القادة العرب يبحثون اليوم التحدّيات الإقليمية والدولية وعلى رأس جدول الأعمال الأزمتين السودانية واليمنية
الأسد يشارك في القمة العربية في جدة لأول مرة منذ 11 عاماً

تحمل القمة العربية التي تنعقد في جدة اليوم، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان طابعا استثنائيا جراء تغييرات كبيرة، سواء في البيئة الدولية أم الإقليمية أم التطورات الأخيرة التي شهدتها بعض دول المنطقة صعودا على غرار الانفتاح العربي على النظام السوري أو هبوطا كالأحداث الأخيرة في السودان والتي تمثل تهديدا مهما لأمن واستقرار المنطقة العربية والاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الفلسطينيين.

ومن المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان اليمن السودان.

وتُعقد القمة العربية على مستوى القادة في جدة حيث يتفاوض ممثلو الطرفين السودانيين منذ نحو عشرة أيام، برعاية مسؤولين أميركيين وسعوديين، فقد توصّل طرفا النزاع في السودان الأسبوع الماضي إلى اتفاق «إنساني» لتمرير المساعدات الإنسانية وضمان خروج المدنيين من مناطق النزاع، لكنهما عجزا عن التوصل الى هدنة، وذلك خلال مفاوضات وصفها مسؤول أميركي بأنها «صعبة جدا».

كما تدفع السعودية نحو اتفاق سلام في اليمن بين الحوثيين والحكومة التي تدعمها على رأس تحالف عسكري يشارك في العمليات العسكرية منذ العام 2015.

وبخصوص اليمن، أفاد السفير السعودي لدى اليمن محمّد آل جابر في مقابلة  أنّ أطراف النزاع في اليمن «جديون» بشأن إنهاء الحرب المدمرة، لكن يصعب التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين.

وتسارعت التحولات الديبلوماسية على الساحة العربية بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أُعلن عنه في العاشر من آذار وأسفر عن استئناف العلاقات التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران، وبعد أقل من أسبوعين على إعلان استئناف العلاقات، قالت السعودية إنها بدأت محادثات حول استئناف الخدمات القنصلية مع سوريا، الحليف المقرب من إيران، قبل أن تعلن قرار إعادة فتح بعثاتها في سوريا.

يشارك الرئيس السوري بشار الأسد اليوم في القمة العربية التي ستنعقد في جدة، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2010، بعد جهود ديبلوماسية أفضت إلى إعادة دمشق إلى محيطها العربي، وبعد عزلة استمرّت أكثر من 11 عامًا على خلفية النزاع المدمّر في سوريا.

إلا أنّ مشاركة الأسد في قمة جدة لا تضمن إحراز تقدّم في التوصل الى حلّ لإنهاء الحرب في سوريا..

وفي جدّة، أعرب السفير حسام زكي، مساعد الأمين العام للجامعة العربية، عن تفاؤله بـ«قمة التجديد والتغيير». وقال لصحافيين الأربعاء «السعودية تشهد حالة نشاط ديبلوماسي وسياسي طيّب ومبشر، ورئاستها للقمة العربية ستكون رئاسة نشيطة حريصة على المصلحة العربية وفي المقابل أعلن مصدر ديبلوماسي خليجي في العاصمة السعودية  أن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد والعاهل المغربي الملك محمد السادس سيتغيبان عن حضور القمة العربية الـ 23 التي ستعقد في جدة برئاسة المملكة.

وبالنسبة للمغرب فمعروف أنه ومنذ قمة الجزائر عام 2005 لم يحضر الملك المغربي شخصيا أية قمة عربية حيث أن جميع القمم العربية التي جرت بعد هذا التاريخ كان يحضرها إما شقيقه الأمير رشيد أو رئيس الحكومة المغربية أو وزير الخارجية ومرة واحدة فقط التي مثل فيها المغرب وزير العدل خلال القمة العربية التي أقيمت في تونس في 31 آذار 2019.

وعلى الصعيد الخليجي، يغيب أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الذي حالت أوضاعه الصحية دون حضوره عدد من القمم الخليجية والعربية وينوب عنه دائما ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح إضافة إلى تغيب سلطان عمان هيثم بن طارق الذي أناب عنه أخيه أسعد بن طارق بن تيمور نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي.

ودرجت السياسة العمانية على العزوف عن المشاركة على مستوى السلطان في القمم العربية منذ ثلاثة عقود.

واخيرا يغيب الرئيس السوداني للمجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان بسبب الحرب في بلاده.كما ييتمثل لبنان برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي للفراغ في سدة الرئاسة وعجز الاطراف اللبنانية عن انتخاب رئيس جديد للبلاد.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *