السودان.. معارك في الخرطوم ودارفور والبرهان يوافق «مبدئياً» على مبادرة أفريقية

تجدد القتال امس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ودارفور في اليوم الثالث والأخير من الهدنة، وفي حين وافق قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مبدئيا على مبادرة أفريقية جديدة لإنهاء الأزمة، يتواصل إجلاء الرعايا الأجانب من السودان.

وقد أعلن الجيش السوداني موافقة البرهان بشكل مبدئي على مبادرة من منظمة إيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا) تضمنت مقترحات لحل الأزمة الحالية، في حين لم يصدر أي تعليق من الدعم السريع.

وحسب بيان الجيش السوداني، فإن المقترحات تتضمن تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة، كما قال البيان إن مبادرة إيغاد تشمل إيفاد ممثلين عن القوات المسلحة و»المليشيا المتمردة» إلى جوبا للتفاوض.

واستبعد وزير خارجية جنوب السودان دينق داو أي حوار مباشر بين البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حميدتي في الوقت الراهن، وعزا ذلك إلى ظروف الحرب.

وفي المساعي الدولية، قالت الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن بحث  الأربعاء مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي التعاون لإنهاء الاقتتال في السودان.

من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الإدارة الأميركية ترغب في تمديد وقف إطلاق النار حتى يتم إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودان، مشيرا إلى أن واشنطن تتواصل مع طرفي الصراع بهذا الصدد.

من جانبها، أكدت الحكومة الألمانية على ضرورة تشكيل لجنة لتهيئة الظروف لوقف دائم لإطلاق النار.

وعلى الأرض، دخلت الهدنة الرابعة في السودان يومها الثالث والأخير، وأفيد باندلاع معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع  في مناطق بولاية الخرطوم.

وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش قصف معسكرا تابعا لها في منطقة كافوري بالخرطوم بحري. وبالتزامن، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

وشهدت الخرطوم معارك عنيفة في اليوم الثاني من الهدنة، حيث دارت اشتباكات في محيط القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة، ودارت اشتباكات في الخرطوم بحري.

ويقول الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع واصلت محاولات الهجوم على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في محيط المطار.

أما قوات الدعم السريع فقالت إن الجيش هاجم بالمدفعية والطيران الحربي مواقع تمركزها في القصر الجمهوري.

وكشف الجيش أنه دفع بتعزيزات عسكرية إلى العاصمة، وأفاد مصدر عسكري للجزيرة بأن التعزيزات العسكرية جاءت من عدة مدن، وأنها ستنخرط في الأعمال العسكرية ضد قوات الدعم السريع وفقا لمتطلبات الميدان.

وإمدادات الجيش السوداني تقابلها تعزيزات أخرى لقوات الدعم السريع من المناطق الغربية والجنوبية الغربية.

وعلى الصعيد الإنساني، أسفرت الاشتباكات عن 512 قتيلا وآلاف الجرحى.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس إن الطرفين المتحاربين «هاجما مناطق مكتظة بالسكان من دون اعتبار للمدنيين أو المستشفيات أو حتى لمركبات تنقل جرحى ومرضى».

وقدرت الأمم المتحدة أن 270 ألف سوداني قد يفرون إلى تشاد وجنوب السودان المجاورين.

وأكد مسؤول عند معبر القلابات الحدودي بين السودان وإثيوبيا تزايد أعداد العابرين إلى الجانب الإثيوبي، مشيرا إلى أن 6 آلاف شخص من جنسيات مختلفة عبروا الحدود.

وفي غضون ذلك، تتواصل عمليات إجلاء الأجانب إلى بلدانهم عبر مطار وميناء مدينة بورتسودان شرقي البلاد.

وقد نفذت دول عربية -بينها السعودية والأردن- عمليات إجلاء من الخرطوم شملت العديد من رعايا الدول العربية.

كما نفذت ألمانيا وفرنسيا والسويد عمليات إجلاء جديدة شملت المئات من مواطنيها وحاملي جنسيات أخرى، كما أعلنت الصين أنها سترسل سفنا لإجلاء مواطنيها المتبقين في السودان.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *