“مش حمل حروب”… مستشفيات لبنان تعاني وتناشد!

لم يتوقف التوتر بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الجنوبية، منذ بدء الحرب على غزة قبل أكثر من شهرين، بل تحول التوتر إلى مواجهات شبه يومية.

على حافة الانهيار

وعلى وقع القصف المتبادل، انطلقت تحذيرات من قلب لبنان خوفاً من اندلاع الحرب فعلاً، خصوصا بعد أن هددت تل أبيب مراراً بمصير لبيروت يشبه مصير غزة، في إشارة إلى رد إسرائيلي عنيف، وفق زعمها.

فقد شدد الطبيب مؤنس كلاكش، مدير مستشفى مرجعيون في جنوب لبنان، من مكتبه المطل على الحدود مع إسرائيل، على أن دوي قذائف المدفعية والغارات الجوية التي تسقط على البلدات اللبنانية القريبة بات يسمع وبشكل يومي تقريباً، بحسب تقرير أعدته وكالة “رويترز”.

وأوضح أن الوتيرة المتزايدة لهذه الهجمات أرعبت العاملين في مستشفاه الصغير، كاشفا عن أن المركز الطبي عالج 51 شخصا أصيبوا بجروح نتيجة القصف في الشهر الماضي تقريبا، توفي أو وصل 17 منهم قتلى.

ثم تابع قائلاً باللهجة اللبنانية: “مش حمل حروب.. أكثر من هيك بننهار”.

وأضاف أنه يخدم نحو 300 ألف شخص في المنطقة، بحيث يحوي المستشفى 14 سريراً للطوارئ، مشددا على أنه بات يكافح من أجل العمل بسبب نقص الموظفين، والأهم من ذلك، نقص الوقود.

كما أوضح أن المستشفى بالمولدات يعمل لمدة 20 ساعة يومياً، ويتعين عليه دفع ما يصل إلى 20 ألف دولار شهرياً مقابل الوقود، مشددا على أنه لم يعد أي من هذه الأموال يأتي من الحكومة، بل أصبح يعتمد على الأموال المتوفرة في المستشفى من أسبوع إلى آخر.

أما في حال نفد الوقود، فسُيغلق المستشفى، كاشفا عن عدم إمكانية إطفاء أقسام من المستشفى.

أتت هذه الصرخة بينما هناك العشرات من المستشفيات العامة الأخرى معرضة للخطر أيضاً، وذلك بعد أن جعلها الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ 2019 غير قادرة على تحمل أعباء الحروب.

بينما يدفع الصراع المتصاعد على الحدود الجنوبية مع إسرائيل قطاع الرعاية الصحية إلى أزمة جديدة، حيث يشعر الأطباء بالقلق من أن الحرب الأخيرة في الشرق الأوسط قد تمتد إلى ما هو أبعد من نقطة الانهيار، وفق التقرير ذاته.

قصف شبه يومي

يشار إلى أن القصف المتبادل أصبح شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية وحزب الله وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من جهة أخرى في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي.

لكن القصف المتبادل دفع إسرائيل إلى إجلاء عشرات الآلاف من سكان القرى والبلدات الشمالية القريبة من الحدود كإجراء احترازي.

في حين أكدت حكومة تصريف الأعمال ووزارة الخارجية على السواء، أن لبنان لا يريد الحرب ولا يسعى إليها كما لا يتحملها، معتبرة أن قرار الحرب والتصعيد على الحدود الجنوبية بيد إسرائيل.

بينما تصاعدت المخاوف الدولية من أن تخرج تلك المناوشات عن حدود قواعد الاشتباك المعتادة، وتتوسع الحرب الإسرائيلية الفلسطينية إلى صراع إقليمي أشمل، ما قد يفتح الباب إلى تدخل مجموعات مسلحة أخرى مدعومة من إيران سواء في العراق أو سوريا أو حتى اليمن.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *