شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – أوقفوا «مهرجان» الكذب

لم تعد مجدية «تغطية القبوات بالسماوات». أن الحال التي أُوصلَ إليها اللبنانيون وبلدهم لم تعد تحتمل هذا الكذبَ المتبادَل الذي لا يغيّر شيئاً في هذه المأساة المتمادية التي تتناسل، في كلّ يوم، كوارثَ وفواجعَ وانهياراتٍ لا قعر لقعرها.

سلمت يمناكم أيها السياسيون فقد «كفّيتم ووفّيتم» فنجحتم في ضرب البلاد والعباد، وأنتم ترفعون الشعارات الكاذبة عن الوحدة الوطنية والعيش الواحد المشترك والميثاق الوطني والإنماء المتوازن وسائر ما تتغرغر به حناجركم من سفسطات وتفاهات وأكاذيب تعرفون أنها مجرد كلام معلوك لم يعد له أي وزن وجدوى.

أيُّ وحدة وطنية وكلما «دق الكوز بالجرّة» يتفرق القومُ قومين بل وأقواماً، فتلتهب المشاعر وتستيقظ العصبيات؟!.

وأين هو العيش الواحد وأجواء مواقع التواصل الاجتماعي مشحونة بالأحقاد والبغضاء من التواشيح التي لم نكن نسمعها حتى في عزّ استعار الحرب؟!.

وأين الميثاق الوطني وقد يتجاوزونه باستمرار ويمزقونه دائماً وفق المصالح والأهواء في كل حين؟!.

وعن أي إنماء متوازن يتحدّثون، والبلد ليس فيه لا إنماء ولا توازن، مع الاستدراك للقول إن ثمة توازناً قسرياً لحمته الفقر والعَوَز وسُداه القهر والإذلال؟!.

يكفيكم هذا النفاق المتمادي منذ عقود… يكفيكم هذا الهروب من الواقع، فأنتم (الجماعة السياسية بسائر قياداتها الهجينة) استحقيتم التهاني والميداليات لسرعتكم في تشويه الوطن الذي كان رائداً بين بلدان المنطقة، وتلك ريادة لم تُقتَصَر على منحىً واحدٍ، إنما في المجالات كلها، الى درجة أنكم عجزتم عن حل أبسط شيء كأزمة النفايات على سبيل المثال، يا أبناء الأوادم، ولم تتوقفوا عند رادع من وجدان ليس لكم، وضمير تفتقدونه، فأكلتم هذا اللبنان، وذبحتم مكامن القوة والعافية فيه من الوريد الى الوريد، ولم ترعووا عن مواصلة ارتكاباتكم وفسادكم حتى يوم أصبح جلداً وعظماً، وحتى يوم أوقعتم اللبنانيين في وهدة ليس تحتَها تحتٌ.

وأكثر «إنجازاتكم» براعةً أنكم أقمتم هذه الفواصل المعنوية السدود السياسية والحواجز المذهبية والطائفية بين اللبنانيين، ودمّرتم الوحدة، ولم تقيموا وزناً للناس، وأقمتم هذا المسخ الذي ليس دولة بالتأكيد، ولا هو حتى مجرّد مزرعة.

فعلاً، لقد حانَ الأوان لتعترفوا بأن لبنانكم ونظامه هما على قياس المافيات التي تديرونها مع فارق أن «المافيازو» عندهم حد أدنى من النظام والشهامة والأخلاق، أمّا أنتم فتفتقدون تلك كلَّها.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *