هوكشتاين في بيروت للترسيم.. وعبداللهيان في الطريق

في وقت يقبع المشهد السياسي على رصيف انتظار سبحة زيارات خارجية ستترك بلا شك تداعياتها على سير الملفات اللبنانية الرئاسية والاقتصادية، كان الحدث امس قضائيا بامتياز مع محطتين اساسيتين، تتصل الاولى بقرار الهيئة الاتهامية في بيروت رفع اليد عن متابعة النظر في توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، والثانية بتقديم اخبار “قواتي” حول التدقيق الجنائي في مصرف لبنان.

وفي انتظار ما سيحمله  المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في ايلول المقبل الى لبنان لاستئناف لقاءاته حول مسعاه الرئاسي، وما سيطرحه اليوم في بيروت الموفد الاميركي اموس هوكشتاين حيث قد يقترح ترسيما بريا، وفي وقت من المرجح ان يزور لبنان ايضا وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان هذا الاسبوع، كان قصر العدل محور الحركة اليوم.

رفع اليد

فقد قرّرت الهيئة الإتهامية في بيروت برئاسة القاضي ماهر شعيتو رفع يدها عن متابعة النظر في شأن توقيف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من عدمه بسبب دعوى المخاصمة التي تقدم بها وكيله امس. وأبلغت قرارها إلى رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر ووكيل سلامة المحامي حافظ زخور، وهما انتظرا في دائرة الهيئة الاتهامية لمعرفة نتيجته. وكانت الهيئة الاتّهامية في بيروت التأمت برئاسة القاضي ماهر شعيتو وعضويّة المستشارين جوزف بو سليمان وكريستيل ملكي عند الحادية عشرة لتقرير وجهة الإجراء الذي ستتّخذه في شأن الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة. وحضر وكيل سلامة المحامي حافظ زخور وأعلن أن موكله لن يحضر وأنه قدم دعوى مخاصمة ضد الهيئة الاتهامية في بيروت أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز، لأن الهيئة الاتهامية قبلت الاستئناف المقدم من هيئة القضايا ضد ترك سلامة واعتبر انها بنت قبولها على قرار ضمني لقاضي التحقيق، وأكد أن وكيله لن يحضر اليوم.

اخبار قواتي

ليس بعيدا، زار وفد نيابي من تكتل الجمهورية القوية المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات امس وسلمه الإخبار الذي أعده التكتل حول التدقيق الجنائي في مصرف لبنان. وسلّم الاخبار النواب غسان حاصباني وجورج عقيص وغادة ايوب ورازي الحاج. وقال عقيص من قصر العدل “طالبنا أن يكون ملف التدقيق الجنائي تحت نظر النائب العام التمييزي مباشرةً”.

عرقلة ايران

رئاسيا، وغداة مواقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التي تحدث فيها عن دور ايراني تعطيلي للانتخابات الرئاسية، اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك أن فرنسا قامت بخطوة جديدة تدعم البيان الذي صدر عن الاجتماع الخماسي في قطر، إذ لم يكتف ماكرون أمس، بذكر مواصفات رئيس الجمهورية اللبناني، بل أشار إلى من يعرقل عملية انتخاب الرئيس من خلال التدخل السافر بالشأن اللبناني وشؤون المنطقة ونشر عدم الاستقرار فيها هو ايران واتهمها بشكل مباشر  بهذه الأمور.

لا جواب

الى ذلك، شدد النائب أديب عبد المسيح على “وجوب التمييز بين مسألة الحوار ورسالة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان”، معتبراً أن “رسالة لودريان غير موفّقة بالشكل، لأنه أرسلها للنواب عبر المجلس النيابي وسأل فيها عمّا يتعلق بسيادة الدولة اللبنانية. وأعلن عبد المسيح أنه تم التوافق بين أطراف المعارضة على عدم الإجابة على الرسالة، وسنعتبر بيان المعارضة الأخير هو الردّ غير المباشر عليها”.

ارادة للتسوية

من جانبه، قال عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور  من السراي ان “كل الاجراءات التي تجري هي اجراءات ترقيعية مؤقتة. الحل كما نعلم جميعا هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية،  بنية حكم جديدة قادرة على تنفيذ واقرار مشروع اقتصادي – اجتماعي. ومن الواضح ان ارادة التسوية لم تنتصر او تفاحة التسوية لم تسقط وبالتالي ننتظر شهر ايلول الذي اعتقد انه سيكون حافلا بالموفدين الاجانب الذين سيأتون الى لبنان.

تصعيد على الحدود

على صعيد آخر، وبينما يواصل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب اتصالاته في نيويورك قبيل صدور قرار التجديد لليونيفيل في 31 الجاري في مجلس الامن، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت كلمة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريس، أشار فيها إلى أنّ “احتمال التصعيد على الحدود الشمالية يتزايد بعد الانتهاك الصارخ في سيادة لبنان”، معتبرًا أنّ “إيران تدفع حزب الله إلى التحرك”، وفق ما نقلت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي.

النزوح الجديد

من جهة ثانية، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إجتماعا في السراي ضم وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى، وخصص للبحث في موضوع النزوح السوري الجديد الى لبنان.

كما التقى وزير الدفاع الوطني  في حكومة تصريف الأعمال الوطني  موريس سليم في مكتبه في اليرزة، الوزير شرف الدين، وجرى التداول في هذا الموضوع.

هل يُعقل؟

في المقابل، كتب وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هيكتور الحجار عبر منصة “اكس”: علمنا مثل بقيّة المواطنين عبر وسائل الإعلام بتسلّم الدولة اللبنانية الداتا الخاصة بالنازحين السوريين من المفوضيّة، كما علمنا وبالطريقة نفسها عن إجتماع عقده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اليوم (امس) في السراي خُصّص للبحث في موضوع النزوح السوري الجديد إلى لبنان. أمام هذه المواضيع الدقيقة والاستراتيجيّة، لماذا لا يدعو رئيس الحكومة اللجنة الوزاريّة المكلّفة بإدارة ملفّ النزوح السوري بشكل رسمي لإطلاع المعنيين على المستجدات المتعلّقة به؟. أيُعقَل أن تُدار مواضيع حّساسة ومصيريّة بهذه الطريقة؟ ما هو الهدف؟

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *