شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – قدَر زغرتا
خارج إطار المنافسة الرئاسية بين الزغرتاويَّين سليمان فرنجية وميشال معوض، برزت زغرتا في الواجهة الإعلامية قداسةً وفناً في الأيام الأخيرة من خلال إعلان الفاتيكان عن بدء مسيرة البطريرك القديس مار إسطفان الدويهي من «المكرَّم» الى «الطوباوي» ليتاح رفع صوره في كنائس العالم الكاثوليكي قاطبة. وفي الوقت ذاته شغل الممثًل نيكولا معوض العالم الفني ببطولته الفيلم الهوليوودي الضخم في دور إبراهيم الخليل.
زغرتا مالئة الدنيا وشاغلة الناس. هذا قدر هذه المدينة اللبنانية الصغيرة أن تكون، وأن تنجب الكبار في مجالات القداسة والسياسة والفروسية والأدب والتأريخ والصحافة والإعلام والشعر والعسكر الخ… إنها مدينة المنارات العالية الكبيرة. البطريرك الدويهي الشهير مرجعية في اللاهوت كما في التاريخ (تاريخ الأزمنة) يوسف بك كرم «قائممقام النصارى» وهو صاحب أول مشروع كونفدرالي (اقتصادي) من نوعه بين شعوب المنطقة العربية. حميد فرنجية محقق الجلاء الفرنسي ورئيس مؤتمر الشعوب العربية في زمن جمال عبد الناصر.
جواد بولس من كبار مؤرخي العصر بشهادة أرنولد توينبي الذي كان معجَباً به جداً.
سليمان فرنجية رئيس الجمهورية. وكذلك الرئيس الشهيد رينيه معوض.
الأب سمعان الدويهي أول (وآخر) رجل دين مسيحي يدخل مجلس النواب.
«أبو لبنان» الأب يوسف يمين مفكر وعالم ذرة وقائد ميداني.
قبلان المكاري «ملك القنب» في المكسيك وأحد كبار أثرياء العالم في النصف الأول من القرن العشرين…
صليبا الدويهي من أكثر رسّامي العالم شهرة وانتشرت لوحاته الكلاسيكية الانطباعية والحديثة في مختلف أنحاء العالم.
هذه لمحة سريعة جداً عن أعلامٍ تعتز بهم زغرتا التي تقدم اليوم مرشّحَين من قياداتها وأبنائها البرَرة الى رئاسة الجمهورية… وتلك ليست مصادفة إنما تأتي في سياقِ مسارٍ طبيعي… كما أنها ليست مصادفة أن يكون مدخل إهدن يحمل اسم «السبعين»، واسم أبرز ساحاتها «الميدان» دلالة على البأس والفروسية.