في وداع مايا

ننشر ما نشرته «الديبلوماسي» التي تصدر في لندن عن خبر وفاة ابنة الصحافي الكبير الراحل الاستاذ سليم اللوزي.

لم ينتظر سليم اللوزي طويلاً بعيداً عن عائلته، فها هي ابنته مايا تنضم إليه بعدما غيّبها الموت في عز شبابها وعطائها. تماماً مثل والدها. أبدعت مايا في حياتها وكان برنامج عطائها طويلاً ويحتاج الى الكثير من السنوات، لكن غدرها ذلك المرض الخبيث، فأصابت الفجيعة للمرة الثانية والدتها أمية سليم اللوزي،

وذاق أولادها نائل وتمارا وميا لأول مرة معنى غياب الأم في عيد الأم. لكن ما حققته مايا في عمرها القصير يفوق الكثير مما يحلم به كثيرون. وهذا سيبقى إرثاً لأولادها وعائلتها وأصدقائها الكثر كما للـ Royal Academy of Arts في لندن، إذ لمايا اللوزي كرسي خاص باسمها بسبب تميزها هي التي درست الفن الحديث شغفها في الحياة، وعاشت ضمن لوحاته ومنحوتاته، وشجعت الكثير من الفنانين الشبان الذين وصلوا الى العالمية.

تعرفت مايا على مزايا والدها سليم اللوزي من والدتها أمية. فالأب رحل والبنات الثلاث: مايا ومها وميرا كن صغاراً، فحملت والدها الى حيث كان يصبو إليه لو عاش. فأقامت له كرسياً باسمه في جامعة جورج تاون في واشنطن ورعت نشاطات باسمه. وكانت في المقابلات الصحاًفية التي تجريها معها الصحف العالمية مثل الفايننشال تايمز تتحدث عما حققه والدها في حياته التي قُطعت. وتعتبر ان إنجازاتها في عالم اللوحات والمنحوتات تتمة لإنجازاته في دنيا الصحافة، وإن كانت متميزة كتميز مايا.

مايا كانت من الزوار الدائمين لعواصم المتاحف في العالم وكانت تتحلى بنظر يلتقط كل تميّز. لذلك فإنّ فقدانها معنى وبعداً، لن يكون رحيلها خفيفاً على قلوب من عرفها وأحبها. ولم يكن هناك أحد عرفها ولم يحبها. الرحيل هو الغياب المؤلم، هو غياب الضوء، انه الرحيل من الحياة. حياة مايا باقية في والدتها وزوجها رمزي فؤاد رسامني وأولادها وعائلتها الكبيرة.

هي رحلت لكن الحب والفرح والتميّز والرقي لم يرحلوا وكلهم يحملون توقيع مايا سليم اللوزي.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *