ندوة عن الشراكة الاستراتيجية الصينية – العربية
قميحة: هل نقتدي بالتجربة الصينية

نظمت مجلة «الصين اليوم»، ومعهد البحوث والدراسات العربية بجامعة الدول العربية ندوة بعنوان «واقع وآفاق الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية في العصر الجديد»، برعاية المجموعة الصينية للإعلام الدولي وتنفيذ مجموعة «بيت الحكمة للثقافة».

وتزامنت الندوة التي شارك فيها مسؤولون من مصر والصين وأكثر من عشر دول عربية، مع انعقاد الدورتين السنويتين لمجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. وناقشت كيفية تعزيز العلاقات الصينية العربية وتعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين، بما يعود بالنفع على شعوب الدول العربية والصين، وخاصة بعد الانعقاد الناجح للقمة العربية الصينية الأولى في الرياض والقمة الصينية الخليجية، والتي شارك فيها رؤساء الدول العربية كافة والرئيس الصيني شي جين بينج.

ولفت ممثل جامعة الدول العربية المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة السفير جمال رشدي، الى أن «القمة العربية الصينية التي عقدت في المملكة العربية السعودية كانت قفزة في تاريخ العلاقات الثنائية بين الجانبين، حيث أن الجانبين يتمتعان بجذور تعاون تاريخية».

وأشار الى أن «حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية في وقت سابق بلغ 36 مليار دولار، وهذا لا يليق بحجم الاقتصاد بين الجانبين، ولكن بالتدرج والتنشيط نما حجم التبادل التجاري ليصل إلى 330 مليار دولار، وهناك خطط ليتجاوز 400 مليار دولار».

وأكد أن «التعاون الصيني العربي ليس موجها ضد أي طرف وهو نابع من المصلحة المشتركة بين الطرفين، ويركز على موضوعات لا تهم الجانبين فقط بل العالم أجمع».

من جهته، لفت الوزير المستشار في سفارة الصين لدى مصر تشاو ليانج على أن «الحضارتين الصينية والعربية تألقتا على طرفيْ قارة آسيا، وتعارفتا وتواصلتا عبر طريق الحرير القديم، وتشاركتا السراء والضراء في النضال، من أجل التحرر الوطني، وتعاونتا في عملية العولمة الاقتصادية والتزمتا بالحق والأخلاق في التقلبات الدولية وكتبتا قصة رائعة للتلاحم والتنافع والتآزر بين شرق آسيا وغربها».

أضاف: «الصين تدعم جهود الدول العربية للحفاظ على السيادة والاستقلال وسلامة الأراضي، ولم يتغير يوما دعمها الثابت والدائم للدول العربية في القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا».

وقال رئيس جمعية «طريق الحوار اللبناني- الصيني» وارف قميحة: «إنه لأمر جدير بالتقدير ووافر الاحترام ان تبادر مجلة الصين اليوم ومعهد البحوث والدراسات العربية، وبرعاية كريمة من المجموعة الصينية للإعلام الدولي، بتسليط الأضواء على واقع وآفاق الشراكة الاستراتيجية الصينية -العربية في العصر الجديد باعتبار ان الصين ترغب في تعميم تجاربها وإنجازاتها التي وفرت الرفاهية والتقدم للشعب في جمهورية الصين الشعبية لعل الشركاء في مختلف انحاء العالم يقتدون بها ويستفيدون منها من اجل خدمة مصالح وتطلعات شعوبهم ومن اجل توفير وإرساء وتطوير دعائم التنمية على أكثر من صعيد».

وتابع: «تمثل تاريخ العلاقات الصينية اللبنانية في توقيع الاتفاق التجاري بين البلدين بتاريخ 31 كانون الأول من العام 1955، بغية المساهمة في تدعيم الصداقة بين شعبي لبنان والصين عن طريق العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي بين بلديهما، وذلك على أساس المساواة والمنافع المتبادلة. سبق هذا الاتفاق تواصل ثقافي تمثل في ترجمة أعمال جبران خليل جبران التي أصبحت الترجمة الرسمية الثانية في الصين لنتاج ثقافي عربي في الصين بعد «ألف ليلة وليلة» وقد تولى هذه الترجمة كل من  الروائي الشهير «ما دون» (Moa Dun) والأديبة الصينية بينغ شين».

وأشار إلى أن «هذه العلاقات كان رائدها جورج حاتم (ما هايدي) الطبيب اللبناني الأممي، باني المنظومة الصحية الصينية، والذي ناضل إلى جانب الزعيم ماو تسي تونغ في مسيرته الطويلة، وكانت لحاتم أعمال جبارة تمثلت في بحوثه العلميّة والطبية، وأصبح في العام 1949 مواطنا صينيا، وأول أجنبي يحصل على الجنسية. وقد اختير في العام 2009 من ضمن 100 شخصية أثرت في الصين الجديدة».

وقال: «إن مشروع بناء وتجهيز المعهد الوطنيّ العالي للموسيقى في لبنان (الكونسرفاتوار)، الذي تموله الحكومة الصينية بهبة قيمتها 62 مليون دولار، هو مشروع مبدع ونموذجي متكامل في إطار تعزيز التعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق وتعزيز التفاهم بين الشعبين وتجسيد الصداقة الصينية اللبنانية».

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *