مات البطل عاش البطل.. الإيجابيات والسلبيات

لا ينجذب الجمهور عادةً إلى مسلسلات فيها ركاكة في السيناريو والحوار، وينتقد تكرار شخصيات من دون تقديم جديد، أو ضعف أداء الممثّلين، أو إجراء الممثّلات عمليات تجميل بشكل مبالغ فيه، أو الأخطاء الفنيّة للمخرج، أو تقشّف الإنتاج، أو تصوير أجزاء فاشلة. بالمقابل ينتقد البعض الآخر «قتل» ممثّلين كانت أدوارهم محورية في أحداث العمل، ومن ثم إعادة إحيائهم في أجزاء تالية، أحياناً لمبرّرات مقنعة، وأحياناً أخرى العكس على طريقة «مات البطل عاش البطل». طرحنا هذا السؤال: متى يكون المنتج أو الكاتب على حق في إعادة إحياء بطل في مسلسل معيّن حتى يشارك في أجزاء جديدة؟، ومتى لا يجوز ذلك لأنّه من الأفضل جماهيرياً وتجارياً التحضير لمسلسل آخر من بطولته؟

*المنتج مروان حداد: السوق هو الذي يفرض على المنتج إعادة إحياء الممثّل في عدّة أجزاء. السوق يعني الوسيلة التي سيُعرض عليها المسلسل، والوسيلة تتأثّر بشركات الإعلان التي تطلب أكثر الأوقات أجزاء عدّة للمسلسل الناجح لأنه يسهل عليها تسويقه.

*لمى لاوند-ممثّلة: المنتج والكاتب لديهما الحق في إعادة إحياء بطل في أيّ مسلسل بشرط أن يكون الأمر منطقياً ومعقولاً ولو بحظوظ قليلة. أنا مع فكرة أن يعود هذا البطل، ولكن في مسلسل آخر جديد. ولكن إذا كان المسلسل من نوع الخيالي، فهذا أمر سهل تنفيذه، والعكس صحيح إذا كان الأمر واقعياً لأنه لا يعود مقبولاً.

*فيفيان أنطونيوس-ممثّلة وكاتبة وأستاذة تمثيل: يحقّ للمنتج أن يفعل ما يريد، وأحياناً تكون دوافعه تجارية إذا كان يعتبر أنّ الممثّل «يبيع». أنا ضد هذه الفكرة، لأنّ الممثّل إذا مات في المسلسل، من السخافة إعادة إحيائه. لكن المنتج لديه إعتبارات تجارية، ويحقّ له ما لا يحقّ لغيره، لأنّ الأمر مرتبط بالتسويق وبنسبة المشاهدة وغيرها من الأمور التي يضعها هو والمنصّات أو المحطات في الحسبان.

*ميرنا مكرزل -ممثّلة وأستاذة مسرح: حين يموت أحد الممثّلين في مسلسل معيّن، المنطق يقول إنّ دوره انتهى. ولكن في بعض الحالات القصوى يتمّ إحياءه من جديد، مثل مسلسل Game Of Thrones الذي قُتل فيه البطل جون سنو في نهاية الموسم الخامس منه بتلقّيه ٥٠ طعنة في قلبه، الأمر الذي أثار استياء متابعي المسلسل، وتمّ توقيع عريضة من قبل أكثر من مليون معجب غاضب لعودة هذه الشخصية في الموسم السادس. ولأنّ هذا المسلسل تحديداً كان من نوع الخيالي، ولا تستند قصّته إلى وقائع حقيقية، قرّروا الإستعانة بالساحرة ميليساندرا لإعادته إلى الحياة ولكن بطريقة مقنعة. وأنا عموماً أحبّذ النصوص القريبة من الحقيقة والواقع، ولا أتقبّل قتل شخصية، ومن ثم إعادتها للحياة. وبالمقابل من الممكن فعل ذلك إذا السيناريست وجد لهذا الأمر فتوى مقنعة وطبيعية ومنطقية. وبخصوص الشق الثاني من السؤال، برأيي أنّ المسلسل يحقّق النجاح والإيرادات العالية بفضل حرفية وجماهيرية النجوم المشاركين فيه. والكاتب مفروض عليه ألا يكون قد قتل الممثّل بطريقة تتعذّر إعادته للحياة، أي مفروض أن يكون الأمر مقنعاً. وبالنسبة إلى المنتج فهو الذي يدفع، ويقول المثل الفرنسي Qui Donne Ordonne، وهذا يعني أنّه يحق له أن يقرّر ما يتناسب مع مصلحته المادية، ولا توجد أيّ مشكلة لديه في تمويل أيّ مسلسل من عدة أجزاء بشرط أن تكون ناجحة ومترابطة وتتجنّب الإعادات السخيفة. وأعتقد أنّ بعض المسلسلات من الأفضل أن تنتهي بجزء واحد وتقديم مسلسل آخر جديد، أولاً لأنّ قصتها إنتهت، وثانياً لأنّ ليس كلّ القصص تحتمل عدّة أجزاء، والمنتج هو الذي يستكشف كلّ الإيجابيات والسلبيات، لأنّ هذا الموضوع دقيق جداً.

فدوى الرفاعي

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *