شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – طبخات البحص

على ذمة الراوي العليم بالخبايا والخفايا وسنداً إلى أحد أصحاب العلاقة وعلى مثال حدّثنا فلان عن فلان عن فلان، نروي الآتي:

اتصل ديبلوماسي أوروبي بقيادي لبناني وسأله: أليس ما يُدار من تحرّكات ونشاطات ولقاءات ومساعٍ في إطار الاستحقاق الرئاسي هو مجرّد «طبخة بحص»؟ فردّ الثاني بسؤال: وأنت ما رأيك؟ ثم ما رأي عاصمتكم في ما أشرت إليه من حراك ونشاط؟ فأجاب الأول: إنها طبخة ماءٍ بماء، حتى بلا بحص. واستطرد: ألا تُخيفكم العقوبات؟ ألم تدرسوا إمكان أن تُطاولكم أنتم وآخرين سواء أكانوا من ضمن فريقكم أم في الفريق المواجه؟

فسأله الثاني بدوره: عن أي عقوباتٍ تتحدث؟

الجواب: أُشير إلى تلك التي ستُفرض على مُعرقلي إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وعاد القيادي ليسأل: من هو الفريق، أو من هي الجهة مُعرقلة الانتخابات الرئاسية في نظركم؟

أجاب الديبلوماسي: إن مُعرقل أو مُعرقلي إجراء الاستحقاق الرئاسي هو أو هم الذين يمنعون اكتمال النِصاب.

فقال القيادي سائلاً: والفريق الذي يفرض مرشّحه ويتمسّك به بالرغم من الصعوبات كلّها، وحتى شبه الاستحالة، ومع ذلك قد يحضر إلى جلسة الاقتراع الرئاسية، ألا يكون مُعرقلاً؟ علماً أنه سبق له، مع حلفائه، أن «فرطوا» النصاب القانوني في إحدى عشرة جلسة انتخاب سابقة، ألا يكون هذا الفريق مُعرقلاً؟

هنا يقول الراوي إن القيادي فوجئ برد الديبلوماسي الذي قال: هذا حقّه في أن يتمسّك بمرشّحه، مُستدركاً ولا أقول حقّه في تطيير النصاب. أما الفريق الآخر، فلماذا لا يُسمّي مرشحه ويتمسّك به إلى آخر الحدود؟

قال القيادي: إنني أستغرب أن ترى إلى تطيير النصاب، سواء أمن هذا الفريق أم من ذاك، عرقلة تستوجب فرض عقوبات، سيان أكانت من قبل دولةٍ أو مجموعة دول أو اتحاد دول. ثم، يُفترض فيكم أن تعرفوا أن حضور النواب أو تغيّبهم عن أي جلسةٍ، أياً كانت طبيعتها، هو عملٌ لا يُناقض نصوص الدستور.

فقال الديبلوماسي: إن «ألف باء» عملي الديبلوماسي هو أن أدرس جيداً دستور البلد المعني بقضيةٍ أنا مُكلّف إياها. صحيح أن الدستور اللبناني لا ينص على حتمية حضور النائب، ولكن روح الدستور تقتضي ذلك.

أما القيادي، فقد ختم هذا الحوار قائلاً: أما وقد بدأنا حديثنا في «طبخة البحص»، فإنني أؤكد لك أن أكثر الذين تُتَداول أسماؤهم كـ «مرشّحين» لأن تُلقى عليهم العقوبات لا تعنيهم كثيراً، إضافة إلى أن قسماً غير قليل منهم يعتبرونها هي أيضاً «طبخة بحص»… وما أكثر الطبخات «الفالصو»…

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *