محاولات طمس المواقع التراثية في مدينة طرابلس ما زالت مستمرة

أسفت رئيسة جمعية تراث طرابلس – لبنان الدكتورة جمانة الشهال تدمري لما يخطط لمحطة سكة الحديد في مدينة الميناء من مشروع تشويهي لا يراد من ورائه سوى إكمال عملية طمس لكل آثار المدينة، من خلال تحويل هذه المساحة الى موقف خاص للشاحنات بعدما أقدمت ادارة سكك الحديد على تأجير الأرض لتحويلها الى موقف .
أولا” : نحن نستغرب أشّد الإستغراب كيف يتصرف المدير العام بأرض ملك للدولة وتضم أهم شبكة لسكة الحديد وأبنية تراثية يعود بناؤها إلى اوائل القرن العشرين على الطراز الفرنسي وهنا أود أن أذكر، ان هذه المنشأة التراثية ليست كما يظن البعض أنّها منسية!!! فهي مقصد الزوار فجمعية تراث طرابلس أقامت فيها وبالتعاون مع جمعية Train-Train أهم حدث ثقافي ضمن فعاليات ” تراثي تراثك” وقد زار سكة الحديد أثناءها ٢٢ الف مواطن من الفعاليات من داخل طرابلس ومن خارجها، والأهم أن هذا الحدث أعاد بالذاكرة حقبة تاريخية مجيدة من حياة أجدادنا والذين دفعوا من أموالهم أثماناً باهظة لبناء سكة حديد تصل بين أوروبا وحيفا في العهد العثماني، وكان لهذا الحدث الأثر الكبير حيث تم وضع المحطة على خريطة معرض Orient Express في العام 2015 وهو المعرض الذي نظمه معهد العالم العربي في باريس وبفضل جهود جمعيتنا تمت المشاركة كل من طرابلس ورياق بينما نجد المعنيين اليوم وبدلاً من ايلاء هذه المحطة الإهتمام اللازم نراها تحولها الى موقف للشاحنات، فأي سياسة هذه التي تتبع خاصة وإننا على أبواب ” طرابلس عاصمة للثقافة ” والتي من المفترض أن تظهر جمالية تراثها وأبعادها الثقافية فإذا بنا أمام سياسات الهدم والتدمير أو التحول نحو مواقف تشوه كل المظاهر وتطيح بالأبنية والمكتنزات من قطارات على الفحم تعود لأوائل القرن الماضي نادرة ومهمة!!!
أليس في طرابلس مساحات شاسعة يمكن تحويلها الى مواقف كما يريدون؟؟؟ بل تقع المحطة في محيط المحجر الصحي حيث المساحات والبراحات الخالية كثيرة فلماذا محاولات طمس وتشويه جمالية مراكزنا الأثرية والى متى يمكننا السكوت عن هذا الإجرام بحق طرابلس؟؟!!
القرار مرفوض ويهم جمعية تراث طرابلس أن تؤكد على أن مساعيها في سبيل إعادة إحياء تراث المدينة سيبقى في سلم أولوياتها وستتصدى لأي مشروع تخريبي لا يراد منه سوى القضاء على ثروة المدينة. الم يحن الوقت ان نقف يداً بيد ضد هذه الأعمال التي تطيح بتراث المدينة ومستقبلها.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *