نصرالله يهدد بإعادة إسرائيل الى العصر الحجري ويتّهم قوى سياسية بالسعي للحرب الأهلية والتقسيم

لفت الأمين العام لـ «حزب الله»، السيد حسن نصر الله إلى ان «ذكرى الانتصار العزيزة هذه السنة تلتقي مع شهر محرم والذي شهد في العاشر منه واقعة كربلاء العظيمة». وأضاف نصر الله خلال إلقائه كلمة لمناسبة الذكرى السنوية السابعة عشرة لحرب تموز، «يبدو أن هناك قراراً اميركياً بعودة داعش الى العمل في العديد من الساحات، ومن واجبنا التقدم بالتعازي بشهداء التفجير في باكستان وفي البادية السورية وفي شيراز».

وأشار إلى ان «العودة الشجاعة والسريعة للأهالي بعد الانتصار في حرب تموز هي التي ثبّتت الانتصار العسكري، ومشهد عودة قوافل السيارات على كل الطرقات عبّرت عن ثبات شعبنا بالموقف وتمسكه بالأرض وعن التزامه الحاسم بخيار المقاومة مهما عظمت التضحيات، والعنوان الأبرز اليوم في 14 آب هو هذا المشهد الجماهيري الشجاع الواثق بالمقاومة».

وأكّد  نصرالله أنّ «الأهم في اسرائيل  في الجبهة الداخلية لدى الكيان هو عنصر الثقة المفقود وعدم استعداد مستـوطني ومستـعمري ومحتلي هذه الأرض للتضحية وتحمل التبعات». وسأل: «هل استطاعوا طوال 17 سنة ترميم صورة الجيش الاسرائيلي؟». وأضاف، «أكيد لا وتستطيعون سماع الكثير من جنرالات المتقاعدين والموجودين في المسؤولية والوزراء يتكلمون عن الحالة الصعبة التي وصل اليها جيش العـ.ـدو والأهم ضعف الروح القتالية وضعف الاستعداد للتضحية وانعدام الثقة مع المستوى السياسي وبين الضباط والجنود وضعف الاقبال على الوحدات القتـ.ـالية.. لم يستطيعوا تنفيذ أي ترميم.. من 2006 لديهم ضعف في الانجازات البرية». وتابع، «الآن وبعد الانقسامات السياسية الموجودة في الكـ.ـيان وضع جيش العـدو الاسرائيلي في أسوأ حال نسبة الى اي زمن مضى والضربة القوية لهذا الجيش سيكون اذا أقر الكنيست قانون التجنيد الجديد». وقال نصرالله: «محور المقاومة أمسك بزمام المبادرة بنسبة كبيرة و «اسرائيل» الآن تختبئ خلف الجدران مع لبنان وغزة والكثير من الأماكن في الضفة». وأردف: «نحن لا ننكر أن «اسرائيل» تستطيع أن تعيد لبنان الى العصر الحجري لكن هذا ليس جديدا بل هو منذ عشرات السنوات». وأضاف: «الجديد هو ماذا تستطيع أن تفعل المقـاومة في لبنان؟». وزاد، «وهذا ما يفهمه قادة العدو ويحاولون القفز فوقه من خلال الحركات الاعلامية». وأكمل، «أقول لهذا العدو بالدليل والبرهان أنتم أيضًا سيتم اعادتكم الى العصر الحجري اذا ذهبتم الى الحرب مع لبنان». ولفت إلى أنّ «المطارات المدنية والعسكرية وقواعد سلاح الجو ومحطات توليد وتوزيع الكهرباء ومحطات المياه ومراكز الاتصالات الاساسية مصافي النفط والأمونيا ومفاعل ديمونة يستطيع أن يحسب لتدمير كل هذه كم صـ.ـاروخ دقيق تحتاج المقــاومة ولو فعّلت كل القبة الحديدية والباتريوت لديه؟». وتابع، «هذا اذا بقيت المعـ.ـركة فقط مع المقـ.ـاومة في لبنان فكيف اذا تطورت الى معـ.ـركة مع كل محور المقـ.ـاومة؟ حينها لن يبقى شيء اسمه «اسرائيل». اضاف: «هنا مع هذا الميدان والساحة هم لا يلعبون لعبة نقاط انما لعبة وجود». وعن الوضع الداخلي قال:  ان «الحادثة الاخيرة عند كوع الكحالة هي حادثة طبيعية فالشاحنات تمر من هناك ويحصل حوادث، والشاحنة انقلبت عند كوع الكحالة بسبب عطل تقني، كانت الحادثة طبيعية الى ان احدى القنوات التلفزيونية المعروفة قامت بتحريض الناس بان الشاحنة تنقل السلاح».

وأضاف، «الشاحنة بقيت لأكثر من ثلاث ساعات نقل خلالها الشباب سائقها الى المستشفى واستدعوا رافعة لنقلها، وهناك ناس قدّموا الموضوع ان حزب الله اعتدى على أهل الكحالة، فيما خلال 3 ساعات كان الشباب يعالجون انقلاب حادث الشاحنة ولم يحصل أي شيئ الا بعدما حرّضت هذه القناة التلفزيونية».

وتابع، «منذ البداية عملنا على استيعاب الموضوع ولا نعتبر ان هناك مشكلة مع أهل الكحالة، وعدد الذين كانوا في ميدان الحادث معروف وبعضهم جاء من خارج الكحالة وهم معروفون فالمشكل معهم وليس مع أهل الكحالة». ولفت نصر الله إلى انه «صدرت مواقف مسؤولة وخصوصًا في الوسط المسيحي تدعو الى التهدئة ومنها موقف الرئيس ميشال عون، وهناك قوى سياسية دافعت عن المقاومة والشكر لهم جميعا لمن دافع ولمن دعا للهدوء والتعقل، وهذه الحادثة اليوم في عهدة القضاء فكل الاشخاص الذين كانوا موجودين في الحادثة باتوا معروفين، نحن أبلغنا الجهات المعنية للتعاون الى آخر الخط وننتظر النتائج». وقال: «نطالب القضاء بأنه لولا التحريض الإعلامي التي قامت به هذه القناة المعروفة الخبيثة لما حصل ما حصل عند كوع الكحالة، الذي يتحمل بالدرجة الاولى التداعيات المحتملة لما كان سيحصل في البلد ككل وسفك الدماء والتحريض على القتل هي هذه القناة الخبيثة». وأكّد أن «الشهيد قصاص استشهد بالدفاع عن المقاومة وعن جهوزيتها، وأشيد ببصيرة ووعي عائلته، والحادثة أكّدت مجددًا أن مؤسسة الجيش هي الضامنة للأمن والسلم والاستقرار في هذا البلد وإنْ كان البعض يريد أن يأخذ الجيش كما يريد هو». واعتبر أن «هناك زعامات سياسية بمعزل عن خلفياتها من الواضح من سلوكها وبيانها ومعها وسائل إعلام معينة تدفع البلد نحو الإنفجار والحرب الأهلية، هؤلاء يعملون على التعبئة والتحريض في أكثر من ساحة بعدها من يسيطر على الموقف؟ هل مصلحة المسيحيين بالدرجة الأولى الذهاب الى الحرب الأهلية؟». ورأى أن «الكل خاسر في الحرب الأهلية حتى القوي لأنها تستنزف الجميع وهناك الكثير من الدول التى ستعمل على تسعير هذه الحرب من بينها اسرائيل، وهناك احتمال آخر أن هؤلاء هدفهم ان يقنعوا الرأي العام اللبناني ان الحل في لبنان هو التقسيم لكن هذا لن يحصل». ودعا الى «التفكر والدراسة، فهل التقسيم هو خيار؟ خصوصًا المسيحيين وانتم عشتم تجربة من هذا النوع، هذا المسار يؤدي الى خراب البلد وعلى الجميع تحمل المسؤولية».

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *