لودريان يطلب التمديد للقائد وباسيل يتوتر

واشنطن قلقة ازاء تمدد الصراع الى لبنان

بزيارة احتفظت بخط سيرها المعهود، واصل مفوض «الخماسية الدولية» الموفد الفرنسي جان ايف لودريان جولته على المسؤولين السياسيين في لبنان . اليوم الثاني من المحطة الفرنسية سجل امس ابرز المواقف مع زيارتين لحزب الله والتيار الوطني الحر. وفيما بقيت الاولى محاطة بجدران من الكتمان، لم تنته الثانية على ما يرام، اذ أفيد ان قضية التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وتّرت الجو مع طرحها من الضيف الفرنسي .

بتقييم المُضيف، فإن طرح التمديد كان له وقع المفاجأة عليه وبسلاح القانون واجه اقتراح فرنسا المؤيد لبقاء عون في سدة المؤسسة العسكرية ، في انتظار ما سيرشح من معطيات عن اجتماع الضاحية حيث مفتاح الحل والربط في الملفين الرئاسي والعسكري، وعلى اساسه يُبنى المقتضى.

في حارة حريك

جولة لودريان، بقيت في يومها الثاني، الحدث السياسي في الداخل. هو استهل نشاطه صباحا من حارة حريك حيث التقى، يرافقه السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، رئيسَ كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في مقر الكتلة. وحضر اللقاء مسؤول العلاقات العربية والدولية في «حزب الله» عمار الموسوي.

دقائق قليلة؟

بعدها توجه لودريان الى ميرنا الشالوحي حيث التقى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وغادر من دون الادلاء بتصريح. وافيد ان لقاء لودريان باسيل لم يدم الا دقائق قليلة وقد غادر الموفد الفرنسي بعد خلاف على طرحه ضرورة التمديد لقائد الجيش.

ولاحقا، اوضح المستشار السياسي لباسيل الزميل انطوان قسطنطين « في تصريح تلفزيوني، أنّ «الجديد الوحيد في لقاء اليوم، أنّ باسيل فوجئ بطلب الموفد الفرنسي التّمديد لقائد ​الجيش اللبناني​، فكان جواب باسيل أنّ هذا الأمر مخالف للدستور والقوانين، وأنّ «التّيّار» لن يكسر المبادئ الّتي طالما سار على أساسها». وأكّد قسطنطين «أنّنا تعوّدنا على احترام دولة الحق والقانون من السّياسة الفرنسيّة، ولم يحصل إشكال اليوم بل استُقبل لودريان بحسب البروتوكول الّذي تقتضيه علاقتنا مع ​فرنسا​، وهناك فقط موقف مغاير لما طلبه وهو ليس جديدًا، بل سبق وأعلنه باسيل مرارًا». وأشار إلى أنّ «المسألة ليست شخصيّة مع قائد الجيش، بل مبدئيّة بعدم مخالفة الدّستور.

المشكلة عند الحزب

من ميرنا الشالوحي توجه الى الصيفي حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل. واكد الجميّل بعد اللقاء أن “هدفنا مصلحة لبنان وقول الحقيقة للناس، والمشكلة ليست عند المعارضة بل عند حزب الله المُتمسّك بمرشحه والرافض لأي كلام حول إسم آخر، وبات مصدر التعطيل واضحاً”، لافتا إلى أنه “لا يُمكن المساواة بين المُعطّل والمخوّن وبين الموافق مع “التوافق” والذي يحضر جلسات انتخاب الرئيس”. ودعا الجميّل “حزب الله وحلفاءه إلى التعالي عن منطق الفرض، ولا خيار سوى بمرشحين جامعين يحظيان بثقة ودعم كلّ الأطراف”. وشدد على “أننا بحاجة الى مؤسسة وطنية عسكرية جامعة في تطبيق الـ1701 وتثبيت سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”، مطالبا بـ”عدم زعزعة قيادة الجيش في هذه الفترة، ونحن غير قادرين على تعيين قائد جديد للجيش، وندعو إلى تأجيل تسريح قائد الجيش في هذه الفترة المصيريّة”.

الكل منفتح؟

وقرابة الاولى، لبى النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي دعوة الموفد الفرنسي الرئاسي إلى غداء عمل في قصر الصنوبر ، في حضور السفير ماغرو.

كما التقى لودريان في قصر الصنوبر النواب مارك ضو وميشال دويهي ووضاح الصادق وكتلة «الاعتدال الوطني» . وفي السياق، قال ضو في حديث صحافي: لودريان أكد انه لم يلمس اي اصرار لدى أي طرف على مرشح رئاسي معيّن والكل منفتح على الخيار الثالث ونحن أكدنا على ضرورة الانتقال الى مرحلة الأسماء.

قلق اميركي

في الاثناء، كتبت السفارة الأميركية في بيروت على حسابها عبر منصة «إكس»: «لا نزال نشعر بالقلق إزاء احتمال امتداد هذا الصراع إلى ما هو أبعد. وعلى وجه الخصوص، لا تريد الولايات المتحدة رؤية صراع في لبنان، حيث سيكون للتصعيد آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين، وعلى رفاهية الشعب اللبناني. إن استعادة الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية أمر في غاية الأهمية». وأضافت «يشكل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 عنصراً رئيسياً في هذا الجهد». وتابعت السفارة الأميركية «تلعب اليونيفيل دوراً حيوياً على طول الخط الأزرق، ونتوقع أن تعمل جميع الأطراف على ضمان سلامة قوات حفظ السلام».

خرق الهدنة: على الارض، تعرض الهدوء الذي يسود الجنوب اللبناني منذ سريان الهدنة في غزة الجمعة الماضي لبعض الخروق امس. فقد سمعت أصوات قوية في المناطق الحدودية الجنوبية وافادت المعلومات انها دوي صواريخ اعتراضية للقبة الحديدية، حيث افيد ان عدداً من القذائف الإسرائيليّة سقط عند أطراف بلدة رامية ورميش. وكان الجيش الإسرائيلي حذر قبل الظهر من تسلّل طائرة مسيّرة من لبنان. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ صفارات الإنذار دوّت في الجليل الأعلى. ونقلت وكالة «رويترز» عن قوة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان، أنّ إسرائيل ردّت على إطلاق نار من لبنان عبر الحدود. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي انفجار صاروخين اعتراضيين من القبّة الحديديّة فوق أطراف بلدة رميش الحدودية. وقال «مقاتلاتنا نجحت في اعتراض تهديد جوي اجتاز الأراضي اللبنانية باتّجاه إسرائيل». وحلقت مسيّرات إسرائيلية على علو منخفض فوق بلدات جنوبية.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *