روسيا تقصف صوامع حبوب في أوديسا وتُجري تدريبا ً بالصواريخ المضادة للسفن بالبحر الأسود

أصابت صواريخ روسية صوامع حبوب تابعة لمؤسسة زراعية في أوديسا بجنوب أوكرانيا وأسفرت عن جرح شخصين، وفق تأكيد السلطات المحلية الجمعة. فيما أطلقت البحرية الروسية صواريخ مضادة للسفن في تدريب بالبحر الأسود. وتصاعد التوتر في البحر الأسود منذ انسحاب موسكو هذا الأسبوع من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية. وفي وقت لاحق قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي إن الأسلحة الغربية «لا تساعد» أوكرانيا على الجبهة.

وأكد حاكم منطقة أوديسا امس أن صواريخ روسية أصابت صوامع حبوب تابعة لمؤسسة زراعية في المنطقة الواقعة بجنوب أوكرانيا، مما أسفر عن إصابة شخصين.

وقال على تطبيق المراسلة تلغرام: «للأسف تم قصف صوامع حبوب تابعة لمؤسسة زراعية في منطقة أوديسا. لقد دمر العدو 100 طن من البازلاء و20 طنا من الشعير».

وقال كيبر إن روسيا أطلقت صواريخ كاليبر كروز من البحر الأسود على ارتفاع منخفض مما مكنها من تفادي أنظمة الدفاع الجوي.

وأضاف أن صاروخين أصابا مخازن الحبوب مما تسبب في نشوب حريق. وضرب صاروخ آخر المؤسسة الزراعية نفسها خلال إخماد النيران مما أدى إلى إتلاف المعدات الزراعية ومعدات الإنقاذ.

وأظهرت صور من مكان الحادث اندلاع حريق بين الأبنية المعدنية المنهارة التي بدت وكأنها مخازن وتعرضت عربة إطفاء لأضرار بالغة.

وفي وقت لاحق امس أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا لصد القوات الروسية في جنوب البلاد وشرقها لم يحقق «أي نتيجة» رغم الدعم المالي والعسكري الغربي.

 وقال بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي بث التلفزيون وقائعه إنه «من الواضح حاليا أن الرعاة الغربيين لنظام كييف يعانون خيبة أمل جراء نتائج الهجوم المضاد المزعوم التي أثارت سلطات كييف الضجيج بشأنه خلال الأشهر الماضية».

وتابع: «لا الموارد الهائلة التي تم ضخها في نظام كييف ولا الإمدادات الغربية بالأسلحة والدبابات والمدفعية والمدرعات والصواريخ تساعد» أوكرانيا مؤكدا أنها لم تحقق «أي نتيجة حتى الآن».

 وقال: «يرى العالم بأسره المعدات الغربية التي أثيرت الدعاية بشأنها… وقيل إنها محصّنة تحترق، وعلى المستوى التكتيكي والفني، هي حتى أقل شأنا من بعض الأسلحة السوفياتية الصنع».

 وأطلقت أوكرانيا اعتبارا من مطلع حزيران، هجوما مضادا يهدف الى استعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد وجنوبها. الا أن المسؤولين الأوكرانيين أقروا بأن هذا الهجوم يمضي بإيقاع أبطأ مما كان يأملون، وأن قواتهم تمكنت إلى الآن من استعادة مساحة تقدر بمئتي كلم مربعة.

وأشاد بوتين بالجيش الروسي الذي يقاتل بطريقة «احترافية» و»بطولية»، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تكبّدت «خسائر هائلة» وأن «قدرتها على التعبئة» تستنفد.

وشن بوتين هجوما لاذعا على بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي في أعقاب إرسال وارسو تعزيزات عسكرية إلى حدودها مع حليفة موسكو بيلاروسيا، بعدما استقبلت الأخيرة عناصر من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية.

  واعتبر بوتين أن أي عدوان على بيلاروسيا سيكون بمثابة عدوان على روسيا التي سترد عليه «بكل الوسائل» التي في حوزتها. محذرا من أن «شن عدوان على بيلاروسيا سيكون بمثابة عدوان على الاتحاد الروسي، وسنرد عليه بكل الوسائل التي في متناولنا».

واتهم بوتين وارسو بإعداد «خطط انتقامية» وبالرغبة في السيطرة على أراضٍ في غرب أوكرانيا، وهو اتهام سبق للسلطات الروسية أن وجّهته غير مرّة.

وتعد بولونيا من أبرز حلفاء أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأراضيها في شباط/فبراير 2022، واستضافت مئات آلاف اللاجئين الأوكرانيين جراء الحرب.

كما تصاعد التوتر في البحر الأسود منذ انسحاب موسكو هذا الأسبوع من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية الذي يعتبر أساسيا لإمدادات الغذاء العالمية.

وأتاح الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية تركيا والأمم المتحدة، لسفن الشحن المحملة بالحبوب الإبحار من الموانئ الأوكرانية عبر ممرات بحرية آمنة.

وتقول موسكو إنها نفذت «ضربات انتقامية» هذا الأسبوع بعد اتهامها لأوكرانيا بالوقوف وراء تفجيرات الإثنين على جسر يستخدم لنقل الإمدادات العسكرية الروسية.

إلى ذلك، أعلنت موسكو صباح امس أن القوات الروسية أجرت «تدريبا» في شمال غرب البحر الأسود أطلقت خلاله صواريخ مضادة للسفن لضرب هدف في البحر.

وقالت وزارة الدفاع إن سفنا تابعة لأسطول البحر الأسود الروسي أطلقت صواريخ كروز مضادة للسفن «على زورق حدد هدفا في منطقة التدريب القتالي في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود»، وهي منطقة تعتبر موسكو منذ الخميس السفن المتوجهة إلى أوكرانيا فيها «زوارق عسكرية محتملة».

وأوضحت موسكو أن «بيانات قياسات البعد والمراقبة بواسطة الفيديو من المسيرات الجوية أكدت نجاح التدريب القتالي»، مؤكدة أن «السفينة الهدف دمِرت إثر الضربة الصاروخية».

كما أفاد الدفاع الروسي أن طيران الأسطول قام بالتنسيق مع سفن «بأعمال لعزل المنطقة المغلقة مؤقتا أمام حركة الملاحة» و»لاحتجاز السفينة».

وأكدت روسيا الأربعاء أنها ستعتبر اعتبارا من الخميس السفن المتوجهة إلى أوكرانيا في البحر الأسود بمثابة «سفن حربية محتملة» والدول التي ترفع علمها أطرافا في النزاع.

وأضافت موسكو أن «عدة مناطق في الأجزاء الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية من المياه الدولية في البحر الأسود أعلنت مؤقتا خطرة العبور».

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *