المطران يوسف سويف: طرابلس مدعوّة لتبقى مدينة السلام وقبول الآخر

المطران يوسف سويف: طرابلس مدعوّة لتبقى مدينة السلام وقبول الآخر

أكّد رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة، المطران يوسف سويف، أنّ الميلاد هو عيد السلام بامتياز، ودعوة متجدّدة ليكون الجميع صانعي سلام، وذلك خلال كلمته في الحفل الميلادي الذي نظمته جمعيّة «طرابلس حياة» في معرض رشيد كرامي الدولي، يوم الجمعة ١٩ كانون الأوّل ٢٠٢٥.

وقال المطران سويف إنّ اللبنانيّين، ولا سيّما في الشمال، يعيشون اندفاعًا وشوقًا للّقاء والاحتفال بعيد الميلاد، مستذكرًا نشيد الملائكة عند ولادة المسيح: «المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر»، ومؤكّدًا أنّ هذا النشيد لا يزال رسالة حيّة موجّهة إلى الإنسان اليوم.

وأشار إلى أنّ صلاته وتمنّياته لطرابلس والشمال أن يكونوا فعلًا من صانعي السلام، مستعيدًا عبارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر خلال زيارته الرسوليّة الأولى خارج روما إلى لبنان، حين وصف لبنان بأنّه «ورشة سلام دائمة». ودعا أبناء طرابلس، مدينة اللقاء والعيش الواحد، إلى تحمّل مسؤوليّتهم الجماعيّة في نشر ثقافة السلام، على مستوى المؤسّسات الدينيّة والسياسيّة، والمجتمع الأهلي والمدني.

وتوقّف المطران سويف عند ما وصفه بالألم العميق جرّاء مشاهد تمسّ الطفولة والتربية والإنسانيّة، معربًا عن اسفه لأي خطاب يزرع في نفوس الأطفال رفض الآخر، ومشدّدًا على أنّ تاريخ طرابلس والشمال ولبنان هو تاريخ يتميز في ثقافة قبول التنوع بروح الانفتاح والحرية، فلا اقصاء لاي انسان على وجه الارض…

وفي هذا السياق، أشار إلى تسلّمه مؤخرًا مسؤوليّة الإشراف على المدارس الكاثوليكيّة على مستوى لبنان، مؤكّدًا أنّ التحدّي التربوي اليوم، في المدارس الكاثوليكيّة والمسيحيّة والإسلاميّة على السواء، هو تربية الأجيال على السلام الحقيقي الذي يُترجم بقبول الآخر المختلف، معتبرًا أنّ الاختلاف ليس خطرًا بل غنى من الله وفرصة للّقاء وبناء عائلة لبنانيّة واحدة.

وشدّد المطران سويف على أنّ اللقاء الميلادي الذي تنظّمه جمعيّة «طرابلس حياة» الى جانب عدد كبير من الاحتفالات الميلاديّة التي تتم في المدينة وفي كل المناطق اللبنانية، تعبر عن حقيقة المدينة وروحها العميقة. مؤكداً انّ كل صوت يخرج عن هذا الانسجام الوطني والوحدة الوطنية هو غريب عن ثقافة الوطن وعن الروحانية العميقة.

كما عبّر عن تأثّره العميق بإيمان الإخوة المسلمين، مستذكرًا مشهد المصلّين أمام شعرة النبيّ محمّد (عليه السلام)، معتبرًا أنّ فرح اللقاء والتضامن الروحي المتبادل بين المسلمين والمسيحيّين يشكّلان أساسًا لإيمان مشترك بإله واحد هو ملك السلام.

وختم سيادته بنداء واضح دعا فيه إلى وقف استغلال الدين والإيمان والمتاجرة بالأطفال والشباب والناس المتعثّرين اجتماعيًّا وماديًّا، مؤكدًا على «النعم للحياة، النعم للسلام، النعم للبنان الرسالة، لبنان الغفران والمحبّة والفرح»، داعيًا إلى عيش الأعياد معًا، شهادةً لمحبّة الله ورحمته اللامتناهية، والسير معًا لنبني السلام.

Spread the love

MSK