اللواء عباس ابراهيم جال في جبيل بدعوة من اللقيس: لتفعيل الحوار بين اللبنانيين ولا أرى رئيساً في أيلول

يوم جبيلي طويل خصصه المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بدعوة من  الشيخ غسان اللقيس، وقد بدأت  الجولة بلقاء صباحي مع المفتي غسان اللقيس الذي قدّم للواء ابراهيم عرضا عن تاريخ جبيل وآثارها والغزوات التي تعاقبت عليها وتاريخ السنّة الجبيليين. وتطرق الى تكوين المدينة وسورها ومحالها التجارية، وكيف شهد العام 1860 بداية انشاء اسواق خارج السور. ثم قام اللواء ابراهيم والمفتي بجولة بدأت من كنيسة القديس ما يوحنا مرقس «الأنطش» في جبيل وصولا الى الميناء والاسواق والسراي. وسار المفتي اللقيس واللواء ابراهيم في الميناء بين الصيادين الذين راحوا يرحبون بالضيف في مدينتهم.

بعدها زار اللواء ابراهيم قائمقام جبيل نتالي مرعب التي استعرضت تفاصيل العمل وصعوباته في زمن الانهيارات في المؤسسات الرسمية.

وفي دار الافتاء الجعفري، استقبل اللواء ابراهيم حشد من فاعليات المنطقة ورئيس دير مار يوحنا مرقس الاب سيمون عبود وفاعليات المنطقة والشيخ عبد الامير شمس الدين. الذي القى كلمة رحب  فيها باللواء ابراهيم وقال: ما رأيناه في كل جولاته واسفاره ومقابلاته الى جانب ما كان يقوم به من خلال مركزه في الامن العام إلا انسانا مصلحا ويعمل بوطنية صادقة لمصلحة كل لبنان دون النظر الى مذهب او طائفة او حزب، وانما كان يتفانى من اجل مصالح وطنه ولذلك اعتبره على رأس المواطنين اللبنانيين الصالحين».

وتحدث اللواء عباس ابراهيم قائلا: «لا يمكن زيارة جبيل دون أن أمرّ الى بيتي في دار الافتاء الجعفري والى بيتي في كنائس جبيل. نحن مدرسة قال قائدها بأن التعايش الاسلامي المسيحي ثروة يجب التمسك بها، نحن من مدرسة قال قائدها من يطلق النار على دير الاحمر والقاع وشليفا انما يطلق النار على قلبي وعلى اولادي وعلى بيتي. من هذه المدرسة تخرجنا جميعا، لن نسمح لأحد بأن يهدم اي ركن من اركان لبنان، لبنان واحد وسيبقى واحدا، ما تنفسنا وما عشنا وما نبضت خلجات قلوبنا. من دافع عن لبنان الى حد الاستشهاد سيدافع عن لبنان بالكلمة، والكلمة اقوى من الرصاصة، سنصر على الكلمة … نحن نمثل حوار الحضارات في هذا العالم ويجب ان يستمر هذا التمثيل ويجب ان نتمسك به لأنه هو العروة الوثقى لانقاذ البشرية. 

في دير مار شربل عنايا استقبل الاباتي طنوس نعمة اللواء عباس ابراهيم وجال واياه في حنايا الدير وكانت وقفة تأملية عند ضريح القديس شربل،.وقال الاباتي طنوس نعمة اثناء استقباله اللواء ابراهيم: «بحسب الرواية التاريخية، فإن أول شخص رأى النور على شخص مار شربل كان ضابطا شيعيا من حجولا».

وتحدث اللواء عباس ابراهيم ردا على اسئلة صحافيين وعن تزامن الزيارة مع ذكرى تغييب الامام موسى الصدر الذي كان يزور الكنائس والمساجد على حد سواء وهل هذا فأل خير أم نذير شؤم قال اللواء ابراهيم: «نتمنى ألا يختفي أحد بعد الآن، إن هذا الامر قد يكون سبب تغييب سماحة الامام وقد يكون هو احد اهم اسباب اختفائه واخفائه،».

وبعد جولة شملت السيد الياس باسيل في لحفد، اختتمت اللواء ابراهيم يومه في مدينة الحرف بمأدبة غداء اقامها المفتي غسان اللقيس في دارته والقى كلمة قال فيها:«أديت كمدير للامن العام الرسالة والامانة، حافظت عليها كما يحفظ الرجل ابنه بل وسّعت فيها وانشأت مراكز في كل لبنان ومنها مركز قرطبا، ولم تفرق بين قريب وبعيد، سلمت المؤسسة كأحسن ما يكون، فهي في طليعة المؤسسات اللبنانية (…). 

وردا على كلمة اللقيس أعاد اللواء التأكيد على أن جبيل هي مدينة الحوار، وجبيل مدينة الحرف لا الحرب، من هنا من جبيل ندعو الى الحوار، لا مكان يمكن أن يدعى منه للحوار أكثر من جبيل، انها مدينة الحوار والتعايش واتلاقي والعائلات الروحية بأجمعها. لبنان هو نموذج لحوار الحضارات فكيف لا نكون نموذجا للحوار مع بعضنا البعض؟ (…).

وتحدث النائب زياد الحواط ومما قاله:»: «نشكر سماحة الشيخ اللقيس بأنه اتاح لنا الفرصة أن نعود ونلتقي بسيادة اللواء، هذه الشخصية الوطنية الجامعة العابرة للطوائف، انت لم تسلم مركزا في قرطبا فحسب، وجهّزته بل تسلمّت مؤسسة وسلّمتها على افضل ما يرام، بعكس الكثير من القيادات والمسؤولين الذين تسلموا مراكز وسلّموها بحالة انهيار تام. نعيش اليوم فراغا رئاسيا كبيرا جدا، كل البلد يتحلل ولدينا واجب وطني كنواب للأمة أن نتوجه الى المجلس النيابي وننتخب رئيسا للجمهورية، لأن الخيار الآخر هو الانهيار التام وهو ليس لمصلحة أحد..

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *