حرص سعودي على حضور الرئيس الجزائري للقمة العربية وتأكيد على تقارب مواقف البلدين في القضايا المشتركة

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون  وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في العاصمة الجزائر  وتظهر التحركات السعودية تجاه الجزائر على أعلى مستوى في الأيام الأخيرة، حرصا من الرياض على تجاوز ملف عودة سوريا للجامعة العربية. ويؤكد هذا التوجّه، الزيارات المتتالية للمسؤولين السعوديين للجزائر، فبعد أيام من مجيء رئيس مجلس الشورى عبد الله بن محمد آل الشيخ، حلّ وزير الخارجية فيصل بن فرحان آل سعود، حاملا دعوة للرئيس عبد المجيد تبون لحضور القمة العربية المزمع انعقادها رسميا بجدة في 19 أيار الجاري إلا في حال تأجيلها.

وقال بن فرحان بعد استقباله في قصر المرادية من قبل الرئيس تبون، إنه مسرور كثيرا بحضوره للجزائر ولقائه بالرئيس الذي نقل له تحيات أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وأبرز الوزير السعودي أن زيارته تأتي استكمالا للتعاون والتنسيق الوطيد بين المملكة العربية والجزائر في كافة الأمور، وفي ما يتعلق بالشأن العربي خصوصا على اعتبار أن الجزائر هي رئيسة القمة العربية الحالية، والمملكة العربية ستستلم الرئاسة في الفترة المقبلة.

وذكر بن فرحان أنه وجد كالعادة توافقا تاما في الرؤى بين البلدين، مشيرا إلى أنه «استشعر من فخامة الرئيس حرصه على المضي قدما في مجالات التعاون بين بلدينا، إذ إن هناك فرصا كثيرة في هذا الإطار بالذات». وأوضح في ما يتعلق بالتبادل التجاري أن «هناك ارتفاعا مطردا خلال السنوات الماضية، مع وجود فرص لتعزيز ذلك بالبحث عن فرص أخرى للتعاون، مؤكدا أن التنسيق على المستوى المتعدد والثنائي يخدم ليس فقط الأمن والاستقرار في البلدين، ولكن في كامل المنطقة العربية، والمجتمع الدولي أيضا.

وفي اللقاء الذي جمع وزير الخارجية أحمد عطاف مع نظيره السعودي، تم الاتفاق وفق بيان الخارجية الجزائرية على خطوات عملية لتقوية الإطار القانوني والهيكلي للعلاقات الثنائية، لا سيما عبر «الانتهاء من إعداد النصوص القانونية التي من شأنها إثراء الترسانة القانونية المسيرة للتعاون الثنائي، وتأسيس المجلس الأعلى للتنسيق الجزائري- السعودي بمختلف هيئاته الفرعية، فضلا عن تشجيع تبادل الزيارات الرسمية من أجل استكشاف وتجسيد الفرص الواعدة للتعاون والشراكة في المجال الاقتصادي».

كما تطرق الطرفان، وفق البيان، إلى «تطور العلاقات في المنطقة المغاربية والمساعي المبذولة لإنهاء الأزمات في كل من السودان واليمن وليبيا وسوريا ولبنان». وفي سياق التحضير للقمة العربية المقبلة بجدة، تم التأكيد على «ضرورة اغتنام هذه الفرصة المتجددة لمواصلة الجهود بغية تنقية الأجواء العربية وتعزيز الوفاق العربي امتدادا لما أفضت إليه قمة الجزائر 2022 من قرارات وتوجهات ترمي إلى تحقيق لمّ الشمل ورصّ الصف العربي في مواجهة مختلف التحديات المطروحة إقليميا ودوليا».

واتفق الوزيران في الختام على «تكثيف الجهود لترقية العلاقات الثنائية ودعم ركائزها السياسية والاقتصادية وكذلك تجسيد الحرص المشترك للبلدين الشقيقين على بلورة حلول عربية للمشاكل العربية، والدفاع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، في مختلف المحافل الإقليمية والدولية».

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *