي الشيعي، واستطراداً جاء في مصلحة ترشيح الوزير سليمان فرنجية»…

هذه هي الخلاصة التي انتهى إليها لقاء مصادفة حدث، أمس، في صالون أحد المستشفيات، حيث كان أحد القياديين يؤدي واجب عيادة مريض من كبار «المفاتيح الانتخابية» في منطقة القيادي.

لقاء المصادفة هذا ضمّ الى المذكورَين مديرَ المستشفى وأسقفاً مارونياً مشهوراً، وأحد الصحافيين. طبعاً، لم يخرج الحديث عن نطاق رئاسة الجمهورية التي استأثرت بالمداخلات، خصوصاً عندما تبين أن أحد الموجودين عضو فعّال في واحدة من الهيئات المدنية المستحدَثة التي ترعاها مرجعية غير زمنية ومن أبرز اهتماماتها «مصير الأقليات في الشرق عموماً وفي لبنان بالتحديد». ذهب الأسقف الى القول إن «المسألة الشرقية» الشهيرة التي قل الاهتمام الغربي (خصوصاً الأوروبي) بها، بعد «فوعة البترول» في النصف الأول من القرن العشرين الماضي، ليست وقفاً على الموارنة ولا على المسيحيين في لبنان والمنطقة، إنما هي تشمل أطيافاً كثيرة، قد يكون بعضها في صلب الإسلام، كالطيف الكردي على سبيل المثال لا الحصر (…). إنما الخصوصية التي أوجدها المسيحيون في لبنان جعلته موقع المركز والثقل في هذا المجال، من هنا أن رئاسة الجمهورية في لبنان تستقطب اهتماماً إقليميا ودولياً واسعاً.

وبعد نقاش مستفاض، وأخذ ورد طويلَين انتقل الكلام الى رئاسة الجمهورية في حد ذاتها. وتحدث القيادي، ومن نقط مداخلته الآتي:

1 – في منأى عن اقتناعاتي السياسية والوطنية ، ومع التأكيد على أن ما أقوله هنا لا يعبّر (وبالضرورة لا يُلزم) أي طرف أو مرجعية، فإني أرى أن الوزير سليمان فرنجية متقدم على سائر المرشحين ليس لأن اسمه مطروح قبلهم بأكثر من عقدين، إنما كذلك لأن مَن رشحه ويدير معركته هو الأقوى والأكثر صراحةً، والأوضح رؤيةً.

2 – في المقابل إن متبنِّي ترشيح نائب زغرتا ميشال معوض لعبوها «مستورة» ولكنها بدت «مكشوفة» جداً، فلم يخلُ حديث أي منهم من الإشارة مباشرة أو مداورة الى Plan B. أقله لكثرة ما رددوا عبارة «حتى الان» في معرض كلامهم عن تأييدهم رئيس حركة الاستقلال.

3 – الطرف الذي يرشح فرنجية متماسك جداً ومطمئن لم تهزه تطورات الاسترخاء في المنطقة، بينما الأطراف التي تعارضه (وليست كلها مع معوض) فأقل ما يقال فيها إنها مشتتة وليس بين معظمها أي تحية أو كلام.

4 – القلق أصاب معارضي وصول فرنجية الى قصر بعبدا جرّاء أجواء التهدئة والوفاق في الإقليم، وعلى العكس من ذلك يبدو داعمو فرنجية مرتاحين وإن لم يكن ثمة موجب كبير، في رأيي، لهذه الراحة، ولكنها سلاح (أعصاب) مهم في المواجهات السياسية.

باختصار نجح فريق فرنجية على الأقل في توحيد الموقف فيما فشل الآخرون حتى في الحد الأدنى المطلوب، وهو الإعلان عن اسم مرشحهم.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *