إقتصاد

فرص واعدة لتعزيز التعاون الإماراتي – الصيني في مجالات التكنولوجيا والابتكار والطاقة

  مع اختتام فعاليات «قمة رواد الأعمال الصينيين والعرب» ضمن «إنفستوبيا 2025»، برزت ملامح تعاون استراتيجي متزايد بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والابتكار، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، بما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية والعلمية بين البلدين. وأكد البروفيسور ليونيل ني، رئيس جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا (قوانغتشو)، حرص الجامعة على تعزيز التعاون العلمي والأكاديمي مع الجامعات الإماراتية، مشيداً بالمستوى المتقدم للتعليم العالي في الإمارات. وأوضح ني، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام»، بأن الجامعة تسعى إلى إقامة شراكات استراتيجية مع الجامعات الإماراتية تشمل تبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وإطلاق مشاريع بحثية مشتركة. ولفت إلى أنه لمس حماسًا مشتركاً بين الجانبين لتفعيل هذه الشراكة بما يسهم في تعزيز الابتكار وتطوير حلول تكنولوجية تخدم الأسواق الإقليمية والعالمية. وأضاف أن الجامعة تخطط لتخصيص صندوق بحثي لدعم المشروعات المشتركة، مؤكداً أنها رغم حداثة تأسيسها قبل ثلاث سنوات فقط قد نجحت في بناء شبكة تعاون مع نحو 50 جامعة دولية، وتسعى حاليًا لتوسيع هذه الشبكة لتشمل جامعات في منطقة الشرق الأوسط، على رأسها الجامعات الإماراتية. كذلك عبّر عن رغبته في تشجيع التبادل الطلابي بين الجانبين، لما لذلك من دور في تعزيز التفاهم الثقافي وتطوير القدرات البحثية لدى الطلاب. وفي السياق ذاته، أشادت شو شياولان، رئيسة مجلس إدارة المعهد الصيني للإلكترونيات ونائبة وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات السابق، بالإمكانات الكبيرة للتعاون بين الإمارات والصين في مجالي الروبوتات والذكاء الاصطناعي. وأكدت شو، خلال مشاركتها في القمة، أن الروبوتات أصبحت محركًا أساسيًا للتحول الرقمي، مشيرة إلى أن الصين حافظت على صدارتها العالمية في سوق الروبوتات الصناعية للعام الحادي عشر على التوالي، مع نمو ملحوظ من 69 ألف وحدة عام 2015 إلى 316 ألف وحدة في 2023. وأوضحت شو بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي متعددة الوسائط ساهمت في تطوير روبوتات أكثر ذكاءً ومرونة، بفضل التقدم في المحركات عالية الأداء والرقائق وأجهزة الاستشعار. وأضافت أن الصين أصدرت عدة وثائق استراتيجية لدعم قطاع الروبوتات، مثل «خطة تطبيقات الروبوتات» و «إرشادات تطوير ابتكار الروبوتات»، كما نظمت مؤتمر الروبوتات العالمي لعشر سنوات متتالية. ودعت شو المؤسسات الإماراتية إلى المشاركة في الدورة المقبلة من المؤتمر في آب (أغسطس) المقبل في بكين، مؤكّدة أن الإمارات شريكة استراتيجية مهمة للشركات الصينية في الشرق الأوسط بفضل بيئتها المحفّزة للابتكار. وفي الإطار ذاته، سلّط تشين جيفنغ، رئيس شركة «تنغفاتشونغ دونغ المحدودة» المتخصصة في تأجير معدات الرافعات والهندسة، الضوء على المزايا الاستثمارية الفريدة لإمارة أبوظبي، التي جعلتها وجهة مفضّلة للشركات الصينية الراغبة في التوسّع في المنطقة. وأشار إلى أن الموقع الاستراتيجي لأبوظبي وشبكة الموانئ المتطورة والبنية التحتية اللوجستية المتقدّمة، ومن بينها منطقة خليفة الاقتصادية، كلها عوامل تسهم في خفض تكاليف الشحن وتعزز كفاءة العمليات للشركات الصينية. كما أشاد بالبيئة التشريعية الجاذبة في أبوظبي، بما في ذلك غياب ضريبة الدخل الشخصي وانخفاض الضرائب على الشركات، إلى جانب حزم الدعم المالي والحوافز الاستثمارية التي تقلل تكاليف التشغيل والمخاطر الضريبية. وأضاف أن أبوظبي تتبنى استراتيجية واضحة للتحول نحو الطاقة المتجددة، مؤكداً أن خبرة شركته التي تمتد 30 عامًا في تركيب توربينات الرياح ستتيح لها الإسهام بفعالية في مشاريع الطاقة النظيفة في الإمارة. وأكد جيفنغ أن خطة أبوظبي لتعزيز القطاع الصناعي والصادرات غير النفطية تخلق فرصًا كبيرة لشركات الخدمات الهندسية وتأجير المعدات.

Spread the love