البنتاغون لهدنة فورية أو موت الرهائن: «حماس» ستقاوم لسنوات

الاحتلال يقصف أبنية في رفح.. ونتنياهو يطالب بأسابيع لإنهاء الحرب

استقبل أهالي غزة أول أيام شهر رمضان أمس تحت القصف والتجويع وأوقعت الغارات الإسرائيلية على القطاع عشرات الشهداء والجرحى، بينما سُجلت وفيات جديدة بسبب نقص الغذاء والدواء.

سياسيا، وبعد تعثر المحادثات الرامية إلى اتفاق يتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة بمناسبة شهر رضمان، بينما أبدت واشنطن مجددا معارضتها اجتياحا إسرائيليا لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة دون ضمان حماية المدنيين هناك.

وقال البيت الأبيض أمس إن الرئيس جو بايدن أوضح أنه لا عملية عسكرية في رفح “ما لم تكن هناك خطة لأمن المدنيين” هناك.

وأوضح -في بيان- أنه “لم نر حتى الآن خططا قابلة للتنفيذ بشأن أمن وسلامة أكثر من مليون مدني في رفح” مشيرا إلى سعي إدارة الرئيس لتحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة “بما يوفر الأساس لسلام مستدام وتخفيف المعاناة وإعادة المحتجزين في القطاع”.

من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن “إسرائيل لم تقدم لنا حتى الآن خطتها” لحماية المدنيين قبل الشروع في عملية عسكرية في رفح.

في نيويورك قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة “قد يدفع بشعب غزة إلى دائرة أعمق من الجحيم”، مشيراً إلى أن عدد الضحايا في هذه الحرب “غير مسبوق” خلال فترة إشرافه على الأمم المتحدة.

وأضاف غوتيريش في حديث للصحافيين أن “القتل والقصف وسفك الدماء مستمر في غزة”، مشيراً إلى أن “قتل المدنيين والدمار” يتم “بمستوى غير مسبوق”، خلال أكثر من سبع سنوات من توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة.

وتابع: “عيون العالم تراقب، وعيون التاريخ تراقب، لا يمكننا أن ننظر بعيداً، يجب أن نعمل على تجنب سقوط المزيد من الضحايا والتي يمكن منعها”، مؤكداً أن “المدنيين يائسون”، وأن “القانون الإنساني الدولي أصبح في حالة يرثى لها”.

في شأن المفاوضات التي توقفت قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز أمس إن بدائل عدم التوصل لاتفاق ستكون أسوأ للمدنيين الأبرياء في غزة و”للرهائن” وعائلاتهم.

وأضاف: سنواصل العمل بجد من أجل التوصل لاتفاق، ولا أعتقد أن أي شخص يمكنه ضمان نجاح ذلك”.

ميدانيا استشهد العشرات وأصيب المئات بجروح متفاوتة، وذلك جراء القصف المكثف للطيران الحربي والقصف المدفعي الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة، في اليوم الـ 157 من الحرب الإسرائيلية على غزة.

وارتكب الجيش الإسرائيلي7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 67 شهيدا و106 إصابات خلال الـ 24 ساعة الماضية، وبذلك ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 31112 شهيدا و72760 إصابة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، على ما أفادت وزارة الصحة بغزة، أمس.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، أمس بوقوع اشتباكات وصفتها بأنها ضارية اندلعت بين مقاتلين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في قرية بني سهيلا شرقي خان يونس، غرب مركز شرطة الشرقي.

من جهة ثانية قال جيش الاحتلال أمس إنه ما زال يحاول التأكد مما إذا كان مروان عيسى، القيادي في حركة “حماس”؛ ونائب قائد كتائب القسام قد سقط في غارة جوية في وسط قطاع غزة.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيل هاغاري، أن الموقع المستهدف تحت الأرض “كان يستخدمه مروان عيسى، إلى جانب آخرين”، زاعماً أنه “أحد مخططي هجوم  السابع من تشرين الأول”.

وأضاف هاغاري: “ما زلنا نفحص نتائج الهجوم ولم نحصل بعد على تأكيد نهائي”، مشيراً إلى أن تأكيد ذكر “أمر معقد لأن الهدف كان تحت الأرض”.

وفي وقت سابق أمس قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة عبر الفيديو، إن إسرائيل “قتلت الرجل الرابع” في حركة “حماس”، متعهداً بالوصول إلى بقية القادة الكبار الآخرين.

ولم يحدد نتنياهو من هو الرجل الرابع في “حماس” الذي تم اغتياله، ولكن وسائل إعلام إسرائيلية رجّحت أن المقصود هو صالح العاروري.

في الأثناء قال التقرير السنوي للاستخبارات الأميركية أمس أن  لدى حماس القدرة على المقاومة لسنوات في وجه إسرائيل التي تبدي تصميما على تدمير الحركة. 

وأشار التقرير إلى أن قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على البقاء زعيما لائتلافه الحاكم من اليمين المتطرف في خطر مضيفا أن    عدم الثقة بقدرة نتنياهو على الحكم تتعمق ونتوقع احتجاجات كبيرة للمطالبة باستقالته.

إنسانيا حذّر برنامج الأغذية العالميّ، أمس أن شهر رمضان المبارك يبدأ في الشرق الأوسط، بينما تواجه المنطقة أزمة جوع غير مسبوقة على خلفية الصراعات والتحديات الاقتصادية، وتغيّر المناخ. وقالت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية كورين فلايشر، في بيان: “ندخل شهر رمضان بينما تعيش المنطقة أسوأ أزمة غذائية بتاريخها الحديث في قطاع غزة”. 

وقالت فلايشر: “بعد مرور 6 أشهر على أزمة غزة، أصبح الآن سكان القطاع المحاصر بالكامل في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية، حيث يواجه أكثر من نصف مليون شخص مستويات كارثية من الجوع (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) بينما يتزايد خطر المجاعة يومًا بعد يوم”.

وفي موضوع إدخال المساعدات إلى القطاع قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس إن “قرارنا بإنشاء ممر بحري لإدخال المساعدات إلى غزة ليس بديلا عن إدخالها برا”.

وأمس أعلن المتحدث باسم الجيش المصري، تكثيف مصر للإنزال الجوي للمساعدات على قطاع غزة، بالتزامن مع اول أيام شهر رمضان.

وبدوره أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمس أن بلاده تعتزم تكثيف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات على غزة. 

في الضفة اقتحم عشرات المستوطنون، صباح أمس باحات المسجد الأقصى المبارك، في أول أيام شهر رمضان، وسط دعوات فلسطينية لتكثيف الرباط وشد الرحال إليه.

ونفذ نحو 275 مستوطنا اقتحامات جديدة للمسجد الأقصى، بحماية من قوات الاحتلال التي تنكل بالفلسطينيين وتمنع الآلاف من الصلاة فيه.

وأدى الآلاف من الفلسطينيين صلاة فجر اليوم الأول من شهر رمضان في رحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم تضييقات الاحتلال وتشديداته العسكرية.

وأمّ المسجد الأقصى المبارك آلاف المصلين من مدينة القدس وضواحيها وفلسطينيي الأرض المحتلة عام 1948، متحدين إجراءات الاحتلال العسكرية.

وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط المسجد والبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، ونشرت آلاف الجنود، في ظل منع فلسطينيي الضفة الغربية من الوصول للمسجد الأقصى.

وتواصلت الدعوات للنفير العام وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك وإعماره والصلاة فيه طيلة شهر رمضان المبارك، والحشد في حملة “رمضان الطوفان”، لحماية المسجد وكسر حصاره المتواصل منذ أكثر من خمسة أشهر.

ودعا الحراك الشبابي المقدسي للنفير العام وإغلاق كافة مساجد القدس والتوجه نحو المسجد الأقصى للصلاة فيه طيلة شهر رمضان المبارك.

إلى ذلك قال وزير الخارجية الأردني إن القيود التي تفرضها إسرائيل على وصول المصلين إلى حرم المسجد الأقصى في القدس خلال رمضان تدفع نحو “تفجر الأوضاع”.

وفي تصريحات لوسائل الإعلام الرسمية، قال الصفدي إن بلاده ترفض الخطوة الإسرائيلية المعلنة بالحد من وصول المصلين إلى الحرم القدسي خلال شهر رمضان، عازية ذلك لأسباب أمنية مع احتدام الحرب في غزة.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية الفاتيكان المطران بول جالاجير “العبث بالمقدسات عبث بالنار”.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *