مقال وتحليل

وأخيرا ، بودريقة يعود مرغما بعدما ظن أنه أفلت من العقاب ، آخر تطورات قضية استأثرت باهتمام الرأي العام المغربي .

بقلم : الصحافي حسن الخباز

لا حديث اليوم بوسائل التواصل الاجتماعي إلا عن محاكمة محمد بودريقة الرئيس السابق لنادي الرجاء الرياضي البيضاوي . بعد قرار ترحيله من طرف السلطات الألمانية بعد وافقت محكمة هامبورع العليا على طلب التسليم الذي قدمته سلطات المغرب .
الخطير في الأمر أن المصائب جرت كذلك والدة بودريقة وأفرادا من عائلته ، حيث مثلوا بين يدي القضاء مؤخرا وبالضبط أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء ، حيث تم الاستماع لوالدة بودريقة وسبعة آخرين من أفراد عائلته على ذمة قضية سرقة مبلغ ستمائة مليون سنتيم من خزانة نقود أخيها المتوفى غير الشقيق .
هذا ، ويتابع الوكيل العام للملك والدة بودريقة رفقة أشقائها وموظف بمصلحة تصحيح الإمضاء بلحقة كالفورنيا التابعة لمقاطعة عين الشق على خلفية شبهتي التزوير والسرقة وهي تهم ثقيلة كفيلة بإغراقهم سنين في السجن .
وقد تقرر تقديم أحدهم في حالة اعتقال فيما تابع الوكيل العام بقية الأفراد في حالة سراح ، وذلك بعدما تقدم خمسة أبناء الأخ غير الشقيق لوالدة بودريقة بشكاية متهمين إياها بتكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة فضلا عن تزوير محررات رسمية .
تهم كثيرة موجهة لوالدة بودريقة من بينها كذلك استعمال مستندات وثائق وإتلافها بعد استكمال مهمتها وحرمان أبناء الفقيد من الإرث مع أن بعضهم قاصرين والاستخواذ على مبلغ مالي ضخم فضلا عن وثائق هامة ضمنها شيكات …
جدير بالذكر أن الرئيس السابق لفريق نادي الوداد الرياضي البيضاوي مازال معتقلا رفقة رئيس جهة الشرق سابقا ، وقريبا سيلحق بهم الرئيس السابق للرجاء البيضاوي ، بعدما جاء وقت الحساب .
لكن الشعب المغربي يطالب باسترجاع الأموال المنهوبة من المال العام فضلا عن الاعتقال وعدم الاكتفاء بالاعتقال لردع الجانين . فالحل الأمثل يتمثل في استرداد أموال الشعب ، لأن المغاربة لن يستفيدوا شيئا من الاعتقال دون رد أموال دافعي الضرائب .
هذا ومن المنتظر أن يتم تسليم بودريقة الثلاثاء القادم الموافق للثاني والعشرين من أبريل ، بعدما باشرت ولاية أمن البيضاء تحقيقات مع أفراد عائلته لكشف خيوط قضية تعاملات بودريقة المالية .
وتجدر الإشارة إلى أن ابتدائية عين السبع سبق لها أن حكمت غيابيا سنة 2024 بسجن بودريقة سنة موقوفة التنفيذ فضلا عن تغريمه أزيد من 232 مليون درهم بسبب إصدار شيكات بدون رصيد .
وقد غادر البلاد حينها بجواز سفر ديبلوماسي بعدما أحس بقرب موعد محاسبته . وقد تم اعتقاله في السادس عشر من يوليوز 2024 بمطار هامبورغ بناءا على مذكرة توقيف دولية أصدرها المغرب .
قضية الرئيس السابق لنادي الرجاء الرياضي البيضاوي استأثرت باهتمام الرأي العام المغربي بسبب الشبكات والعلاقات التي بناها خلال السنوات الفارطة بوصفه رئيسا لأحد أهم الفرق المغربية ، هذه الشبكات التي تم تفكيكها تدريجيا من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية .
يعود إذن بودريقة خلال الأسبوع القادم ليواجه مصيره بعدما ظن أنه أفلت من العقاب بعدما غادر البلاد في السنة الماضية ، وأحكام ثقيلة بانتظاره على غرار كل جيوب الفساد التي تعيث فسادا في مال الشعب وتغرف منه كيف تشاء ، والمطلب الرئيسي للشعب هو استرجاع الأموال المنهوبة وعدم الاكتفاء بالسجن كعقوبة .

Spread the love