أخبار محلية

عملت في فترة من الفترات العجاف من حياتي، مع المدعو جمال بدوي في شركة سبيرال

كتب بلال يحي

لإصدار مجلة باسم البستان ، وتعثر المشروع وذبل البستان قبل ان تخضر ا وراقه لاسباب لامجال لذكرها الان ،بعد ،وهناك تعرفت على ماهر باكير..في قسم أجهزة الاتصال والكومبيوترات وصيانتها ،وتوطدت بيننا علاقة طويلة من الود والزمالة والاخوة والاحترام،وكنا نلتقي كثيرا في مناسبات عائلية او ثقافية او اجتماعية ..ولا اذكر ابدا طوال أكثر من ثلاثين سنة اننا اختلفنا في موضوع جدلي أكثر من ساعة ابدا ،إذ كنا نختتم خلافنا الإيجابي بابتسامة محبة وكلمات ود جميل،كنت خارجاحينها من جو الاذاعات ،وماهر بالكاد بدأ مشواره الاذاعي.. صحيح اننالم نعمل معا في هذا المجال ،لكنني كنت اعرف والمس مدى احترام ماهر لمهنيتي وحرفيتي في الإذاعة والتلفزيون،وكان يحرص على مراجعتي والوقوف عند رأي الخاص في عمله الاذاعي دائما ،وانا كنت اصدقه الرأي والمشورة بكل محبة، تمر الأيام وينشغل ماهر بعائلته الجميلة ،لكننا لم ننقطع ابدا عن اللقاء عائليا وفي مناسبات أخرى عديدة ،كنت اتتبع دائما اخباره وهو الإنسان العصامي الذي بنى نفسه بنفسه ،إذ اكمل دراسته التخصصية في الالكترونيات والحواسيب،وكان يعطي محاضرات وحصصا تدريبية في مهنية القبة وغيرها،وأسس شركة اعلامية كان يطمح من خلالها لتأسيس مشروع اذاعي كبير لمدينة طرابلس ولكن… اخ من ولكن…وفاتحته مرة بحلم كنت اطمح لتحقيق وهي اصدار مجلة بأسم الحكواتي ولقيت منه ومن الأخ طلال مرعبي ،والأخ المرحوم عامر عيد كل دعم وتشجيع ،وانطلق المشروع لعدة سنوات وكان لماهر صفحة دائمة باسمه لطالما فاجأني باختياره الدقيق لموضوعاتها ،واسلوبه المبهر في صياغتها،لغاية هبوط أسهم المطبوعات والصحف والمجلات..وكان ماهر باكير في مسيرة الشعر والامسيات الشعرية وتوقيع الدواوين من اوائل المشجعين والحاضرين وفي احيان كثيرة كان تقديم تلك الأعمال والتعريف بها على المنابر لايكتمل الا بوجود ماهر باكير ..مقدما ومعرفا محترفا،في كل امسياتي،الشعرية على مسارح الرابطة الثقافية ،وبيت الفن ،وغرفة التجارة والصناعة،
وفي شهر رمضان يخلع ماهر ثوب الهندسة والتكنولوجيا والتقنيات ،ويشمر عن زنديه لإدارة فرن والده أطال الله بعمره،خلف مقهى موسى لا تغيره الاحلام ولا الرتب ولا الالقاب، ويقول لوالده : هذا شهر راحتك فدع الان الحمل لي،وترضى علي،
وبقي ماهر وفيا لمنطقه وحارته وملاعب طفولته في النجمة وباب الرمل والحدادين ومحرم والخناق،مرتبطا ولصيقا بها بعقد مقدس وازلي لايتركها ولا يتخلى عنها وهي تفرد ذراعيها وتحتضنه ابنا لها بارا وحنونا ومحبا، يضيء عتمة لياليها ويتساهل مع كبواتها وعثراتها ويحس بآلام وتعتير اخوته وأهله هناك ،،،على مبدأ: تشيلني واشيلك ،
وبعد ،لا زلت أرى بماهر الطرابلسي ابن المناطق الشعبية المحرومة والفقيرة ويحلم بالنهوض بها وانعاشها وتقديم الخدمات لها بكل قوته ويخطط لذلك مع رفاق له يشبهونه للمشاريع التي تعيدها إلى سابق رونقها وازدهارها،

ماهر باكير الان يستعد لخوض غمار تجربة كبيرة ،وقد أن الأوان لذلك بعدما نضجت رؤاه وتطلعاته لإنقاذ مدينته مع عشرات الشباب الطموحين والاوادم وأصحاب الاختصاص والمبادرات لجعل طرابلس مدينة تخلع ،رداءها القديم الحزين والمهمل والبالي وتلتحف عبايتها الملونة والمزهرة والجميلة كامنيات شبابها وبناتها واطفالها،
وانا صدقا أرى فيه قائدا شعبيا ومثقفا،ليكون على راس لائحة بلدية تنسف كل الموروث الماضي المريض،في العمل البلدي
لطرابلس أجمل واحلى ،نعم اتمنى من كل قلبي أن تنسف كل القوالب الجاهزة والمعايير الجامدة و يكون رئيسا لبلدية طرابلس،على أن يعمل المخلصون والمهتمون معه كتفا إلى كتف فعلا لرفع الغبن والظلم عن مدينتهم،

ماهر …وفقك الله في مسعاك ،في كل خطوة تخطوها ورفاقك نحو طرابلس جميلة ،قوية ،ونجمة ساطعة كما ايام زمان في سماء البحر المتوسط،ومدن الارض الراقية..
اخوك الحكواتي…

Spread the love