الـ «سي آي إيه» تزعزع استقرار دول العالم

منذ بداية الحرب الباردة.. قامت وكالة المخابرات المركزية الأميركية الـ»سي آي إيه CIA»، الجهاز السرّي للمخابرات الاميركية، بالإطاحة بما يقارب الخمسين حكومة أجنبية، كانت غالبيتها منتخبة ديموقراطياً… وتدخلت بأكثر من أسلوب، من بينها التأثيرات السياسية في الانتخابات.

لذا أشار الكاتب جيفري ساش في تقييم وكالة المخابرات هذه، الى ان قائمة بعشرات الجرائم التي قامت بها، في حق الشعوب، وأهمها تلك التي تمّت بحق محمد مصدّق في إيران عام 1953، وأحمد سوكارنو في اندونيسيا عام 1965. ففي الأولى أسقطت الولايات المتحدة تجربة ديموقراطية متكاملة، مثلها مثل تجربة سلفادور الليندي في تشيلي عام 1973 الذي كرّرت معه واشنطن ذلك بعد مصدق بعشرين عاماً، لقد عوقبا أميركياً بسبب سعيهما لامتلاك قرار بلادهما السياسي.

إنّ المقال الذي جاء به الكاتب… والذي جاءت أفكاره متطابقة مع ما جاء في الكتاب الأسود للمخابرات الاميركية الذي صدر في تموز 2021 في باريس  عن دار «نوفو موند» من تأليف المؤرخ الفرنسي إيفونيك دينوال.

ومع ان جرائم الـ»سي اي إيه» متنوعة الى ان المقال يجمعها في ثلاث:

الأولى: الاعتداء على حقوق الأشخاص سواء أكانوا أميركيين أم أجانب.

الثاني: تخص الدول والأمم الأجنبية، إذ خلال 60 سنة تدخلت وكالة الاستخبارات الاميركية وغيّرت المسار التاريخي في العديد من الدول.

الثالث: تتعلق بمبدأ المسؤولية التي تتعارض مع مبدأ الفعالية.

والأمثلة على ذلك يذكر الكاتب بعضها فيقول:

– عام 1947 حذر السفير الاميركي في فرنسا جيفيرسون كافري حكومته، من ان النفوذ السوڤياتي يمكن أن يتمدد بفضل الحزب الشيوعي الفرنسي… هنا قامت أميركا بضخ أموال طائلة للاشتراكي ليون جوهو Leon Jouhaux الذي قام بانشقاق مع القوة العمالية عن نقابة CGT التي كان يهيمن عليها الحزب الشيوعي الفرنسي.

– في 15 تشرين الثاني (نوڤمبر) عام 1949 أصدرت فرنسا طلباً لايقاف كلاوس باربي المتهم بارتكاب جرائم حرب.

وأخيراً، لقد حاولت الوكالة اغتيال أكثر من خمسين زعيماً أجنبياً وأمطرت شعوب أكثر من 30 بلداً بالقنابل… باختصار ان الوكالة زعزعت الاستقرار العالمي… ويكفي انها خططت بدقة للانتقام من تنظيم «القاعدة» الذي كان يتزعمه ابن لادن في هجمات 11 أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن. فقتلت ابن لادن لتثبت للعالم ان وكالة الـ»سي آي إيه» حاضرة في كل المواقف ولا تزال تشكل الرقم الأول في عمليات التخطيط والتنفيذ في أميركا.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *