وتزعم إسرائيل أن المجمع هو المقر الرئيسي لقيادة «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس».
35 يوما انقضى على الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة المحاصر من دون أن ينجح جيش الاحتلال في تحقيق أي إنجاز عسكري سوى المزيد من القتل وارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين وإكراهم على التهجير من المناطق السكنية التي تتعرض للتدمير الشامل. وفيما يواصل الرئيس الأميركي جو بايدن سياسة تغطية الجرائم والمممارسات اللاإنسانية لحكومة الحرب الإسرائيلية التي يقودها رئيس حالي”فقد توازنه النفسي والعقلي” على حد وصف رئيس حكومة إسرائيلي سابق، فإن الأنظار تتطلع إلى الرياض اليوم حيث تشهد قمتين مهمتين طارئتين الأولى عربية والثانية إسلامية وذلك بعد أن شهدت أمس قمة سعودية أفريقية وصفها مراقبون بالاستراتيجية ضمن الرؤية السعودية الجديدة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ومن المتوقع أن تتوحد جهود الدول العربية والإسلامية خلال قمتي الرياض اليوم وغدا من أجل الضغط على واشنطن لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وفتح المعابر أما الجرحى والمدنيين. كما سيتم التأكيد مجددا على رفض تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن وتصفية القضية الفلسطينية وبالتالي ضرورة العودة السريعة إلى “حل الدولتين” من أجل إنهاء الصراع ومنع توسعه إلى جبهات أخرى في المنطقة.
وأمس دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى وقف الحرب في غزة.
وقال خلال القمة الأفريقية السعودية التي تستضيفها العاصمة الرياض “ندين ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف المدنيين واستمرار انتهاكات سلطة الاحتلال الإسرائيلية للقانون الدولي والإنساني”.
وأضاف “نؤكد ضرورة وقف هذه الحرب والتهجير القسري”.
على الصعيد الميداني بات واضحا أن هدف الاحتلال هو القضاء التام على كل مستشفيات القطاع التي يشن عليها الحرب من أجل زيادة الضغط على السكان وإجبارهم على الخروج وكذلك على مقاتلي حماس الذين يخوضون معارك كر وفر بطولية على الأرض في مواجهة جحافل الاحتلال ودباباته ومسيّراته التي لا تفارق سماء غزة الصامدة.
ودارت مواجهات هي الأعنف أمس بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال قرب مخيم الشاطئ، وفي مناطق قريبة من مستشفى الشفاء في غزة وذلك بعد أن نفذ الاحتلال قصفا عنيفا على محيط مجمع الشفاء الطبي ومستشفيات أخرى من بينها مستشفيات النصر والعيون.
وتزعم إسرائيل أن المجمع هو المقر الرئيسي لقيادة «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس».
وقال مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية إن قوات الاحتلال تشن حربا على المستشفيات في قطاع غزة مضيفا أن الاحتلال يريد إخراج كل المنظومة الصحية في غزة عن الخدمة، لأنه يريد أن تموت الناس جوعا وعطشا ومرضا.
وأضاف المتحدث أشرف القدرة، أن “الآلاف من المرضى والطواقم الطبية والنازحين محاصرون داخل المستشفيات بلا ماء أو طعام”.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن الدبابات الإسرائيلية تحاصر مستشفيات الرنتيسي، والنصر، والعيون، والصحة النفسية، من كل الاتجاهات.
وحذرت الخارجية القطرية من النية الواضحة لدى الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجزرة جديدة في مجمع الشفاء الطبي في غزة مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتوفير الحماية لمجمع الشفاء الطبي ومن فيه، مؤكدة رفضها جرائم قوات الاحتلال باستهداف المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان في غزة.
وفي وقت لاحق قال مدير عام منظمة الصحة العالمية إن هناك أنباء عن هجمات إسرائيلية خارج مستشفيي الشفاء والرنتيسي في مدينة غزة.
من جهته قال الصليب الأحمر الدولي في بيان، أمس إن نظام الرعاية الصحية في غزة، وصل إلى نقطة اللاعودة، مما يعرض حياة الآلاف من الجرحى والمرضى والنازحين للخطر.
وأشار إلى أن الأوضاع مروعة في المنشآت الطبية في غزة، بسبب تصاعد الأعمال العدائية.
في الأثناء أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزم تل أبيب فرض سيطرة أمنية كاملة على قطاع غزة دون منحها لقوة خارجية، تشمل نزعا كاملا للسلاح بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ 35 يوما.
وجاءت تصريحاته خلال لقائه رؤساء المجالس البلدية الإسرائيلية، في بلدات غلاف غزة وهي المستوطنات التي كانت الهدف الأول لمقاتلي كتائب القسام في عملية طوفان الأقصى.
وأعلن نتنياهو الاثنين الماضي عزم تل أبيب تولي المسؤولية الأمنية الشاملة لفترة غير محددة على غزة عقب الحرب، وهي الرؤية التي تدعمها الولايات المتحدة، بشرط أن يقود الفلسطينيون الحكومة الجديدة التي ستُشكّل في غزة عقب انتهاء الفترة التي ستتولى مسؤوليتها إسرائيل.
يشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتحدث فيها نتنياهو عن سيطرة أمنية متواصلة في غزة بخلاف ما يراه الأميركيون الذين أكدوا رفضهم احتلالا جديدا للقطاع ويفضلون أن تستلم السلطة الفلسطينية تسلم غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أنه توغل في عمق مدينة غزة ودمر بنى تحتية لـ«حماس» مشيراً إلى أنه يحاصر مستشفيات مهمة.
والمناطق التي وصلها جيش الاحتلال أمس هي أعمق منطقة وصلت إليها قواته منذ بدء الحرب البرية بعد نحو أسبوعين من المقاومة العنيفة التي قالت «كتائب القسّام» إنها متواصلة.
وأكد عضو المكتب السياسي لـ«حماس» عزت الرشق «أن المقاومة الباسلة، قابضة على زناد الإثخان في جيش العدو وجنوده تقود معركة طوفان الأقصى». وأعلنت «كتائب القسّام»، من جهتها، أنها دمرت دبابات وآليات، واستهدفت جنوداً وقتلتهم في بنايات محصنة، وقصفت تل أبيب. وقصف تل أبيب كان مفاجئاً، إذ جاء بعد نحو 30 ساعة لم تطلق خلالها الصواريخ من قطاع غزة.
وأمس أعلنت وزارة الصحة، «ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا نتيجة العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول الماضي على قطاع غزة والضفة الغربية، إلى 11208 شهداء ونحو 29500 جريح».
وقالت الصحة في تقريرها اليومي إن «11025 شهيداً ارتقوا في قطاع غزة، وأصيب أكثر من 27 ألفاً، وفي الضفة الغربية ارتقى 183 شهيداً، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى نحو 2500 جريح»، وأضافت أن عدد المفقودين بلغ نحو 2700 مواطن، بينهم أكثر من 1500 طفل، و«يشكلون ما نسبته 74 في المائة من الشهداء».
من جهتها خفضت إسرائيل من أعددا قتلاها في هجوم السابع من تشرين الأول وقال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أمس إنه جرى تعديل عدد قتلى الهجوم بالخفض إلى نحو 1200 بعدما كانت التقديرات الحكومية تشير في السابق إلى مقتل 1400.
وقال المتحدث ليؤور هايات في بيان مكتوب إن “حوالي 1200 هو العدد الرسمي لضحايا مذبحة 7 أكتوبر”، مضيفا أنه تم تعديل الرقم أمس الأول.
إلى ذلك قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة أمس إن أكثر من 100 من موظفي المنظمة الدولية قُتلوا منذ بدء الحرب على غزة مما يجعله أكثر الصراعات دموية على الإطلاق بالنسبة للأمم المتحدة في مثل هذه الفترة القصيرة.
وقالت الأونروا لرويترز إن بعض الموظفين قُتلوا بينما كانوا يصطفون للحصول على الخبز بينما لقي آخرون حتفهم رفقة عائلاتهم في منازلهم.
وقال فيليب لازاريني على منصة إكس للتواصل الاجتماعي “تم تأكيد مقتل أكثر من 100 زميل في الأونروا خلال شهر. آباء ومعلمون وأطقم تمريض وأطباء وموظفو دعم. الأونروا في حداد، والفلسطينيون في حداد، والإسرائيليون في حداد”.
وأعلنت الأونروا في وقت لاحق مقتل 101 من موظفيها.
وقالت جولييت توما مديرة الاتصالات في الأونروا “إنهم يمثلون ما يحدث لسكان غزة. إنهم يعملون لصالح الأمم المتحدة… لم يكن ينبغي أن يُقتلوا هم وكل مدني آخر في قطاع غزة… على الإطلاق”.
وقالت الأمم المتحدة إن موظفيها في أنحاء العالم سيقفون دقيقة صمت وستنكس الأعلام بعد غد الاثنين.
من جهته ندد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس بارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة، قائلا إنه يتعين بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين.
وفي أقوى تصريحاته حتى الآن بشأن تحمل المدنيين وطأة الحرب، رحب بلينكن بموافقة إسرائيل على هدنات إنسانية لمدة أربع ساعات وهو الأمر الذي أعلنه البيت الأبيض أمس الأول ولم ينفذ على الأرض لكنه قال إن هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات لحماية المدنيين في غزة.
وفي حديثه للصحفيين في نيودلهي في نهاية جولة استمرت تسعة أيام إلى الشرق الأوسط وآسيا، قال بلينكن “لقد قُتل عدد كبير للغاية من الفلسطينيين؛ وعانى عدد كبير للغاية خلال الأسابيع الماضية”.
وتابع “نريد أن نبذل كل ما في وسعنا لمنع إلحاق الضرر بهم وزيادة المساعدات التي تصل إليهم إلى أقصى حد”، مضيفا أن واشنطن ستناقش إمكانية اتخاذ خطوات أخرى مع إسرائيل لتحقيق هذه الأهداف.
إلى ذلك كشف بلينكن، عن تحقيق “بعض التقدم” بشأن المبادئ الأساسية لـ”السلام الدائم في قطاع غزة بعد الحرب”، ومنها “إدارة الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية بطريقة موحدة”.
في المقابل جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس قوله «إن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملةً في إطار حل سياسيٍ شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة».
وفي ملف الرهائن قال مسؤول إسرائيلي رفيع، أمس إن هناك تقدماً كبيراً فيما يتعلق بصفقة إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى المحتجزين في غزة.
وأشارت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن تقارير تتحدث عن إمكانية إطلاق نحو 100 أسير خلال هذه العملية المرتقبة.
وفي إطار تزايد الدعوات لوقف العدوان وقّع أكثر من ألف مسؤول في “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” على خطاب مفتوح، يحث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في حرب إسرائيل في غزة.
وأفادت وكالة “رويترز” بأن الخطاب هو أحدث علامة على عدم الرضا داخل الحكومة الأميركية عن دعم بايدن الراسخ لإسرائيل، في ردها على هجمات “حماس” في 7 تشرين الأولالماضي.
وورد في الخطاب: “بصفتنا متخصصين في التنمية والصحة العامة والمساعدات الإنسانية، فنحن قلقون ومحبطون من الانتهاكات الكثيرة للقانون الدولي، وهي قوانين تهدف إلى حماية المدنيين والعاملين في المجالين الطبي والإعلامي، بالإضافة إلى المدارس والمستشفيات ودور العبادة”.
وفي الضفة الغربية المحتلة ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أن القوات الإسرائيلية اقتحمت عدة بلدات في الضفة الغربية خلال ساعات الليل وحتى فجر أمس.
وأوضحت الوكالة، أن القوات الإسرائيلية اقتحمت، مخيم العروب شمال الخليل من مدخله الرئيسي، ومن بلدة بيت فجار المجاورة، وداهمت منازل المواطنين.
وقالت إن القوات اقتحمت أيضاً بلدة حزما شرق القدس، واعتدت على شاب خلال وجوده في سيارته قبل أن تعتقله وسط إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وقامت بعمليات مداهمة وتفتيش.
وفي نابلس، اقتحمت قوات إسرائيلية معززة بعدة آليات خلال ليل الخميس، بلدة بيتا جنوبا، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المواطنين بحسب الوكالة الفلسطينية، أطلق خلالها الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع دون وقوع إصابات.
كما اقتحمت القوات بلدتي العيسوية شمال شرق القدس وسلوان جنوبا، “ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع المواطنين، تخللها اعتقال شابين”، إضافة إلى منطقة خلة مناع، جنوب مدينة الخليل، وداهمت منزلي أسيرين، وأخلت عائلتهما بالقوة تمهيداً لهدمهما، بحسب وصف الوكالة الفلسطينية.
كما اقتحمت قوات كبيرة منطقة دوار التحرير والضاحية ومنطقة خلة مناع، وفرضت طوقاً عسكرياً مشدداً، ومنعت تحرك المواطنين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة.