جدل حواري قواتي – اشتراكي وتبادل أفكار مع إيران

السفيرة الأميركية في السراي والقائد يتفقّد الحدود

لا جديد في الملف الرئاسي، جمود ثقيل يحدق به خطر امني، اوجب استنفارا ديبلوماسيا تجنبا لترجمة ميدانية تدفع نحو الانفجار فالانهيار الشامل. الا ان اهل السياسة في لبنان يتغافلون عن الخطر ويشيحون عنه انظارهم ليتلهوا بسجالات  عقيمة. وما دامت الدولة غائبة عن ممارسات منظمة اممية تعطي افادات سكن للسوريين غير آبهة باختراق سيادتها في شكل فاضح ، لا عتب على من ينزحون اليها خلسة، فـ”الرزق السايب بعلم “النازح” الحرام”، وعلى هذه القاعدة يجيز النازحون لانفسهم كل انواع الحلال والحرام واقتناء السلاح و”التنزه” بين الدولتين دون حسيب او رقيب.

جمود

في انتظار اي تدخل دولي جديد، فرنسي او قطري على الخط الرئاسي في المرحلة المقبلة، بدا ان حوار رئيس مجلس النواب نبيه بري يترنّح وقد دلت مواقفه الصحافية امس الى انه تخلى عنه او يكاد في ظل رفض القوى المسيحية الكبرى المشاركة فيه.

وسط هذه الاجواء،  إختتم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب مشاركته في أعمال الدورة الـ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بلقاء وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان حيث تبادل الوزيران الافكار حول ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي، والتطورات الاقليمية الأخيرة لا سيما المساعي الهادفة لانهاء الازمة اليمنية.

عرض افكار

في الداخل، استقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، في مكتبه في المجلس، سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، حيث دار نقاش حول موضوع الاستحقاق الرئاسي ومهمة جان إيف لودريان والمرحلة التي وصلت إليها.  كما تم عرض لأفكار عدة من شأنها تسهيل المساعي الفرنسية بغية إنجاح هذه المهمة والتوصّل الى انتخاب رئيس للجمهورية.

سجال الحوار

من جهته، كتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر حسابه في منصة “X”: ما فهمت كيف الحرص على الحوار لانتخاب رئيس هو رفض للحوار؟! كل شغلة لها شروطها وظروفها لحتى تنجح. اذا قلنا انه لازم نتفق بالحوار على برنامج العهد بخطوطه العريضة لحتى ننتخب رئيس على اساسه وينجح بعهده، منكون عم نرفض الحوار أو حريصين على إنجاح العهد؟!

الاختباء وراء بكركي

في الموازاة، رد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله عبر منصة “اكس” على حديث صحافي لعضو تكتل الجمهوية القوية النائب جورج عقيص وكتب: “أن نتمايز مع القوات اللبنانية في الموقف من الحوار، فهذا أمر طبيعي يرتبط بالمنطلقات الفكرية المختلفة، والتباعد في مقاربة كيفية حماية الكيان وهويته ودوره. أما أن نختبئ وراء البطريركية المارونية واللجنة الخماسية لنبرر المساهمة في تعطيل المؤسسات وكل محاولات الإنقاذ، فهو النتعة بل اكثر”.

عقيص

تعليقا، قال  عقيص “لا أعلم لمن يتوجه دكتور عبدالله فنحن لا نختبئ وإذا كنا مقصودين كقوات لبنانية او كمعارضة لا نختبئ ببطريركية ولا بلجنة خماسية غيرنا يختبىء بمقولة حوار لتبرير إضاعة الوقت وإهدار الفرص بانتخاب رئيس”. أضاف “يجب أن يرى الدكتور عبدالله من يعطل وينتقده أما اللجنة الخماسية فإذا أعلنت موقفًا في الدوحة يناسب تطلعاتنا وموقفنا وهو الموقف المبدئي  الصحيح وهو اجراء إنتخابات رئاسية بأسرع وقت وعدم تعطيل النصاب ومواصفات الرئيس يجب ان تكون سيادية وإنقاذية وإصلاحية هذا الشيء لا يمكن أن ننتقده”. ولفت الى أنّ “موقف البطريركية المارونية مبدئي وطني لا يدخل في زواريب السياسية”. واعتبر ان “الحوار هو إضاعة للوقت وإمعان في تعطيل الرئاسة”، مشددًا على أنّ “الدستور يوجب علينا أن ننتخب رئيسًا للجمهورية”. وأضاف “واضح من يعطّل هذا الإنتخاب وهو يخترع حججًا لتبرير تعطيله منها عقد طاولة حوار”.

على الحدود

وسط هذه الاجواء، قام قائد الجيش العماد جوزاف عون بجولة تفقدية في المناطق الحدودية في منطقة البقاع الشمالي. وتخلّل الجولة، تدشين طرقات مختلفة ممتدة بين جرود الهرمل والقبيات، سبق وقام الجيش بتعبيدها.

شيا في السراي

وامس، جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ادانة الاعتداء الذي تعرضت له السفارة الاميركية في لبنان، مؤكدا أن “الاجهزة الامنية تكثف تحقيقاتها لكشف ملابسات الاعتداء والضالعين فيه”.

وقال خلال استقباله سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا  في السرايا الحكومية: “نعبر عن رفضنا المطلق للتعرض للبعثات الديبلوماسية ونعتبر الاعتداء على السفارة الاميركية اعتداء على سيادة لبنان وأمنه”.
وبعد اللقاء، صرحت السفيرة الاميركية: “اسمحوا لي أن أقول بضعة كلمات. لقد عقدت للتو  اجتماعا مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي. اسمحوا لي أن اعبر عن تقديري لرسائل الدعم التي صدرت عن المسؤولين السياسيين في البلد بمن فيهم دولة الرئيس، كما عن مختلف الفئات والاحزاب السياسية والشركاء الامنيين الاخرين. هذا الدعم يعني لنا الكثير كسفارة اميركية”.

اضافت: “نحن ندرك تماما أن السلطات تحقق في حادثة إطلاق رجل مسلح النار باتجاه السفارة، ونقدر الالتزام الذي عبر عنه شركاؤنا الامنيون والمسؤولون السياسيون في هذا البلد بأنهم لن يألوا جهدا لجهة التحقيق في هذه الحادثة وملاحقة المرتكب ومحاسبته. نحن في السفارة الاميركية لا نشعر بالخوف اثر هذه الحادثة، فإجراءاتنا الأمنية متينة جدا وعلاقتنا صلبة ونحن نتابع عملنا في السفارة كالمعتاد”.

وتابعت: “بهذه الروحية نفسها تبادلت الآراء مع دولته، وتطرقنا للاجتماعات التي عقدها على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بما فيها تلك التي جمعته مع مسؤولين اميركيين كما خلال الجمعية العامة. كما تطرقنا للافق السياسي المسدود والوضع الاقتصادي في لبنان”.

وختمت: “انا أرحب دائما بهكذا فرصة لتبادل وجهات النظر. وكلانا يرى أن الوقت قد حان، فالوضع دقيق ويجب السعي لاتخاذ القرارات ومعاودة سير العمل في الادارات ليتم تطبيق الإصلاحات التي طال انتظارها واعادة النهوض بالاقتصاد اللبناني”.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *