عون: مستعدون للتفاوض.. وهوكشتاين يرد على براك

عون: مستعدون للتفاوض.. وهوكشتاين يرد على براك

في موازاة التحذيرات المنهمرة على لبنان من مغبّة عدم حصر السلاح بيد الشرعية بأسرع ما يمكن والتحذيرات من سيناريو غزة العسكري الذي لا يبدو لبنان التقطها جدياً وفعلياً بعد، لا يُفّوت رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مناسبةً الا ويذكّر بموقفه من التفاوض واصراره على ان لا خيار امام لبنان سواه، في ما يُستشف منه ابراز للرغبة الرسمية اللبنانية بالحل السلمي، وقد حرص امس على ضم الرئيسين نبيه بري ونواف سلام الى نادي مؤيدي التفاوض في معرض الاشارة الى التمسك باعتمادهم جميعا اللغة الديبلوماسية.

ووسط ترقب لما ستتكشف عنه الايام المقبلة في شأن اقتراح الحل العامل على خطه وفق المعطيات المتوافرة مدير المخابرات المصري حسن رشاد وما قد يكون سمعه الرئيس سلام في مصر خلال لقاءاته المتنوعة على مدى يومين، صوّب المبعوث الأميركي السابق إلى لبنان آموس هوكشتاين مواقف خلفه توم برّاك القاسية في حق لبنان الذي وصفه بالدولة الفاشلة معتبراً ان على المجتمع الدولي اعادة اعمار جنوب لبنان.

لغة التفاوض

رئيس الجمهورية اكد مجدداً امس ان “ليس امام لبنان إلا خيار التفاوض” الذي لا يكون مع صديق او حليف بل مع عدو، مشددا خلال استقباله وفدا من مجموعة آل خليل على ان لغة التفاوض اهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا، وكذلك اللغة الديبلوماسية التي نعتمدها جميعا، من الرئيس نبيه بري الى الرئيس نواف سلام.

لبنان يعاني

في الاثناء، وعشية لقاء المصيلح لاعادة الاعمار، علّق المبعوث الأميركي السابق إلى لبنان آموس هوكشتاين، عند سؤاله عن رأيه في ما قاله المبعوث الأميركي توم براك حول كون لبنان “دولة فاشلة”، قائلاً إن لبنان يعاني بالفعل من مشاكل وتحديات اقتصادية ضخمة. وأضاف: “عوضاً عن التفكير في أخطائهم، علينا نحن، المجتمع الدولي، أن نقول إنه بعد حرب 2006، كان حزب الله وإيران من قاما بإعادة الإعمار، وإن كنا لا نريد لهما أن يفعلا ذلك، فعلينا نحن أن نتقدّم بأموال ومقاربة حقيقية لإعادة الإعمار. نولي أهمية كبيرة لإعادة الإعمار في غزة وننظم مؤتمرات ويجب أن نفعل الأمر عينه للبنان”. وتابع: “يجب أن نبرهن للناس في جنوب لبنان أن المجتمع الدولي لا يظهر فقط عندما يكون هناك قصف، بل أيضاً لإعادة إعمار الطرقات والمزارع وإعادة الكهرباء. فعندما يكون هناك فراغ ما، غالباً لا يملؤه أناس خيرون”.

تصعيد اسرائيلي

ميدانياً شنت مسيرة اسرائيلية قرابة الاولى الا ثلثا بعد الظهر غارة بـ3 صواريخ موجهة مستهدفة سيارة على مفترق الشرقية وسط بلدة الدوير، مما ادى الى استشهاد محمد علي حديد، واصابة 7 مواطنين بجروح واندلاع النيران بالسيارة المستهدفة وامتدادها الى سيارتي ميني كوبر وهوندا، وتسببت باضرار كبيرة بالمجمع التجاري الذي يضم 17 محلا تجاريا من مطاعم ومحال مواد غذائية ومكتبة وملحمة، فضلا عن محيطه من محلات وشقق، اصيبت باضرار مادية. وتعتبر المحلة المستهدفة اكثر منطقة اكتظاظا بالحركة والازدحام. ولاحقاً استهدفت غارة من مسيرة دراجة نارية في حي ابو لبن في بلدة عيتا الشعب واعلنت وزارة الصحة عن سقوط شهيد.

بلاسخارت

وفي السياق، اجرى رئيس الجمهورية مع منسقة الأمم المتحدة في لبنان جانين هينيس بلاسخارت التي زارت اسرائيل اخيراً، جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في ضوء التطورات المتصلة بسبل معالجة الوضع في الجنوب، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية والاتصالات الجارية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

محاصرة الثنائي

الى ذلك، رأى رئيس تكتل بعلبك الهرمل عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن، أن” الأميركي ودولاً كثيرة ومعهم بعض اللبنانيين، يريدون من خلال الانتخابات النيابية المقبلة، أن يحاصروا الثنائي الوطني والمقاومة وحلفائها، حيث أنهم سيحاولون الدخول إلى ساحتنا من خلال خرق لوائحنا بمرشح شيعي أو أكثر، وعينهم على أبعد من ذلك، إضافة إلى تخفيض عدد كتلنا النيابية، من أجل المزيد من الإطباق والهيمنة في لبنان، ولذلك يريدون اليوم أن يعدّلوا قانون الانتخاب، ليتيح للمغتربين أن يقترعوا لـ128 نائباً، علماً أن القانون النافذ حالياً يقول، إنه يحق للمغتربين أن يقترعوا لـ6 نواب، وهذا موضوع محسوم بالنسبة إلينا، ولا يمكن القبول بغير الصيغة الحالية لقانون الانتخابات”. وأشار إلى أن “بعض اللبنانيين يستعجلون الاستسلام والتنازلات، ولكن هذا ليس موجود في قاموسنا، فنحن لن نستسلم ولن نتنازل، وقلنا بأن على العدو أن يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما الانسحاب من النقاط الخمس، ووقف اعتداءاته اليومية، وإطلاق سراح الأسرى بلا مقابل، وعندئذٍ نذهب كلبنانيين لمناقشة استراتيجية أمن ودفاع وطني من أجل الدفاع عن البلد، لا أن نبدأ من نقطة “ي” قبل أن ننتهي من النقطة “أ”. 

جر الى الكوارث

في المقابل، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “كما أخطأ حزب الله” في التقدير والتصرّف خلال عامَي 2023 و2024، ما أدى إلى خراب ودمار في مختلف المناطق اللبنانية، وبشكل خاص في بيئته الحاضنة، فإنه يواصل اليوم، من خلال مواقفه وتصرفاته منذ اتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن، جرّ لبنان، وبيئته الحاضنة تحديداً، إلى مزيد من الكوارث والموت والدمار”.واعتبر جعجع خلال الخلوة السنويّة لمنطقة البقاع الشمالي في معراب أن “ذلك كله نتيجة رفضه حلّ جناحيه العسكري والأمني، كما نصّ على ذلك اتفاق الطائف أولاً، والقرار 1701 ثانياً، واتفاق وقف النار في العام 2024 ثالثاً، وخطاب القسم والبيان الوزاري رابعاً وليس أخيراً، وتالياً رفضه الانخراط بدلاً من ذلك في العمل السياسي من بابه الواسع، أسوةً بسائر الأحزاب اللبنانية”.

Spread the love

MSK