موسكو تهدِّد بضرب منشآت نووية أوكرانية وأوروبية .. وبولندا تدعو للوحدة قبل قمة الأطلسي

هددت موسكو بضرب منشآت نووية أوكرانيا واوروبية في حال تأكدت من أن كييف تستعد لمهاجمة مواقع نووية روسية باسلحة غربية.

ونقل تلفزيون «آر تي» الروسي، امس الأحد، عن دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، قوله إن روسيا يجب أن تدرس توجيه ضربات لمحطات نووية أوكرانية ومنشآت نووية في شرق أوروبا إذا تأكدت معلومات عن محاولة أوكرانيا قصف محطة نووية في روسيا بأسلحة مصدرها حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ودعا ميدفيديف أيضا لقصف منشآت نووية في أوروبا الشرقية، مؤكدا أنه «لا يوجد شيء نخجل منه في الأمر».

وبحسب القناة التلفزيونية، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت سابق الأحد، تقارير تفيد بمحاولة القوات الأوكرانية شن هجوم صاروخي على محطة ديسنوغورسك للطاقة النووية في مقاطعة سمولينسك، ومطار كالوغا العسكري، مشيرة إلى أن المحاولة تمت على الأرجح باستخدام صواريخ «ستورم شادو» بريطانية الصنع.

من جههه، جدد الرئيس البولندي أندريه دودا امس دعمه لأوكرانيا خلال زيارة يقوم بها إلى البلاد ودعا الدول الغربية إلى إظهار الوحدة قبل انعقاد قمة مهمة لحلف شمال الأطلسي في فيلنيوس الأسبوع المقبل، تعقد عليها كييف آمال الانضمام إلى هذا التحالف.

وتعقد هذه القمة بعد أكثر من شهر على بدء هجوم مضاد تنفذه القوات الأوكرانية على الجبهة، لكنه لم يحقق حتى الآن سوى مكاسب متواضعة أمام خطوط دفاعية روسية صلبة وبسبب نقص في قذائف المدفعية.

وكتب دودا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال زيارته مدينة لوتسك (غرب أوكرانيا) مع نظيره فولوديمير زيلينسكي «نحن أقوى معا».

وشارك زيلينسكي دودا الصلاة في إحدى كنائس لوتسك. وقال عبر تلغرام «مع أندريه، كرمنا ذكرى جميع ضحايا منطقة فولينيا» التي شهدت مجازر بحق بولنديين ارتكبها قوميون أوكرانيون إبان الحرب العالمية الثانية.

وقال رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك، من جانبه، على تلغرام «أوكرانيا وبولندا معا، متحدتان في النضال ضد عدو مشترك».

ومن المنتظر أن تحصل كييف خلال قمة الحلف المقررة في فيلنيوس في 11 و12 تموز، على «ضمانات أمنية» من الغربيين، بدون الالتزام بجدول زمني يتصل بالانضمام.

الى ذلك ، أعاد فولوديمير زيلينسكي معه من تركيا إلى أوكرانيا عددا من قادة «كتيبة آزوف»، في خرق لاتفاق مع موسكو كان يقضي ببقائهم حيث هم حتى نهاية النزاع.

وأثارت عودتهم إلى أوكرانيا التي احتفلت بهم كأبطال، غضب الكرملين، واعتبرها المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف «خرقا مباشرا جديدا لشروط اتفاقات مبرمة».

نقلت وكالة أنباء إنترفاكس-أوكرانيا عن دينيس بروكوبينكو، أحد قادة هذه الكتيبة، المقربة من أوساط القوميين المتشددين في أوكرانيا، نيته العودة إلى الجبهة قريبا.

وقال بروكوبينكو الذي كان يعيش مع رفاقه الآخرين في تركيا منذ أيلول «لهذا السبب عدنا إلى أوكرانيا. هذا هو هدفنا الرئيسي».

وقبل قمة الناتو، توجه الرئيس الأميركي جو بايدن  إلى بريطانيا حيث سيلتقي الملك تشارلز الثالث. وبعد فيلنيوس، يختتم جولته بزيارة فنلندا، العضو الجديد في حلف شمال الأطلسي.

السبت مع دخول الصراع يومه الـ500، أشاد زيلينسكي «بشجاعة» شعبه في مقطع فيديو غير مؤرخ يظهره وهو يزور جزيرة الثعبان الصغيرة في البحر الأسود، والتي أصبحت رمزاً للمقاومة الأوكرانية.

وفي ظل عدم تسريع انضمام اوكرانيا إلى حلف الأطلسي، حصلت كييف الجمعة على وعد من الولايات المتحدة بتسليم ذخائر عنقودية، وهو سلاح مثير للجدل، لكن زيلينسكي اعتبر أنه «برنامج مساعدة اساسي».

هذه الأسلحة التي تحظرها دول عدة، تلقى انتقادات واسعة لأنها تقتل عشوائيا من خلال نظام يطلق مجموعة من الذخائر المتفجرة الأصغر حجما على هدف معين، وهي مصممة للانفجار قبل الارتطام أو عنده أو بعده وتتسبب بمقتل العديد من المدنيين.

وأكد بايدن أن قرار بلاده تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية كان «صعبا للغاية» لكنه «الصواب».

ودعت بريطانيا السبت إلى «عدم استخدامها»، كما ذكر رئيس الوزراء الكمبودي هون سين الأحد أوكرانيا بـ «التجربة المؤلمة» لبلاده التي قصفت بقنابل عنقودية أمريكية مطلع سبعينات القرن العشرين.

وكتب هون سين في تغريدة على تويتر «سيكون الخطر الأكبر على الأوكرانيين لسنوات»، وأدت عمليات القصف الأمريكية إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص أو إصابتهم بإعاقات.

ونددت روسيا بهذا القرار السبت واعتبرته «دليل ضعف» أمام «فشل» الهجوم المضاد الأوكراني. ورأت موسكو أن واشنطن تجعل نفسها بذلك «شريكة» في قتل المدنيين بسبب هذه القنابل.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *