جنبلاط: تشوهات تطل علينا على مدخل الشوف وفي منطقة مزرعة الشوف

برعاية وحضور النائب السابق وليد جنبلاط إحتفت جمعية الخريجين التقدميين بتكريم مدير عام التنظيم المدني سابقاً المهندس الياس الطويل في حفل أقيم في قاعة مسرح المكتبة الوطنية في بعقلين.

مدير عام التنظيم المدني المهندس علي رمضان عرض في كلمته التي إستهلها بعبارات وجدانية، للمراكز المتعددة التي شغلها الطويل والتي “تحفل بالتفاصيل المناطقية والحزبية والمذهبية والنفوذية والسياسية المتنوعة… غير أنه لم يكن إلا على مسافة واحدة من الجميع دون تلون أو تنوع في المواقف، حسبه القانون ولغة العقل وحرفة الهدوء”.

وتابع “من جزين البداية الى صيدا الى بيروت كرئيسٍ لدائرة التخطيط، إلى جونية ثم الى صيدا مجدداً، ليستقر لمدة طويلة في قضاء الشوف…هذه البقعةُ الجميلةُ بطبيعتها الربّانية، التي تستضيفنا اليوم من عمق النبض في بعقلين. ولقد وازن المهندس الياس الطويل في مسار مهمته في هذه المنطقة، بين القانون والجمال والبيئة، فليس كل ما هو قانوني جميلاً، و ليس كل جميل بيئيّاً و ليس كل بيئي عملياً واقعياً، من أجل دفع الإستثمار وإطلاق ورش العمل والإنماء المتوازن…” مؤكداً “ولعلني لا أبالغ في القول أن الإحتضان الذي لقيه الأستاذ الياس من منطقة الشوف ومن أهلها الحريصين على نقائها الطبيعي والبيئي قد سهل عليه مهمته الى حد بعيد….”.

وفي كلمته قال مدير عام التنظيم المدني سابقاً المهندس الياس الطويل “إنها محطة مفصلية من حياتي حيث أقف أمامكم في نهاية مسيرة بدأت سنة 1982 وانتهت في 25 آب 2023، رحلة تخللها الكثير من التقلبات بين إنجازات وإخفاقات، رحلة دامت 41 عاماً في الإدارة انتهت بتكليفي بالمديرية العامة للتنظيم المدني منذ حوالي إثني عشر عاماً”. 

وعرض الطويل لواقع الإدارة في لبنان والذي لا يختلف عن واقعه الإجتماعي والإقتصادي والسياسي، “فقد أنهكتها الصراعات المدمرة التي اشتدت منذ حوالي خمسون عاماً”، مشيراً إلى أنه “وعلى رغم الظروف القاسية إستطاعت الإدارة أن تحافظ ولو بالحد الأدنى على هيكليتها ووحدتها، كما إستطاعت أن تؤمن إستمرارية المرفق العام بغياب شبه تام لمقومات العمل خاصة في السنوات الأربع الأخيرة، حيث فقدت أبسط المستلزمات التشغيلية اليومية، وفقد الموظف مقومات العيش الكريم”، متوجهاً بالشكر إلى رؤساء المصالح، ورؤساء الدوائر والموظفين في الإدارة المركزية والدوائر الإقليمية على التعاون في إدارة الأزمة في هذه المرحلة الصعبة وتمرير هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة”.

وأوضح “كان لي شرف اللقاء بمعالي الأستاذ وليد جنبلاط منذ ثلاثين عاماً، حين كلفت برئاسة دائرة التنظيم المدني في الشوف، فقد أراد أن تكون منطقته نموذجاً للمناطق الجبلية العريقة، فأصر على الحفاظ على طابعها المعماري وطبيعتها وبيئتها. منه نتعلم أن لا شيء مستحيل حين تكون هناك إرادة صلبة. ففي أصعب الظروف لم يتهاون مع قرارات شعبوية صدرت أحياناً لتسهيل المخالفات تحت عناوين مختلفة، فحرصه كان دائماً الحفاظ على ذاكرة المنطقة من خلال إعتماد أنظمة وشروط خاصة تحكم قواعد البناء”، شاكرا لجنبلاط التكريم الذي خصه به.


وقال جنبلاط في كلمته “إلتقينا منذ ثلاثين عاماً، وكانت لحظة التفاهم عندما إلتقينا. وبفضل الياس الطويل، والجهد الأكبر يعود إلى الياس الطويل في أن منطقة الشوف التي كانت  دائماً جميلة ستبقى كذلك، والجهد أيضاً يعود إلى بعض رؤساء البلديات الذين تفهموا هذه اللحظة، في حين أن غيرهم لم يتفهم، إذ كانوا وكما ذكر الياس الطويل في كلمته “شعبويين”.

وأردف “إلتقينا أيضاً للحفاظ على جوانب الطرقات، وعلى التراث ومحاولة المزج بين البيئة والتراث وضرورة الإعمار فنجحنا إلى حد ما”، ليضيف “اليوم أشكرك الياس الطويل على ما فعلت، وأتمنى على جمعية الخريجين التقدميين الإستمرار على النهج الذي رسمه الياس الطويل، والذي شرح لنا أهميته الأستاذ علي رمضان، ونحاول أن نبقي هذه المنطقة جميلة بالرغم من بعض التشوهات التي تطل علينا على مدخل الشوف أو في منطقة مزرعة الشوف أو غيرها”.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *