مقال وتحليل

تداعيات امتناع زوجة رئيس الوزراء الماليزي السلام على الرئيس الصيني . هذا رد عزيزة إسماعيل بعد الضجة .

بقلم : الصحافي حسن الخباز 

لا حديث بوسائل التواصل الاجتماعي إلا عن رفض زوجة رئيس الوزراء الماليزي السلام على الرئيس الصيني واكتفائها بالانحناء احتراما له . دون ملامسة اليد، التزاما بقناعاتها الدينية الإسلامية.
جاء ذلك خلال حفل عشاء على هامش قمة شنغهاي للتعاون التي أُقيمت في مدينة تيانجين الصينية. بعدما صافح الرئيس الصيني بحرارة وتحول للسلام على زوجته لكنها امتنعت .
وقد انقسمت آراء المعلقين بين من رأى في التصرف احتراماً للتقاليد والعادات الثقافية، ومن اعتبره خياراً شخصياً يعكس أسلوبها في التحية والاحتشام، في حين ان البعض اعتبر الامر عابر، سلط آخرون الضوء على رمزيته لكونه جرى أمام عدسات الكاميرات وفي حضور عدد كبير من القادة والشخصيات البارزة.
وقد اعجب الكثيرون بهذه الطريقة سيما وانها امرأة مسلمة وزوجة رئيس وزراء ، لذلك يجب أن تكون قدوة لغيرها من النساء المسلمات ، كما عبر الكثيرون عبر التعليقات .
مقطع فيديو “عدم المصافحة” هز المنصات الاجتماعية وحظي بنسبة مشاهدة عالية بعدما شاركه الآلاف عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي .
“رفض المصافحة” لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي عابر، بل تحول لمحطة رمزية تذكر بأن الحضور الإسلامي ما زال قادرا على التعبير عن نفسه في أعلى المستويات السياسية، حتى في مواجهة قادة أكبر القوى العالمية.
جدير بالذكر ان اللقاء المذكور شهد ترتيب جلسات الاستقبال وفق أعلى معايير الترتيب البروتوكولي، مع تأكيد الاحترام المتبادل بين جميع الوفود المشاركة.
وقد ردت السيدة عزيزة إسماعيل زوجة رئيس الوزراء الماليزي عبر حسابها على منصة إكس وكتبت بالحرف :
«الحمد لله، كنت حاضرة مع زوجات رؤساء الدول والحكومات في حفل أقامته زوجة رئيس جمهورية الصين الشعبية».
وأضافت خلال نفس التدوينة أنها التقت زوجات قادة ومسئولين حضروا الفعالية، بينهن زوجة رئيس وزراء مصر الدكتور مصطفى مدبولي الذي شارك في المؤتمر وكذلك من دول تركيا وإيران وأوزبكستان وأذربيجان ونيبال ومنغوليا وأرمينيا، وتابعت: «أخذنا في رحلة بحرية للاستمتاع بالجمال حول تيانجين».
جدير بالذكر ان السيدة عزيزة إسماعيل طبيبة متخصصة، كرست جزءا كبيرا من حياتها للعمل العام. وحين اعتُقل زوجها أنور إبراهيم لسنوات طويلة بتهم سياسية، تولت هي قيادة الحزب المعارض، لتصبح إحدى الشخصيات البارزة في المشهد الماليزي .
عزيزة إسماعيل تنتمي هي وزوجها منذ شبابهما إلى الحركة الإسلامية الماليزية، عبر نشاطهما في “الاتحاد الوطني للطلاب المسلمين”، ما جعل التزامها بالموقف الذي اتخذته أمام الرئيس الصيني امتدادا طبيعيا لمسيرتها الفكرية والسياسية حسب ما جاء في الجريدة الشهيرة عربي 21 .
هذ الموقف، الذي ظهر للبعض عفويا لكنه محمّل بالرمزية، وضع السيدة الماليزية الأولى في صدارة المشهد، إذ عكس تمسكها بالهوية الإسلامية في أحد أكبر المحافل الدولية .
وقد حمل الموقف رسالة رمزية تفيد ان الهوية الدينية لا تتعارض مع الحضور السياسي العالمي، وبين من اعتبر أن المشهد قد يسبب حرجا دبلوماسيا في لقاء يجمع قادة قوى دولية كبرى.

Spread the love