احتدام المعارك في محيط القيادة العامة وسط الخرطوم

اهتمام اقليمي بدعوة المتنازعين لوقف الاقتتال

تصاعدت حدة المعارك والاشتباكات الصاروخية والمدفعية بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، إذ شهد محيط القيادة العامة للقوات المسلحة وسط العاصمة اشتباكات عنيفة، كما كانت الحال مماثلة في بحري، وأم درمان، وشرق النيل لليوم الخامس على التوالي. وسُمع دوي انفجارات وتصاعدت سحب وأعمدة الدخان السوداء بالقرب من معظم المقار الحكومية والاستراتيجية بما فيها القصر الجمهوري (الرئاسي) في قلب الخرطوم، التي باتت مسرحاً لتبادل القصف الصاروخي والمدفعي.

وأفادت مصادر عسكرية عن تصدي الجيش لهجوم رافقه قصف مدفعي شرس شنته قوات “الدعم السريع” على مقر القيادة العامة للجيش. وتكبدت القوات المهاجمة خسائر قُدرت بعشرات القتلى وعدد من العربات القتالية المدمرة، إضافة إلى الاستيلاء على عدد آخر منها بكامل عتادها.

وبالتزامن مع المواجهات العنيفة حول مقر القيادة العامة، خاض الجيش معارك أخرى ضارية في كل من الخرطوم بحري وشرق النيل وأم درمان، حيث تبادل الطرفان القصف المدفعي المكثف شمال سلاح المهندسين في مدينة أم درمان، وامتدت الاشتباكات العنيفة إلى داخل أحياء الفتيحاب والمربعات والبستان جنوب المدينة، ما تسبب في موجات نزوح لسكان المربعات إلى مناطق أخرى بعيداً من قذائف القصف المتبادل. وأوضح فارون، من سكان مربعات 16 و20، و16، إن أصوات الرصاص لا تكاد تنقطع منذ أسبوع عن منطقتهم ليل نهار، ما تسبب في رعب وهلع السكان واحتجازهم داخل بيوتهم، مشيرين إلى أن قوات “الدعم السريع” تطلب من السكان عدم النزول إلى الشوارع أو الجلوس خارج بيوتهم.

إقليمياً، انعقد الأربعاء، بمقر البعثة الدائمة لجمهورية مصر العربية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول جوار السودان.

واتفق وزراء خارجية جوار السودان على اتخاذ تدابير عملية للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار في السودان، ووضع أولويات التحرك خلال المرحلة المقبلة، وشحذ الجهود الدولية للاستجابة الإنسانية.

وجدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، دعوة بلاده لإنهاء الحرب وتوحيد جهود الاستجابة للموقف الإنساني المتدهور في السودان. وأضاف وزير الخارجية السعودي أن “المملكة العربية السعودية دعت الأطراف السودانية كافة للحضور إلى جدة”، لافتاً إلى “ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة لتوفير الخدمات للسودانيين”، ومجدداً الدعوة للمانحين الدوليين “للمشاركة في دعم السودان وتقليل معاناة شعبه”.

من ناحيته، أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، “بلورة خطة عمل للاستجابة الإنسانية، تهدف إلى معالجة الجوانب السياسية والإنسانية للأزمة في السودان”.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *