فضل الله: كنا نأمل ألا يصدر القرار المنسوب الى المجلس الشيعي لإحداثه شرخاً

جدد العلامة السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة التأكيد «أن لا بديل إلا الحوار وهو الطريق الأسلم والوحيد لعلاج الأزمات والخلافات، وهو الذي يساهم في إزالة الهواجس والمخاوف بين اللبنانيين وردم الهوة الحاصلة بينهم، وإذا كان هناك من يرى أنه جرب الحوار سابقا ولم ينفع، فهذا لا يعني ألا نعيد التجربة وبعد دراسة جادة للأسباب الحقيقية لفشل التجربة السابقة، لأن البديل عنه هو خراب البلد ومزيد من الانهيار فيه».

وتطرق السيد فضل الله الى «التقرير الذي صدر عن الجهة المكلفة بالتدقيق الجنائي، والذي أشار بوضوح وبالوثائق هذه المرة وبالأسماء والأرقام للفساد والهدر الذي كان يجري داخل المصرف المركزي وفي مؤسسات الدولة، ومن تسهيل تهريب للأموال إلى الخارج، ما أدى إلى ضياع مليارات الدولارات من الخزينة وأموال المودعين، وأوصل البلد إلى حال الانهيار التي يعاني منها (…)».

وأمل «أن يحمل إلينا التنقيب عن الغاز والنفط الذي ستظهر نتائجه بعد أشهر أخبارا سارة بوجود المخزون الكافي والقابل للاستفادة، لكننا نخشى من أن تضيع هذه الثروة في دهاليز القوى النافذة، وأن تتحول لحسابها بدلا من أن تكون لإنقاذ هذا البلد ولحسابه، كما هدرت في السابق الكثير من مقدراته وإمكاناته، وهي خشية مشروعة خصوصا حين ترى سعي الكثير من القوى السياسية للإطباق على الصندوق السيادي والمحاصصة فيه وفي ذلك خيانة للوطن ولأبنائه».

وتطرق فضل الله الى «القرار الذي نسب إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وقال: «كنا نأمل ألا يصدر، ونحن نرى انه أساء إلى هذه المؤسسة التي وجدت لتكون حاملة لكل تنوعات المجتمع المنتمي إلى خط أهل البيت، وقد رأينا مدى الشرخ الذي أحدثه هذا القرار على صعيد اهتزاز الوحدة الداخلية في مرحلة نحن أحوج ما نكون إلى تعزيزها وتشويه صورة هذه الطائفة وهي التي حملت ولا تزال هم القضايا الكبيرة وكانت رائدة في حماية هذا البلد وداعية إلى مد جسور التواصل مع الآخر».

وقدر فضل الله «كل المواقف الحكيمة التي سارعت لمعالجة هذا الأمر واحتواء تداعياته وعدم إذكاء ناره»، وقال: «إننا مع كل قرار يعزز المؤسسة الدينية ويصونها ويحفظها، شرط أن يكون نزيها وبعيدا عن الحساسيات التي تخرج عن موضوعيته، وألا يكون سلاحا يستخدم لإلغاء هذا التنوع الذي تتسم به هذه الطائفة على كل الصعد والذي يمثل واحدا من أبرز مميزاتها وعنوانا بارزا من عناوينها».

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *