حادث الكحالة يتفاعل سياسياً بمواقف مندّدة بالسلاح غير الشرعي

حزب الله شيع قصاص بالرصاص وكتلته تنتقد «الميليشيات»!

شهدت الكحالة منذ صباح امس هدوءا حذرا ولفها الحزن غداة ليلة صاخبة فقدت خلالها احد ابنائها الذي يشيع اليوم، اثر اشتباكات بين اهالي البلدة وعناصر حزب الله. وتركت الساحة امس للتحقيقات ولمواقف الاستنكار. في السياق، وبحسب التحقيقات الأولية التي ارتكزت على كاميرات المراقبة ، لم يتم تحديد هوية من بدأ باطلاق النار بعد وان الشاحنة انقلبت بحادث عرضي وسيحدد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي الذي بدأ التحقيق في حادث الكحالة الجهة المخولة متابعة التحقيق لاحقاً في ضوء النتيجة.

وافيد بحسب تقرير الطبيب الشرعي ان فادي بجاني قضى بثلاث طلقات وأحمد علي قصاص  بسبع طلقات.

حمولة الشاحنة

وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: بتاريخ 9 / 8 / 2023، لدى انقلاب شاحنة تحمل ذخائر على طريق عام الكحالة، حصل إشكال بين مرافقي الشاحنة والأهالي ما أدى إلى سقوط قتيلين. وقد حضرت قوة من الجيش إلى المكان وعملت على تطويق الإشكال، وتم نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكرية، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص. بتاريخ 10 / 8 /2023 عند الساعة الرابعة فجرًا، قامت القوة برفع الشاحنة وفتح الطريق بالاتجاهين، فيما يواصل الجيش متابعة الوضع واتخاذ التدابير الأمنية المناسبة.

الكحالة

وامس لف الحزن الكحالة غداة ليلة صاخبة فقدت خلالها احد ابنائها فادي بجاني الذي يشيع  اليوم، اثر اشتباكات بين اهالي البلدة وعناصر حزب الله. وتركت الساحة امس للتحقيقات ولمواقف الاستنكار.

تشييع بالرصاص

وشيّع حزب الله أحمد قصاص في الضاحية الجنوبية بعدما قضى يوم أمس في الكحالة.

وقال مسؤول قسم التبليغ والأنشطة الثقافية في حزب الله السيد علي فحص خلال مراسم التشييع: «انّ ما حصل هو اعتداء واضح حيث كان بالامكان أن تمر الشاحنة بعد اصلاحها بشكل طبيعي لكن تدخل المسـلحين بهذه الطريقة هو الذي أدى لحصول هذا الحادث المؤسف. تدخل المسلحين هو عـدوان فاضح من الذي أعطاهم الحق في اعتراض الشاحنة؟ شهـيدنا قـتل مظلومًا في هذا الاعتـداء السافر وغير المبرر».

وتزامنًا مع التشييع، سًمع إطلاق نار كثيف في منطقة الشياح، عين الرمانة وفرن الشباك والحازمية وسط تخوّف من نتيجة إطلاق النار العشوائي في الهواء والرصاص الطائش.

سيارة سليم

ونجا وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم من  اطلاق نار تعرضت له سيارته في الحازمية.

وقال سليم: «أنا بخير ولكن أصيب الزجاج الخلفي لسيارتي برصاص».

في سياق متصل، أكد مصدر أمني، لقناة «الحرة»، أن «الرصاصة التي أصابت سيارة وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال ​موريس سليم​ طائشة ويعتقد أنها مرتدة من رصاص أطلق أثناء تشييع الشخص الذي قتل من حزب الله في حادثة الكحالة»، لافتاً إلى أن «وزير الدفاع لم يكن في سيارته عندما سقطت عليها الرصاصة».

اسئلة الجميّل

في المقابل أكد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل، أن «لبنان في موقع خطر ولا يُمكن أن نكمل على هذا النحو فنحن نصل إلى نقطة اللاعودة والمشاكل المتنقّلة في كلّ المناطق مترابطة مع بعضها وهي نتيجة وجود سلاح خارج إطار الدولة».

ورأى الجميّل خلال مؤتمر صحافي استثنائي بعد اجتماع للمكتب السياسي الكتائبي في  الكحالة، أن «السلاح غير الشّرعي يحظى بغطاء من دولة مخطوفة ولهذا السبب لن نتوجّه إلى أركان الدولة لأنّ قرارهم ليس بأيديهم». وشدد على «أننا سنبقى إلى جانب أهالي الكحالة ولهم الإمرة بشأن ما سيحصل في الأيام المقبلة وأيّ قرار يتّخذونه نحن إلى جانبهم»، موجّهًا تحيّة «لجو بجاني الذي سقط شهيداً وخُطف بأيادي الغدر من قبل السلاح الذي يُرهّب اللبنانيين والذي يأخذ لبنان إلى الهاوية».

وأضاف سائلا: «لو كانت الشاحنة تحتوي على متفجّرات وأدّى سقوطها إلى انفجار كبير وذهب مئات من الأهالي ضحيّة فماذا كنّا سنفعل؟! لسنا مستعدّين لأن نتعايش مع ميليشيا مسلّحة». إلى ذلك، طالب الجميّل المعارضة «بالانتقال من الأسلوب التقليدي في العمل السياسي إلى موقع آخر وجوديّ وكيانيّ وهو اتّخاذ قرارات وخطوات استثنائيّة».

الجبهة السيادية

الى ذلك، شددت الجبهة السيادية في بيان  على أن «عمليات نقل وتهريب السلاح والنيترات لم تتوقف على مساحة لبنان حيث أنّ لبنان ينسف ليس فقط الاستقرار اللبناني بل القرارات الدولية أيضاً قبل التجديد لقوات اليونيفيل».

اضافت: «آلة القتل المتنقلة أنهكت الدولة وجعلتها منعدمة الوجود ولا توفّر منطقة ولا مدينة إلا وتجعل منها ساحة دم»، معتبرًا أن «الحكومة اليوم سقطت شرعيّتها والسلاح ليس سلاح مقاومة فهو يرتدّ على صدورنا ويقتلنا كلّ يوم وسنناضل لسحب كلّ سلاح غير شرعي من أيدي أصحابه».

الكتلة والميليشيا

في المقابل، اصدرت كتلة الوفاء للمقاومة بيانا جاء فيه: تدين الكتلة بشدّة التوتير المبرمج والظهور الميليشياوي المسلح الذي شهدته بلدة الكحالة عقب انقلاب شاحنة عند أحد منعطفاتها، وتعرض أفرادها للاعتداء في محاولة للسيطرة عليها وإطلاق النار الموجّه الذي أدّى إلى استشهاد أحد الإخوة، وإعاقة تدخّل الجيش اللبناني ومحاولة منعه من ضبط الاستفزاز.. وترى الكتلة أنّ ذلك هو نتاج التحريض والتعبئة الغبيّة والحاقدة التي تشكّل مادّة فتنويّة يعمد إلى توظيفها قاصرو النظر أو المتورطون في المشاريع المعادية لمصالح لبنان واللبنانيين.

«التيار» والاستغلال

الى ذلك، اعتبرت لجنة الإعلام والتواصل في «التيار الوطني الحر»، أن «ما حصل عند كوع بلدة الكحالة جرس إنذار للخطر المحدق بدولة تتحلّل ومجتمع يتشنّج».وأضافت في بيان: «رحم الله « أبو يوسف» فادي بجاني وكلّ ضحية سقطت نتيجة قصور من حزب الله أو القوى الأمنية ومحاولة استغلال من المزايدين من سياسيين واعلاميين». وقالت: «إنّنا إذ نعزّي أهل الشهيد بجاني وعموم أهالي الكحالة الحبيبة نعلن تضامننا معهم، ونعتبر الدولة بأجهزتها الأمنية والقضائية مسؤولة عن ضبط الوضع وإجراء التحقيقات وكشف الحقيقة وأسباب التأخر في معالجة ذيول الحادثة ومحاكمة أي مرتكب ومقصّر».

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *