إسرائيل تهدد غزة بـ”الجحيم والتهجير” وتواصل التجويع.. والمقاومة ترفع حالة التأهب
تنديد دولي بتجديد حصار القطاع
استمرت الهجمات الدامية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، مع تعثر جهود تمديد قرار وقف إطلاق النار، بسبب الشروط الإسرائيلية الجديدة، كما أبقت سلطات الاحتلال على قرار منع إدخال المساعدات الإنسانية، ضمن الضغوط الممارسة لفرض الشروط، وهو ما ينذر بانهيار الوساطة وعودة الحرب إلى ما كانت عليه سابقا.
واستفاق سكان قطاع غزة في اليوم الثاني لانتهاء التهدئة، على هجمات عسكرية جديدة شنتها قوات الاحتلال، حيث استشهد مواطنان برصاص جيش الاحتلال خلال تواجدهما وسط مدينة رفح جنوب القطاع، كما استهدفت قوات الاحتلال بالقصف المدفعي منطقة كرم أبو معمر شمال شرقي المدينة.
كما أصيب ثلاثة مواطنين جراء قصف جوي نفذته مروحية إسرائيلية واستهدف منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، كما أطلقت مروحية إسرائيلية النار من رشاشاتها الثقيلة صوب تلك المنطقة، وهي من المناطق التي لا يزال يتواجد فيها نازحون يقيمون في الخيام، فيما أطلقت آليات الاحتلال النار تجاه منطقة السناطي شرقي خان يونس.
وفي السياق، هاجمت آليات الاحتلال المتمركزة شمال شرق وسط قطاع غزة، بنيرانها الرشاشة الثقيلة، المناطق الفلسطينية المجاورة، كذلك استهدفت آليات الاحتلال المناطق الواقعة إلى الشرق من بلدة جباليا شمالي القطاع، إضافة إلى استهداف المناطق الحدودية لحي التفاح شرق غزة. وكان رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، قال إن جيش الاحتلال ارتكب 962 خرقا وانتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار، بينها جرائم قتل بدم بارد لـ100 مواطن، لافتا إلى أن تلك الهجمات أدت إلى إصابة 490 آخرين في مناطق مختلفة من القطاع.
رفع التأهب في غزة
وبسبب استشعار الخطر القادم، اتخذت فصائل المقاومة في قطاع غزة قرارا، رفعت فيه “مستوى التأهب”، وبدأت تنفيذ “خطة طوارئ” جديدة، تحسبا لقيام جيش الاحتلال بتوسيع العمليات العسكرية واستئناف الحرب ضد غزة، وحسب مصدر في تلك الفصائل فإن أوامر صدرت ووصلت إلى كافة خلايا المقاومة في القطاع، للعمل بموجب التعليمات الجديدة، والتي تشمل عدم العمل العلني في هذا الوقت، وأخذ كل الاستعدادات العسكرية اللازمة للتعامل مع أي هجوم إسرائيلي جديد ضد القطاع.
وحسب المصدر فإن تعليمات أخرى سوف تصدر للخلايا العسكرية، بناء على تطورات الميدان في الأيام القادمة، لافتا إلى أنه طلب من جميع عناصر وقادة المقاومة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر.
تهديد إسرائيلي بالتصعيد
وترافق ذلك مع تهديدات إسرائيلية بالبدء خلال أسبوع بتنفيذ خطة تصعيد عسكرية تشمل إعادة تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، واستئناف القتال، حيث نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية مطلعة قولها إن إسرائيل ستنفذ خطة أُطلق عليها اسم “الجحيم” ضد غزة.
ويأتي ذلك في ظل تحركات كبيرة يقوم بها وسطاء التهدئة في هذا الوقت، من أجل انقاذ الموقف، ومنع عودة الحرب من جديد، ويدور الحديث عن تقديم مصر مقترحات جديدة، تهدف العودة إلى حالة الهدوء، وفتح معابر غزة لإدخال المساعدات، بهدف منع اندلاع الحرب بوتيرتها الدامية كما كانت الأمور قبل تطبيق المرحلة الأولى من قرار وقف إطلاق النار.
تنديد بالحصار
إلى ذلك، فقد تواصلت التنديدات الدولية والإقليمية بقرار إسرائيل منع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، والذي من شأنه أن يفاقم مستوى الجوع في صفوف المواطنين الذين عانوا من ويلات الحرب على مدار أكثر من 15 شهرا.
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة قرار سلطات الاحتلال، القاضي بمنع إدخال المساعدات الإنسانية، وإغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وقالت إن هذا الإجراء غير القانوني “يمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة، وكذلك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”، واصفة الحصار الإسرائيلي بأنه يمثل “عقابا جماعيا وجريمة ضد الإنسانية تستوجب المساءلة والمحاسبة بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية”، وطالبت المجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الأمن الدولي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لـ “جرائم إسرائيل”.
وحذرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميرجانا سبولياريك، من مخاطر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة أن الاتفاق “أنقذ عددًا لا يحصى من الأرواح وقدم بارقة أمل وسط معاناة لا يمكن تصورها”.
كذلك، أدانت العديد من المنظمات الاغاثية الدولية قرار حكومة الاحتلال بمنع إدخال المساعدات، وكان الاتحاد الأوروبي أعرب عن قلقه البالغ من قرار إسرائيل، وحذر من أن ذلك قد يؤدي إلى “عواقب إنسانية وخيمة”.