المحامي مروان سلام: “جريمة بحق أبناء العاصمة بيروت لا تغتفر”
من المؤسف، بل من المعيب، أن تصل بيروت عاصمة لبنان وقلبه السياسي والاقتصادي إلى درجة تُقصى فيها عن المراكز الأمنية والإدارية والعسكرية، وكأنّ هناك قرارًا غير معلن بأن يُمحى حضور أبنائها من مؤسسات الدولة.
أيّ منطق يقبل أن تمرّ دورات قوى الأمن، والأجهزة الأمنية، والمدرسة الحربية، تلو الأخرى، من دون أن يكون لأبناء بيروت مكان؟ أيّ عدالة هذه حين تُغيَّب العاصمة على طاولة مجلس الوزراء، بينما يُقال لنا إنّ في السراي رئيسًا “من بيروت”؟
الأسئلة اليوم موجّهة بصوت عالٍ وصريح:
إلى نواب بيروت… أين أنتم من هذا التغييب المهين؟
إلى الوزراء الذين “يمثلون العاصمة”… أين أثر تمثيلكم؟
وإلى رؤساء الحكومات المتعاقبين… كيف تُهمَّش بيروت وأنتم تُنسبون إليها؟
هل أصبحت بيروت مستهدفة فعلًا؟ هل المطلوب إضعافها؟ وهل يُعقل أن يُترك أبناؤها خارج مؤسسات الدولة، فيما تُفتح الأبواب على مصاريعها لكل المناطق إلا العاصمة؟
بيروت ليست يتيمة، بيروت ليست جسدًا مباحًا.
ومن يعتقد أنّ أهل العاصمة يقبلون استمرار هذه المهزلة فهو مخطئ.
بيروت تطالب بحقها، وستحاسب كل من قصّر، وكل من صمت، وكل من تواطأ… بصرف النظر عن موقعه أو لقبه.
