روسيا تعلن تصفية مجموعة مسلَّحة توغلت إلى أراضيها من أوكرانيا

أعلنت روسيا امس أن قواتها المسلحة «سحقت» بواسطة الطيران والمدفعية المجموعة التي هاجمت الاثنين منطقة بيلغورود الروسية الحدودية، في أخطر توغل في الأراضي الروسية منذ بدء غزو موسكو لأوكرانيا.

‎والاثنين دخل مقاتلون إلى روسيا من أوكرانيا وهاجموا عدة بلدات في منطقة بيلغورود التي تعرضت أيضا لقصف بالمدفعية وهجمات بمسيّرات دفعت السكان الى الفرار.

‎وعبر الكرملين عن «قلق عميق» بعد هذا التوغل داعيا الى «بذل مزيد من الجهود» لمنع عمليات التوغل هذه التي تزايدت في الأشهر الماضية وأثارت تساؤلات حول صلابة الدفاعات الروسية في وقت تقول كييف إنها تحضر لهجوم واسع النطاق.

‎وقالت وزارة الدفاع الروسية امس إنها صدت المتوغلين بعد عملية غير مسبوقة بحجمها استخدمت خلالها الطيران والمدفعية.

‎وأوضحت في بيان «تم صد التنظيمات القومية (الأوكرانية) وسحقها».

‎وأضافت الوزارة أنه «تم صد بقية القوميين وإرغامهم على التراجع الى أراضي اوكرانيا حيث تواصلت الضربات الى حين تصفيتهم بالكامل» مؤكدة قتل «اكثر من 70 إرهابيا أوكرانيا».

‎واتهمت روسيا كييف بالوقوف وراء هذا الهجوم لكن السلطات الأوكرانية نفت أي ضلوع لها فيه.

‎وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار «الوضع في منطقة بيلغورود هو أزمة داخلية روسية … لا نخوض حروبا على اراض أجنبية».

‎وأعرب مواطنون روس استطلعت وكالة فرانس برس رأيهم امس عن خشيتهم من وقوع هجمات جديدة.

‎فقال ألكسندر المهندس البالغ 42 عاما ورفض عدم الكشف عن اسم عائلته «الأمر لا يتعلق فقط ببلغورود بل كل المناطق الحدودية. الأمة الروسية برمتها قلقة من فكرة أن تقع عمليات القصف أبعد من الحدود، في موسكو».

‎وقال المهندس الصناعي المتقاعد سيرغي روساكوف البالغ 70 عاما «سكان بلغورود يجب أن يفكروا وألا يبقوا مستلقين على الكنبة بل ان يتساءلوا إن كان كل شيء على ما يرام في الدولة الروسية».

‎أما الأوكرانيون الذين التقتهم وكالة فرانس برس في كييف فقالوا إنهم يتابعون المعارك الدائرة داخل بلدهم.

‎وقالت اولغا (26 عاما) العاملة في دور حضانة «يجب على جنودنا أن يستعيدوا ما أخذه الروس … مدن أوكرانيا. نحن لا نحتاج إلى روسيا».

‎وأكد المتقاعد الكسندر «نريد انتصارا أسرع ونجاحا أكبر في باخموت وتحرير ماريوبول وتحرير القرم».

‎وأعلنت مجموعة «فيلق حرية روسيا» المؤلفة من روس يقاتلون إلى جانب أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم عبر تلغرام. وكانت هذه المجموعة التي تصنفها روسيا «ارهابية»، تبنت توغلات في هذه المنطقة. وربما شاركت مجموعة أخرى مماثلة تدعى «فيلق المتطوعين الروس» في العملية.

‎وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «ما حدث بالأمس يثير قلقا عميقا ويظهر مرة أخرى أن المقاتلين الأوكرانيين يواصلون أنشطتهم ضد بلادنا».

‎واضاف:«هذا يتطلب منا بذل مزيد من الجهود، وهذه الجهود متواصلة والعملية العسكرية الخاصة (في اوكرانيا) مستمرة لكي لا يحدث هذا الأمر بعد الآن».

‎وقال حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف إن عدة بلدات بينها غريفورون كبرى مدن المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، تعرضت لقصف مدفعي وبراجمات الصواريخ والمسيّرات.

‎وأوضح غلادكوف انه تم اجلاء مدنيين من تسع بلدات مشيرا الى اصابة 12 مدنيا بجروح.

‎ردا على هذا التوغل، أدرجت روسيا منطقة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا ضمن «النظام القانوني لمنطقة عمليات لمكافحة الارهاب» وهو ما يعطي سلطات خاصة لأجهزة الأمن ويسمح بفرض اجراءات تشمل تعزيز الامن ومراقبة الاتصالات.

‎فرض نظام مماثل في الشيشان بين 1999 و2009 حين حاربت السلطات الروسية متمردين خلال حملة موسكو العسكرية الثانية في هذه المنطقة الجبلية.

‎من جانب آخر، أعلنت لجنة التحقيق الروسية المكلفة أبرز التحقيقات في البلاد، الثلاثاء فتح تحقيق في «عمل إرهابي».

‎ياتي هذا الهجوم على المنطقة الروسية قبل هجوم واسع النطاق يتوقع ان تشنه القوات الأوكرانية قريبا رغم ان الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن بلاده ليست مستعدة بعد.

‎لزم الرئيس فلاديمير بوتين الصمت حول موضوع التوغل واكتفى خلال مراسم تسليم أوسمة في الكرملين الثلاثاء بالتحدث بشكل عام عن النزاع في أكرانيا.

‎وقال الرئيس الروسي «نعم، روسيا تواجه أوقاتا صعبة لكن اليوم هو لحظة خاصة لتعميق وطنيتنا» مكررا القول ان موسكو تدافع عن الشعوب الروسية في دونباس الأوكرانية.

‎وكان الكرملين اتهم امس الاول كييف بانها وراء التوغل بهدف «تحويل الانتباه» عن سيطرة القوات الروسية على مدينة باخموت في شرق اوكرانيا.

‎وأعلنت السلطات الروسية في نهاية الأسبوع أنها سيطرت على كامل المدينة المدمرة التي شهدت أطول وأشد المعارك خلال النزاع ومني فيها الطرفان بخسائر فادحة.

‎غير أن كييف نفت خسارة باخموت مؤكدة صباح امس أن «المعارك من أجل السيطرة على مدينة باخموت مستمرة».

‎من جانب آخر، زار الرئيس الأوكراني الثلاثاء خط الجبهة في منطقة دونيتسك شرق البلاد حيث التقى عسكريين.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *