جمعية مارتش بالتعاون مع بلدية طرابلس اختتمت مبادرة تنظيف وإنارة قلعة طرابلس الاثرية
محمد سيف
اقامت جمعية مارتش بالتعاون مع بلدية طرابلس الحفل الختامي لمبادرة تنظيف وإنارة قلعة طرابلس الأثرية، تحت عنوان المصالحة من خلال الثقافة برعاية وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، وذلك في حرم قلعة طرابلس. بحضور المهندس سركيس خوري ممثلا الوزير سلامة، العميد عبد الكريم اسعد ممثلا قائد الجيش، محافظ لبنان الشمالي ايمان الرافعي، رئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة، النائب السابق علي الدرويش، فيكتوريا دانز ممثلة السفارة البريطانية وحشد طرابلسي.
بعد النشيد الوطني رحبت جوانا عطية بالحضور، مشيرة الى ان مشروع تنظيف القلعة هو عمل على هوية وعلى انتماء لاعادة احياء مرفق هام بالنسبة للمدينة.
ولفتت الي ان هذا المشروع يعطي قيمة لهذه اللحظة التي نسعى لنعيد فيها قلعة لا تزال تتمتع بالحضور.
وبعد عرض فيديو تحت عنوان لمحة عن قلعة طرابلس تحدثت ليا بارودي، فأشارت الى ان “هذا المكان شهد على عظمة المدينة”، وشكرت الحضور ومشاركة شباب جبل محسن والتبانة والمنكوبين ووادي النحلة والملولة وكل المناطق التي شاركت في هذا المشروع”، وقالت :” وجودنا اليوم ليس فقط لنكرم تاريخ القلعة انما لنحتفل بهذه اللحظة لان هذا المشروع هو جزء من مسار طويل من ماضي الجمعية منذ اكثر من 10 سنوات لنصلح ما تخرب في هذه المدينة بعد حروب ممنهجة ونعمل في اكثر المناطق تهميشا في مناطق كبيرة تربى فيها الشباب على اصوات الرصاص والخوف وعلى اساس انه لا احد يراهن عليهم ولا يرى وجودهم وحيث عملت مارش مع الشباب في خطوط التماس بن جبل المحسن والتبانة فانخرط في هذا المشروع المئات من شباب طرابلس في مشاريع مختلفة وخدمات اجتماعية في الاحياء ونجحت في ان تخفف عن الشباب وان يعيشوا معا بكرامة”.
اضافت :” القلعة هي كنز لطرابلس لبنان وتراث وتاريخ وما يعطي لهذه المبادرة معناها الحقيقي هم الشباب الذين كانوا على جبهات المواجهة هم من عملوا على تنظيف القلعة ورمموها باشراف مديرية الاثار وبالتعاون اليوم مع الجيش اللبناني”.
ولفتت الى “تسميات اطلقت على شباب طرابلس من ارهاب وغيره، وهي صفات في غير محلها ولابد من تجنب الصفات المسبقة، وإلى ان قلعة طرابلس اليوم هي بفعل جهودهم انظف لان هؤلاء يستطيعون القيام بذلك”، كما اثنت على” دور الجيش اللبناني الاساسي وهو وجه الدوله الوحيد”.
و تحدثت عن “الاعمال التي نفذتها مارش بالتعاون مع الجيش اللبناني والتي قربت المسافات بين الشباب والجيش الشريك الاساسي بالمصالحة وبناء الثقه بين الشباب ومحيطهم”.
كرم
بعد عرض فيلم عن اعمال التنظيف التي جرت في القلعة تحدثت
سمر كرم من مديدية الآثار، واشارت الى انها “مسرورة لاننا نستقبل الجميع في قلعه طرابلس وجميل ان تكون القلعة هي البيت الذي يستقبل الجميع مرحبة بالحاضرين والممثلين لمختلف الفعاليات”.
وقالت:” عندما نتحدث عن التراث لا نقول انها مسؤولية الدولة فقط صحيح انها مسؤولية الدولة، ولكن عندما نقول اننا نريد ان نصون هذا التراث فهذا الامر يضع المسؤولية في سياق التزام وطني جماعي ومشاركة كل فرد ومؤسسة، فالتراث ليس فقط مجرد حجارة فخو ركيزة مهمة لكي نتحدث عن هويتنا الثقافية والذكرى التي ستحفظ من سبق وستحفظ ايضا هذا الجيل”.
تابعت قائلة:” ان المحافظة على الاثار تدخل ضمن مسار كامل من القيم والمعارف والعادات التي تشكل صلة الوصل بين الماضي والحاضر والمستقبل لذلك من الضروري جدا انه عندما يشعر هذا المجتمع ان هذا الامر له ويدخل فيه في كل قطاعات من المؤكد اننا نكون بذلك نحافظ على تراثنا وعلى عملنا بشكل جيد، فهذه المعالم لم توجد فقط لنراها من بعيد بل لتكون على قيد الحياة ولنساهم في ذلك”.
كريمة
ثم القى رئيس بلدية طرابلس الدكتور عبد الحميد كريمة، كلمة رحب فيها بصاحب الرعاية والحضور
الكرام”، وقال : “شباب طرابلس الذين قرروا أن يصنعوا المستقبل بدل أن ينتظروا تغيّره…
نجتمع اليوم في مكانٍ يحفظ ذاكرة الحرب والانتصارات…
في قلعةٍ كانت يومًا حاميةً للمدينة،
فتصبح اليوم شاهدةً على ميلاد مرحلة جديدة…
مرحلة تُثبت أنّ طرابلس لا تُصلحها السياسة وحدها،
بل تُصلحها الثقافة… تُصلحها الإرادة… وتُصلحها قلوب أبنائها حين تتكاتف”.
وتابع :” من باب التبانة، إلى جبل محسن، إلى الأحياء المحيطة…
شبابٌ كانوا سابقًا على طرفي النزاع، ها هم اليوم كتفًا إلى كتف، يعملون مع الجيش ومع كل الخيرين، ينظفون القلعة، يحرسون التراث، ويرمّمون ما حاولت السنوات هدمه. وهذا الانجاز ليس مجرد مبادرة… وإنه رسالة عن طرابلس التي تنهض حين يقرر أبناؤها ذلك”.
وواردف :” هنا لا بدّ أن نتوقف بصدق أمام الجهة التي آمنت بهذا التحوّل منذ بدايته: جمعية مارش، التي قرأت في شباب المدينة طاقةً… لا مشكلة، ورأت في الثقافة جسراً… لا حاجزاً.
شكرًا لمارش على إصرارها أن تكون شريكًا مستمرًا لا ضيفًا عابرًا،
وعلى أنها اختارت أن تستثمر في الإنسان… قبل الحجر، في فن الشارع… قبل بيانات المؤتمرات، وفي المصالحة الحقيقية التي تبدأ حين نرى في الآخر إنسانًا يشبهنا،
لا خصمًا علينا هزمه”.
اضاف :” نحن اليوم نرفع علم التكاتف، علم القرار بأن نبقى معًا، نرفع راية تقول: إن ما توحّد هنا في القلعة… سيبقى مجتمعًا في الشوارع، وإن ما بدأ كـ”مبادرة ثقافية” تحوّل إلى وعدٍ لمدينة:
وعدٍ بأن التاريخ لا يعيد نفسه…
إلا حين نتركه يفعل ذلك. ومن قلب هذه القلعة، من حجارتها التي سمعت أصوات الصراع
وتسمع اليوم ضحكات المصالحة،
نعلن أن طرابلس أقوى بوحدة أبنائها، وأن ثقافتنا حين تُزهر… تُسقط كل حواجز الخوف وسنوات العزلة” .
وختم:” لكل شاب وشابة شاركوا في هذا الإنجاز: أنتم الدليل أن الوطن يمكن أن يُبنى من جديد… بفكرة… بفرشاة رسم… وبابتسامة ثقة في الغد. شكرًا لكم… شكرًا لمارش… شكرًا لكل من آمن أن مستقبل طرابلس يبدأ هنا… حين نمدّ يدنا لبعض، لا على بعض”.
وبعد كلمة ممثلة السفارة البريطانية تطرقت فيها الى” أهمية المبادرة ودور السفارة البريطانية في انجاحها”، وشكرت “القيمين عليها والمشاركين فيها”.
وزارة الثقافة
القى ممثل الوزير سلامة كلمة تحدث فيها عن “تجربة التعاون باشراف الجيش اللبناني بعد انفجار مرفا بيروت والتجربة المتقدمة التي تمكنت من خلالها الجهات المختصة من تحديد مناطق مصنفة تراثية وتمكن لبنان البلد الصغير من تصنيف 34 موقعا من اصل 120 فيما في اوكرانيا نجحوا في تصنيف 23 منطقة”.
واستعرض “دور الجيش اللبناني في حماية مثل هذا التصنيف”، واثنى على” دور وحدة الجيش التي تولت حماية الممتلكات الثقافية باعتبارها ان هذه التجربة تجربة التصنيف هي تجربة رائدة بالنسبة للبنان”.
ولفت الى ان” التراث في لبنان يمكنه ان يشكل اهم رافعة اقتصادية حيث لا تكاد اي مدينة او اي قرية في لبنان لا تخلو من موقع ثقافي يمكن له ان يكون منتجا بالمعنى الايجابي للاقتصاد الوطني وللتنميه المستدامة”.
واشار الى ان ” دور وزارة الثقافة لا يمكن له ان يكون ناجحا الا بالتعاون بين كل اللبنانيين فكل فرد في لبنان يمكنه ان يلعب دوره على قدر احتماله”.
واكد ان” التعاون بين كل المؤسسات والجمعيات والمجتمع المحلي يمكن ان يكون منتجا وايجابيا وخاصة في مدينة كطرابلس الغنية عن التعريف بتراثها الاجتماعي والاثري”.
مشيرا الى ان” هذا التميز الطرابلسي دفع وزارة الثقافه الى وضع مدينة طرابلس على لائحة التراث العالمي كما فعلت تماما والذي يمكن له بالفعل في المستقبل ان يلعب دوره البارز في المدينة”.
ونوه ب” اعمال عدة في المدينة نفذت بالتعاون مع مؤسسات دولية مختصة وحيث امكن انقاذ احد المباني المعرضين للخطر”.
واكد” ضرورة حماية مدينة طرابلس الغنية بتراثها كرافعة اجتماعية اقتصادية”.
وختم موجها الشكر لكل مساهمين في هذا العمل في قلعه مدينة طرابلس.
وختاما وزعت الشهادات على المشاركين في المبادرة، وعلى الشبان الذين شاركوا في تنظيف وتاهيل القلعة.

