الجوزو: هناك مؤامرة كبرى على الإسلام والمسلمين

قال مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو في تصريح اليوم: “سألني أحدهم، هل جاء الرسول محمد بدين واحد، أم جاء بدينين أو ثلاثة ؟ وكان من البديهي أن أرد أن الرسول جاء بدين واحد، حيث قال تعالى: “ان الدين عند الله الإسلام، هذا الدين العظيم لا يقبل التجزئة، ولا التفرقة، إنها حضارة شامخة وثابتة، أعطت الإنسانية منهجا أخلاقيا ربانيا، يرفع من قيمة الإنسان، ويحدد له طريقه نحو الإيمان والخير والصدق والإصلاح والأخوة الإسلامية . ولقد قال المولى عز وجل ” اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” . ليس هاك زيادات ولا خلافات في العقيدة الإسلامية، ولا قبائل ولا أحزاب ولا تكفير ولا تعطيل، التقوى هاهنا، اذن كيف نشأت الفرق المتعددة بعد ذلك؟، وبعد وفاة الرسول انها خلافات وصراعات بشر، والعقول ليست عقلا واحدا، والنفوس كذلك، أي ان كل ما حدث بعد ذلك، فهو صنع البشر، انها السياسة، وما دخلت في شيء إلا أفسدته”.

وتابع: “ان الأسباب الأولى للإختلاف هو الحكم والسلطة، وهذا ما يحدث في جميع الشعوب والأمم، وليس في الإسلام وحده، ولكن بعض الناس حاول أن يقوي منطقه ورأيه، فأعطى صبغة الدين لهذه الخلافات، ان أول حوار حضاري وديموقراطي، كان عند وفاة الرسول وكان بين فريقين، الأنصار والمهاجرين، اذ سارع الأنصار الى عقد اجتماع في المدينة المنورة في مكان اسمه “السقيفة”، وحاولوا اختبار الخليفة بترشيح زعيم من زعمائهم، فبلغ الأمر أبا بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، فأسرعا الى السقيفة، وطرح الأنصار رأيهم، وانهم الذين نصروا الرسول وامنوا به، فكان رد الشيخين رضي الله عنهما، ان المهاجرين هم أول من آمن بالاسلام، وأول من تلقى الاضطهاد في مكة، وان أبا بكر كان صاحب النبي وأول من آمن به مصدقه، وان ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا، وان الرسول اسند اليه الإمامة أثناء مرضه . كان كل فريق يقدم نفسه حرصا على وحدة الرأي، فهذه قمة الديموقراطية. لقد سارع ابو بكر لمبايعة عمر بن الخطاب، فرفض عمر، ومد يده الى أبي بكر وبايعه على الخلافة، وبايعه الأنصار من بعده . قضي الأمر وكانت خلافة أبي بكر هي التي أنقذت المسلمين من هجمة بربرية خاضها المرتدون للقضاء على دين الله، فكان أول جيش اسلامي لأبي بكر الصديق من المؤمنين، من قادة خالد بن الوليد، الذي هزم المرتدين، وانتصر ابي بكر وخالد بن الوليد، وانتصر الاسلام في اول خطواته، وكانت الانتصارات”.

وأضاف الجوزو:” هذا المؤتمر التاريخي في السقيفة كان وراء اختيار ابي بكر، ولم تكن هناك نوايا سيئة من أحد من المسلمين فيما حدث.. الإيمان بالله ورسوله كان بعيدا كل البعد عن الغايات الشخصية، كما يحلو للبعض ان يقول ويخترع الأباطيل الرسول كان يثق بجميع من حوله من الصحابة، ولم يحاول أحد منهم خيانته، وإلا لم يكن ليصل هذا الدين الى بلاد العالم أجمع، من الشرق الى الغرب، الخلاف على الحكم أمر طبيعي وليس دينا من الدين”.

وقال: ” لماذا أقول هذا؟ لأن فريقا من الناس، وهم الايرانيون، أشعلوا نار الفتنة بين المسلمين، وعملوا على تدمير العراق، واثارة الحرب بين الشيعة والشيعة والسنة والشيعة، وسرقوا أموال العراق في انشاء الميليشيات لمقاتلة أهل السنة، نعم مقاتلة أهل السنة وليس اسرائيل، ولأن ايران اجتاحت سوريا وتعاونت مع الخونة ومع روسيا وهجرت الشعب السوري السني، وجعلته من أفقر شعوب العالم، ودمرت لبنان وعطلت الحياة السياسية فيه، وأفقرته ومزقته، وجعلته يمد يده الى الناس جميعا لاشباع شعبه الفقير، الذي سيموت من الجوع، ايران بدل ان ترد على غارات اسرائيل عليها في سوريا، حاولت التعاون مع اميركا وروسيا ضد المسلمين، وخدمت اسرائيل”.

وختم سائلا:” أهذه هي الوحدة، أهذا هو الاسلام الذي بشرى به الخميني عندما التقيته في باريس قبل عودته الى ايران؟ ولماذا التطلع الى حكم العالم العربي؟ هناك مؤامرة كبرى على الإسلام والمسلمين، لأن ايران تفعل ما تفعل بحجة نشر التشيع، والعالم الاسلامي غارق الى أذنيه بالمشكلات، فلماذا هذا الحقد على العرب وعلى المسلمين في هذا الوقت بالذات؟ ومن صاحب المصلحة في احراق العالم الإسلامي بنار الفتنة يا إيران؟ ولماذا هذا الحقد التاريخي؟”.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *