الجنوب على سخونته وميقاتي يسعى لتجنّب الحرب

حركة ديبلوماسية وسياسية تستبق وصول باربارا ليف

محطتان بارزتان ستطبعان الاسبوع السياسي الداخلي. الاولى غدا الاربعاء مع زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بربرا ليف لبيروت للقاء كبار المسؤولين السياسيين وقائد الجيش العماد جوزف عون ونقل رسائل الادارة الاميركية في شأن الحرب المدمّرة في غزة وخطر تمددها الى لبنان، والثانية يوم الجمعة مع اطلالة طال انتظارها لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله تم الاعلان عنها قبل ستة ايام، بعدما ازدحمت الاسئلة حول اسباب انكفاء اطلالاته في زمن كهذا. وبين المحطتين ايضا زيارة لوزير الدفاع الفرنسي الذي يحط في لبنان غدا لتفقد كتيبة بلاده في قوات اليونيفيل بعدما تعرض مقر قوات الطوارئ للقصف واصيب احد الضباط.

توتر جنوبا

ووسط ترقب لما ستفرزه المحطات هذه، استمرت جبهات المواجهة على حالها وبالوتيرة اليومية نفسها وسيطر التوتر على الحدود الجنوبية. وعشية كلمة حسن نصرالله، واصل حزب الله توجيه الضربات المركزة الى المواقع العسكرية للعدو الذي رد بقصف مدفعي  على اللبونة ورأس الناقورة وشبعا وبسطرة وبليدا ومنطقة خالية بين عيناتا وكونين، كما  نفذت مسيرة اسرائيلية غارة جوية على احد المنازل في بلدة عيتا الشعب.

في عين العاصفة

في المواكبة السياسية لما يحصل جنوبا، اعتبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي العائد من قطر، أن لبنان في عين العاصفة ونسعى لتجنيبه الحرب، وقال: نطالب بوقف الاستفزازات الإسرائيلية على الحدود والشعب اللبناني لا يريد الحرب، واذا دخل لبنان هذه الحرب فلن يقتصر الأمر عليه وستكون المنطقة في حال فوضى. وأكد ميقاتي في حديث تلفزيوني أن قرار الحرب بيد إسرائيل إذا واصلت خرق الحدود والانتهاكات.

التهديد لا يفيد

الى ذلك، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب السفير الروسي ألكسندر روداكوف، ثم السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا.  واكد بوحبيب في إتصال هاتفي مع وزيرة خارجية أوستراليا بينيلوبي وونغ ان “التهديد الاسرائيلي بضرب وتدمير لبنان لا يفيد”. وسأل “كيف تستفيد اسرائيل من القتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين؟ الا يزيدهم ذلك رغبة بالقيام برد فعل والدفاع عن انفسهم؟”. وشدد بوحبيب على “ضرورة ان تتوقف الحرب الاسرائيلية”. وقال “توافقت مع وزيرة خارجية أوستراليا على ضرورة دعم المسار الديبلوماسي للوصول الى حل الدولتين”.

لقاءات بري

بدوره، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة  السفير الروسي، حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

كما عرض الرئيس بري ايضا المستجدات السياسية والميدانية وشؤونا تشريعية خلال استقباله وفدا من كتلة “تجدد” النيابية.

كما بحث بري المستجدات مع وزير الخارجية الاسبق فارس بويز الذي قال بعد اللقاء: “في هذا الظرف التاريخي الصعب والخطير وفي ظل الخوف من إتساع بقعة الصراع والحرب كان لا بد لنا إلا ونجتمع مع دولة الرئيس نبيه بري لنستنير منه ونطلع على المستجدات وان نبدي وجهة نظرنا بأن هذه الحرب يمكن ان تتسع رقعتها ويمكن فعلا ان تشمل لبنان وعلينا على الاقل ان نهيئ للصمود المدني على الحكومة ان تتخذ جميع الاجراءات بأن تضع اطرا معينة تحمي البلاد من فقدان الادوية، تحمي المستشفيات، تحمي المخزون الغذائي والنفطي وأيضاً بأن تتوقع بأن تشل اعمال الدولة لا سمح الله، ومن هنا ان تتخذ الحكومة كافة الاجراءات بأن تزود الوزارات الحساسة بحد ادنى من الموازنات التي تسمح لها بالتدخل في الحال القصوى”.

“من كيسو”

في المواقف ايضا، أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “الجيش اللبناني لديه الدور الأساس عند الحدود من عرسال إلى القاع وصولا إلى شدرا ولديه أيضا الدور في الأمن الداخلي لذلك هو الضمانة الأساسية للبنان، وباعتقادي ألا حلّ آخر سوى التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون لسنة وهذا واجب لكي لا نصل إلى فراغ أمني في ظل الأوضاع التي نحن فيها”.

مجلس وزراء

على صعيد آخر، أعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء أن المجلس سيعقد جلسة عند الساعة العاشرة من قبل ظهر غد الاربعاء، في السراي الكبير.

لجنة المال

اقتصاديا، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان تابعت فيها درس الفصل الثالث من مشروع موازنة 2024 المتعلق بالتعديلات الضريبية، بحضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل. واقرت اللجنة المواد 23 الى 43 وعلقت الـ44 والـ45 من الفصل الضريبي المتعلقتين بالرسوم القضائية والسياحية، مطالبة بحضور وزارتي السياحة والعدل في جلسة مقبلة. وطالبت لجنة المال بحضور حاكم مصرف لبنان بالانابة جلسة لجنة المال للاطلاع منه على ما يتعلّق بسعر الصرف وطريقة احتسابه للرسوم والضرائب. واشار كنعان عقب الجلسة الى ان “الوضع الاقتصادي الصعب لا يجب ان يغيب عن ذهننا عند الحديث عن رسوم وضرائب، والعدالة الاجتماعية تقتضي التمييز بين المكلفين بالضرائب ومن يتوجب عليهم الرسم نسبة لمداخيلهم وحجم اعمالهم”. واشار كنعان الى “الدعوة الى جلستين الاسبوع المقبل، الاثنين والاربعاء، لاستكمال النقاشات، ونحن نعلم مدى صعوبة الظروف التي نعمل في ظلّها، ولكن ذلك لا يجب ان يمنعنا من القيام بواجباتنا تجاه البلاد والناس وتأمين استمرارية الدولة ومؤسساتها ومرافقها”.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *