زلزال سوريا هل يصبّ في مصلحة انتخاب فرنجيّة؟

من الوجهة الديبلوماسية ذاتها،وفقا ل”نداء الوطن”، هناك معارضة تمس بالمبدأ وأخرى عرضة للعرض والطلب، والثانية هي الأساس في مقاربة ترشيح فرنجية والذي يمكن أن يتحول إلى «مرشح ملك» إذا اقتنعت الرياض وتمنت على حلفائها ملاقاته إلى صندوق الإقتراع في مجلس النواب.

وفق ما لمس المشاركون في اجتماع باريس أنّ الرياض ترغب أن تأتي الإنتخابات الرئاسية في سياق اتفاق عام يشمل رئاسة الحكومة. لا ضير لديها إن كان الرئيس الماروني قريباً من فريق الممانعة كفرنجية الذي دعي الى حفل الأونيسكو المحتفي بالطائف وجلس في الصف الأمامي. في الأساس هي تريد من إيران ملف اليمن والعراق ولا تمانع وجودها في النقاش حول ملف الرئاسة في لبنان بدليل الإصرار على حضور قطر في الإجتماع الخماسي والتي تربطها علاقة حسنة مع إيران. إذاً كان لحضور قطر مبرراته وهي التي تربطها علاقة طيبة مع إيران وقد أصرت على إشراك مصر لإضفاء مزيد من الحشد على المشهد بينما الكل يعلم أن كلمتها هي الفصل.

في بورصة الترشيحات الرئاسية من وجهة نظر ديبلوماسية، ترجح حظوظ رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في الوقت الراهن وتقدمها على ما عداها. فالأسماء المتداولة من أمثال صلاح حنين وجهاد أزعور لم تصل إلى مستوى من الجدية في الطرح حتى من قبل متبنيها، يقابلها ترشيحان مثار نقاش هما قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس «المردة». يواجه ترشيح قائد الجيش عقبات دستورية لحاجته إلى تعديل دستوري مستبعد لا بل مستحيل في ظل التركيبة النيابية الحالية والتشنج السياسي الطاغي، فيما الثاني مختلف عليه ويرفضه طرفان أساسيان هما «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» ويصعب على متبني ترشيحه تأمين الأصوات اللازمة لإنتخابه، لكن الخلاف بشأنه من وجهة نظر مراقبة، قابل للنقاش سواء في الداخل اللبناني أو في خارجه. المسألة ليست مبدئية لدى الجميع بل هي عرض وطلب ضمن تسوية مطلوب أن تكون شاملة ولا تقتصر على بند إنتخاب الرئيس فقط.

المطلوب أن يكون المعارض، أياً كان، من الكتل المسيحية شريكاً في صناعة انتخاب فرنجية وفي حكمه. في رأي المراقبين يمكن فتح النقاش بشأن ترشيح فرنجية لأنّه المتقدم على الآخرين حالياً. لا تلمس المصادر الديبلوماسية المراقبة أن ترشيح النائب ميشال معوض سيستمر لكنها لا تستبعد أن يكون الزلزال الذي أصاب سوريا وتركيا عاد بالفائدة على انتخابات الرئاسة في لبنان وأعاد الإنفتاح العربي على النظام السوري، وكان الأبرز فيه الشق المتعلق بالعلاقة السعودية – السورية ما قد ينسحب إيجابياً على حظوظ فرنجية حليف سوريا والأقرب إليها من الأسماء المرشحة، قد لا تعارض الرياض وصوله ضمن سلة كاملة متكاملة خصوصاً أنه لن يشكل ضرراً على مصالحها.

باعتقاد المصادر عينها وحسب تحليلها، لن تعارض السعودية إنتخاب فرنجية ولا تضع أميركا فيتو على خياره بدليل ما قالته السفيرة الأميركية دورثي شيا لرئيس مجلس النواب نبيه بري. ولو كان موقف بلادها ضد انتخابه لعبرت بطريقة مغايرة. بحسبها يجب على لبنان أن يلتقط اللحظة وإلا لن يتنبه إليه الخارج وسيبقى على خارطة الإنتظار طالما أن التطورات المؤثرة ستسير بوتيرة بطيئة.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *