متى تنتهي همروجة الأغاني السخيفة؟ ولماذا الفن التجاري لا يحقّق الإستمراريّة؟

الفن التجاري هو فقط لتحقيق الربح، ونجاحه مؤقت، ومرتبط بظروف معيّنة، ويتلاشى عندما تتغيّر أو تنتهي هذه الظروف. بعض الأغاني تستحق بجدارة التهكّم لأنّها تفتقر إلى الإبتكار والتميّز، كلماتها غير منطقية، ولا تحمل معنى، ونمط ألحانها متكرّر، ولا تسهم في إثراء المشهد الموسيقي. كذلك فإنّ مواكبة موضة الأغنية الشعبية لا ترضي مختلف الأذواق، علماً أنّ صيحات وأنماط صناعة الموسيقى دائماً في حالة تطوّر. وما يعتبره البعض «سخيفاً»، يحظى بشعبية كبيرة لدى آخرين، علماً أنّ بعض الفنّانين يعتبرون الفن «بزنس»، ويهمّهم الـ «ترند» على مواقع التواصل، وأرقام مشاهدات وهمية تفتقد إلى المصداقية.

*ميرنا خيّاط – مخرجة: الهمروجة لن تنتهي، ويقع اللوم في ذلك قبل مواقع التواصل على المحطات التلفزيونية والمنابر الإعلامية التي كانت تروّج لفنّانين يقدّمون هذا النوع من الأغاني من منطلق  تعبئة هواء أو صفحات أو لتسلية الناس. وهؤلاء لو لم يحظوا بمنبر يعرض أعمالهم، وصحافيين يكتبون عنهم، كانت هذه الهمروجة إنتهت منذ زمن. أما اليوم فلا نستطيع أن نلوم أحداً لأنّ المنابر أصبحت حرّة، ويستطيع أيّ كان أن يدّعي أنّه الأفضل ومن دون أن يعترض على كلامه أحد. أيّ شخص عادي يستطيع شراء متابعين على صفحاته على مواقع التواصل للتباهي بمكانته، ويطلق أغنية سخيفة، ويبحث عن كلمات بمستوى متدنٍ حتى يحكي الناس عنه على سبيل التسلية والضحك وليس بطريقة إيجابية، ولهذا السبب ستتكاثر هذه النوعية من الفنّانين أكثر. والفن التجاري أيضاً لا يحقّق الإستمرارية لأن ليس لديه ركائز، وأنا أسمّيه موجة تجارية لأنّ هذه الأعمال لا تنتمي إلى الفن لا شكلاً ولا مضموناً، كما أنّ بعض الفنون التجارية تفتقر إلى العناصر الفنية الأصيلة والقواعد الفنية حتى تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور، وبغياب هذه الأسس يتعذّر تحقيق الإنتشار والإستمرارية، ولأنّ الفن التجاري غير أصيل، لن يستمر.

*رزان المغربي  -فنّانة وممثّلة وإعلامية: ربما في لبنان تحقّق الأغاني الجديدة الإنتشار مدة أسبوع واحد، ولكن العكس يحدث في مصر حيث كلّ الألوان الغنائية موجودة سواء الأغاني الشعبية أو القديمة أو فن البوب أو المهرجانات. وفي لبنان أكيد يوجد أزمة ومنذ فترة، بدليل أنّ ولا أي أغنية لبنانية تحقّق أصداء جيّدة في مصر، وما يُحكى عن نجاحها، يبقى للأسف ضمن حدود الـ ١٠٤٥٢ كلم مربع. ربما بعض الأغاني تحقّق الإنتشار في سوريا والأردن، ولكن لم أسمع أيّ أصداء في مصر عن نجاح أغان لبنانية منذ ربما أغنية «شو حلو» لزياد برجي والتي أطلقها قبل سنوات. طبعاً راغب علامة يقوم بمحاولات ناجحة مثل أغنية « اللي باعنا»، وأغانيه اللبنانية القديمة جميلة جداً. وفي العام الماضي حقّقت أغاني وائل كفوري النجاح في مصر، هذا رأيي، وأنا لست أقيّم لأنّني بعيدة عن الساحة الفنية في لبنان.

*مادلين مطر- فنّانة: الفن التجاري لا يحقّق الإستمرارية لسبب واحد هو طالما أنّ الموسيقى والكلمات الجميلة هما غذاء للروح، فإنّ ذلك كفيل في أن تحقّق الأعمال الجيّدة الإستمرارية، وفي إنهاء همروجة الأغاني السخيفة ولو بعد مرور فترة من الوقت. وبرأيي هذا النوع من الأغاني ينتشر بسبب معاناتنا من ضغوطات معيّنة، و «منحب نفش خلقنا» بكلمات سيئة، ولهذا السبب هي موجودة، لكن عمرها قصير جداً لأنّنا لا «نطرب» إلا بسماع الأغاني الجميلة، ولا نتمايل إلا على الموسيقى والكلمات الجميلة والغزل والحب الذي ينتصر دائماً في الأغاني، لأنّه غذاء الروح.

* باميلا جرجي – مخرجة وممثّلة: لا أعتقد أنّ همروجة الأغاني ستنتهي ما دام السوق متوفّراً لها. والفن التجاري لا يحقّق الإستمرارية لأنّه مؤقتاً من الأساس «وما إلو بُعد نظر».

فدوى الرفاعي

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *