السودان.. رقعة الاشتباكات تتوسّع وسط تحذيرات من نفاد المستلزمات الطبية ودعوات أممية لحماية المدنيين

لا تزال العاصمة السودانية الخرطوم تشهد اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والدعم السريع خاصة

في محيط القصر الجمهوري في حين توسعت رقعة الاشتباكات في مدينة الأُبيّض غربي البلاد، وذلك وسط تحذيرات من نفاد المستلزمات الطبية ومطالب أممية بتوفير حماية دولية لضحايا الصراع.

وأفيد بسماع دوي انفجار في منطقة الجريف شرقي الخرطوم مع استمرار تحليق طائرات وسماع أصوات مضادات أرضية، كما سُمعت أصوات انفجارات تدوي وسط العاصمة وشرقي الخرطوم بحري.

وهزت انفجارات وسط منطقة الخرطوم بحري، بينما تصاعدت أعمدة الدخان في سماء حي الوابورات، وقال الجيش، في بيان، إن مَن وصفهم بالمتمردين هاجموا منطقة الخرطوم بحري العسكرية، ومنطقة العاصمة العسكرية مؤكدا أن قوات الجيش صدت الهجوم.

وفي مدينة الأُبيّض، غربي البلاد، دارت اشتباكات كذلك بين الجيش والدعم السريع في المدينة.

وقال الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع أجبرت مهندسين على تعطيل محطات التحكم للكهرباء والمياه؛ ما أدى لانقطاعها عن مناطق واسعة بالبلاد.

من جهتها، أكدت قوات الدعم السريع استعادة خدمة الكهرباء في عدد من ولايات ومدن شرق ووسط السودان بمعاونة مهندسين وفنيين، وأكدت أنها تواصل العمل مع فريق هندسي كبير لإصلاح الخلل في محطة مياه بحري.

وقالت قوات الدعم السريع إنها تصدت لهجوم متكرر من الجيش في ساعات سريان الهدنة؛ ما يؤكد تنازع اتخاذ القرار داخل قيادة الجيش، حسب تعبيرها.

على الصعيد الإنساني، طالبت نقابة أطباء السودان أطراف النزاع بمنع الوجود المسلح في المرافق الطبية أو قربها. ورفضت، في بيان، أي وجود عسكري مسلح داخل المؤسسات الطبية المدنية.

وقالت إن الوجود العسكري داخل المؤسسات الطبية أو استخدامها كمنصات للقصف يحولها لساحة معركة، مشيرة إلى أنها تعالج المصابين من الطرفين المتنازعين ولا تسمح لأي طرف بالتدخل في القرار المهني.

وذكرت النقابة، في بيان، ارتفاع عدد الضحايا المدنيين نتيجة الصراع إلى 473 قتيلا و2454 مصابا.

في الإطار ذاته، قال مسؤولون في «مستشفى أحمد قاسم»، بالخرطوم بحري، للجزيرة، إن المواد الطبية الخاصة بمرضى غسيل الكلى على وشك النفاد، بسبب انقطاع الإمداد.

من جهته، قال الدكتور عطية عبد الله عطية، السكرتير العام لنقابة أطباء السودان، للجزيرة، إن 16 مستشفى قصفت حتى الآن، كما أخلي 19 مستشفى آخر، بسبب المواجهات الدائرة في البلاد.

وأغلقت صيدليات عدة في العاصمة السودانية، الخرطوم، أبوابها منذ اندلاع المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف نيسان الماضي، ويعاني الأهالي في مناطق الخرطوم بحري وأم درمان نقصا في الأدوية بسبب ذلك.

وأكدت الخارجية السودانية الأمر وحذرت من أن السيطرة على الصيدلية المركزية يعتبر إمعانا في خلق كارثة صحية، على حد تعبيرها.

بدوره، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن منظمة الصحة العالمية تحققت من وقوع 28 هجوما على المرافق الصحية في السودان أدت إلى مقتل ثمانية من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وطالب حق طرفي النزاع في السودان بضمان سلامة الرعاية الصحية في جميع الأوقات.

من جهته طالب وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، بفتح ممرات آمنة، لتمكين الكوادر الطبية من الحركة والمهندسين من تشغيل الأعطال التي أصابت شبكتي الكهرباء والمياه.

مطالب أممية بحماية المدنيين

من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أولغا سارّادو، إنه من المتوقع أن أكثر من 860 ألف إنسان سيضطرون لمغادرة السودان إذا استمرت المعارك. وأضافت في مقابلة مع الجزيرة أن اللاجئين صرفوا كل النقود التي يملكونها على هذه الرحلة الصعبة

كما عبّر والي شمال دارفور، نمر محمد عبد الرحمن، عن قلقه من حدوث كارثة حقيقية في المجال الإنساني بعد إجلاء أكثر من 113 موظفا من المنظمات الأممية العاملة بالولاية.

في الأثناء، نصحت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الحكومات بالسماح للفارين من السودان بدخول أراضيها وعدم إعادتهم بسبب الصراع.

ويواجه عشرات الآلاف من الفارين من المواجهات في السودان ظروفا صعبة على الحدود بين دولتَيْ السودان وجنوب السودان. وتسعى سلطات دولة جنوب السودان لتوفير بيئة ملائمة لأكثر من 20 ألف شخص، معظمهم مواطنون عائدون، إضافة لرعايا دول أجنبية.

كما طالبت الأمم المتحدة، بتوفير حماية دولية لضحايا الصراع والأوضاع المتغيرة في السودان.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *