فلسطين تحسمها.. ( الإستغاثة بالأموات شِرك وحرام )

مقال مهم جدا عن وصف حال أبطال فلسطين والسكوت عن جرائم العدو بقلم رئيس مجلس أمناء مجمّع النور التربوي ومؤسساته الوقفية التربوية في لبنان والخارج الشيخ الدكتور محمد رامز الحموي

لعلّ أهل الرباط في فلسطين ، مع ما يَعتريهم من صمود ، حُقّ له أن يؤرخ ويخلد ، مع ما يقابله من خذلان وتخلٍّ غير مسبوقَين ، من بَني دينهم وجلدتهم وعروبتهم ، ربما قد أفضى بهم الحال إلى اعتماد فتوى قطعية الثبوت والدلالة ، حسب تقعيداتهم الفدائية ، وتأصيلاتهم الإستبسالية ، أنه وبالقول الباتّ القاطع ، يَحرُمٌ حرمةً لامستِ الشركَ نفسه ربما ، أن يستغيث هؤلاء الأبطال بالأموات من العرب والمسلمين ، خروجًا من الخلاف ، ومنعًا للمراء والجدال والرأي والرأي المقابل !!

وهذه الفتوى لها بُعدها العقلي والديني في آنٍ معًا ، إذ كيف يُستغاث ويُطلب المدد ممن لا يملك نفع نفسه ولا ضرها ، سيّما وقد ماتت النخوة ، وتلاشت الحَميّة ، حتى إنك لترى كثيرًا منا ينام على وثار فراشه ، ويلعق الطعام بالحديد من المعادن ، ويتابع حياته اليومية بشكل اعتيادي من صباح ومساء وما بينهما ، ولعله يتابع ما يجري في فلسطين أو لا يتابع ، فالأمر متروك لوقته ربما كما عند البعض !!

وإذا ما يمّمْتَ بشطرٍ من وجهك ، لا كلّه ، نحو أهل القرار والحل والعَقْد ، فهم الأجداث لا الأموات ، وهم الأنواء لا البلاء ، وهم من جعلوا العوام يستمرئون الذل والهوان ، ويرتدون من التمساح جلدَه وينافسونه عليه إرتداءً ، ليَهون عليهم كل صعب ، وليستسهلوا كل عار ، وليعيشوا ، بل وليتعايشوا معه بكل مرونة وأريحية ، هكذا ، والله المستعان !!

المقدسيون وأكنافهم ، لم يكتفوا بإصدار فتوى تحريم الإستغاثة بنا فقط كأموات ، بل أمعنوا بعيدًا في جسدنا توبيخًا وتهكُّمًا ، ليقولوا لنا كعرب ومسلمين ، اطمئنوا واستمروا في موتكم وسباتكم ، فلن نناديكم بعد الآن ، ولن نلومكم ، ولن نؤنّبكم ، لأنكم أموات …

( والضرب في الميت حرام )

الدكتور
محمد رامز الحموي
طرابلس – لبنان

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *