البرهان:لا حوار مع المتمردين ومعارك الخرطوم بحري تُدمر السوق المركزي

قال القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إنه لا يمكن الجلوس مع من وصفه بقائد المليشيا لأنه يقود تمردا يجب حسمه، مؤكدا أنه لا مجال لهذه المليشيا إلا الزوال، عبر التفاوض في كيفية استيعابها داخل القوات المسلحة أو قتالها من الشعب السوداني كافة، حسب تعبيره.

ونقلت القوات المسلحة السودانية عن البرهان قوله إنه لا يمكن لمن سماها «مليشيا قبلية» -في إشارة إلى قوات الدعم السريع- أن تتحدث عن الديمقراطية والتحول المدني، مشيرا إلى أن من وصفهم بالمتمردين يتخذون المواطنين دروعا بشرية، وأكد أن الجيش يسيطر على كل السودان عدا بؤر قليلة في دارفور سيتم حسمها قريبا، حسب قوله.

واعتبر البرهان أن محاولات ربط القوات المسلحة وقيادتها بالنظام السابق أضحت «ممجوجة» ولا تفوت على فطنة الشعب، وأكد أن القوات المسلحة يمكنها حسم المعركة في وقت قصير جدا، لكنها تعمل على الحفاظ على البنية التحتية وحماية المدنيين.

وعلى الرغم من اتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة، إلا أن الضربات والاشتباكات لم تهدأ اليوم الجمعة في العاصمة الخرطوم ومدينة بحري المجاورة.

فقد أفيد باندلاع اشتباكات في بحري التي تشكل مع الخرطوم وأم درمان مثلث العاصمة السودانية، وسط تصاعد لأعمدة الدخان من منطقتين على الأقل.

فيما أظهرت صور حجم الدمار الذي لحق بالسوق المركزي في المدينة، حيث تحولت معظم المحال والبسطات إلى رماد.

كما أشار إلى أن مدافع ثقيلة وخفيفة نصبت في عدة مناطق منها مطار الخرطوم.

إلى ذلك، أكد شهود عيان أن ضربات جوية ونيران الدبابات والمدفعية هزت الخرطوم، بينما تعرضت مدينة بحري لقصف عنيف.

في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور أطلقت منظمات ناشطة أمس الجمعة جرس الإنذار بشأن الوضع في دافور حيث تدور معارك دامية منذ 5 أيام. 

وعلى صعيد الجهود السياسية، دعا آزالي أسوماني رئيس دولة جزر القمر، والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، كُلا من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) لوقف القتال بشكل فوري واحترام حياة المدنيين السودانيين والرعايا الأجانب.

كما دعا أسوماني الطرفين، إلى بدء المفاوضات فورا للوصول إلى حل سلمي للأزمة الراهنة، وحثّ «الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي» على دعم جهود الاتحاد لإعادة السلام والاستقرار إلى السودان.

بدوره، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إنه أجرى، محادثات هاتفية مع البرهان وحميدتي، تناولت تسوية الخلافات وديا وتحقيق الاستقرار في السودان.

وكان قائد قوات الدعم السريع حميدتي قد قال في تغريدة، إنه ناقش الأزمة في السودان، مع رئيس الوزراء الإثيوبي الذي أكد أهمية إيجاد حل للأزمة من أجل استقرار السودان والمنطقة، وأبدى استعداد أديس أبابا للمساعدة في حل الأزمة.

من جهته، ذكر إعلام مجلس السيادة أن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان تلقى اتصالات من رئيس دولة جنوب السودان ورئيس الوزراء الإثيوبي ورئيس الحكومة الانتقالية في تشاد ونائب رئيس دولة الإمارات، وأن بعض المتصلين أكدوا ضرورة عودة الأوضاع إلى طبيعتها في السودان.

وأصدرت الآلية الثلاثية المكونة من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، والمجموعة الرباعية المكونة من السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، بيانا رحبوا فيه بإعلان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تمديد الهدنة لمدة 3 أيام.

كما رحب البيان بإبداء كل من القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع استعدادا للدخول في حوار لوقف القتال بشكل دائم وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وذكر البيان أن الترتيبات الإنسانية ستسهم في تطوير خطة خفض التصعيد الواردة في بيان الاتحاد الأفريقي في العشرين من الشهر الجاري والذي أقرته الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والشركاء الدوليون.

من جهته، دعا وزير الإعلام بدولة جنوب السودان مايكل مكوي لويث الأطراف المتحاربة في السودان للاستماع إلى الأسرة الدولية ودول المنطقة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

في السياق نفسه، قال سفير النرويج في السودان إندرو ستيانسن إنه يجب دفع الأطراف السودانية إلى وقف إطلاق نار حقيقي. وأضاف، في تصريحات للجزيرة، أنه يجب على أي وساطة أن تربط الوضع الراهن بما كان قائما من عملية سياسية انتقالية.

على الصعيد الإنساني، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى المدنيين منذ بدء المعارك إلى 387 والإصابات إلى 1928 شخصا.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *