الحالة النفسية للمشاهير.. «مش منيحة أبداً»

حالتنا النفسية تؤثّر بشكل مباشر على مزاجنا وتفكيرنا وعلى شعورنا بالإكتئاب والقلق. أصبح تفكيرنا مشوّشاً، ونعاني من صعوبة في استيعاب المشاكل أو كيفية التعامل معها بسبب عجزنا عن تغيير الواقع. لم نتأقلم مع أزماتنا، ولم نجد بصيص نور في نهاية النفق، ولا نعلم إذا كان الذي ينتظرنا أسوأ، ونسأل بعضنا البعض عن إستسلامنا للصمت في ظل شيطنته وانقسامنا حوله. طرحنا هذا السؤال على عدد من المشاهير: إذا طلبنا منك أن تفتح قلبك حتى تحكي عن حالتك النفسية في هذه المرحلة الصعبة في لبنان، ماذا تقول؟ وأجمعت الردود أنّ الحالة النفسية منهارة «ومش منيحة أبداً» ومدمّرة وفيها خوف ورعب من الغد.

*وليد توفيق: حالتي النفسية مثل أيّ مواطن لبناني، فالأوضاع غير مطمئنة، نشعر أنّه لا يوجد سنداً لنا، فلوسنا راحت بالبنك، والدولة منهارة. نشعر بغصّة على أهالينا الذين يعملون، ولا تكفي أجورهم لسداد إشتراكات مولّدات الكهرباء. النفسية منهارة، ولكن الحمد لله أنّني وبعض الفنّانين ما زلنا نعمل في الخارج، ونساعد الناس الذين نعرفهم من حولنا. الحالة فظيعة، والحالة النفسية أيضاً فيها خوف ورعب من الغد، «ومش منيحة أبداً»، وللأسف أنّ الأوضاع تتفاقم أكثر، وحتى الطائفية والمذهبية أصبحت أكثر، والناس تعبانة نفسياً، وكلّ ذلك ينعكس على الفنّان لأنّه مفروض أن تكون حالته النفسية جيّدة حتى يلحّن ويغنّي، ولولا أنّنا نسافر ونتنفّس قليلاً في الخارج ونعود، ربما ما كنّا سنستطيع التواصل مع أيّ أحد. «الحالة مش كويسة، نفسيتنا مش منيحة أبداً»، وجع وجع.

*الشاعر نزار فرنسيس: أشعر بيني وبين نفسي بالإحباط متل كل الناس، ولكن بما أنّ الله عزّ وجلّ قد منحني ميزة وضعتني تحت الأضواء، وجعلت الكثير من الناس يعتبرونني مثالاً لهم، فإنّ تأثيري عليهم يجبرني أن أكون شخصاً متفائلاً، بما معناه أنّني أعتبر أنّ التفاؤل وزرع الأمل في نفوس الناس، هما مهمّة يتوجّب عليّ القيام بهما، بغض النظر عن شعوري الداخلي والشخصي.

*غسان الرحباني: ليس لديّ الكثير لأقوله حول هذا الموضوع، أنا «صرت حيط، تمسحت وعنيد». أنا لبناني وسأبقى في لبنان بمواجهة مخطّط الذين يريدون من خلاله أن يكسروا لبنان. «وشو ما صار» سأتصدّى له، وسأبقى هنا. وأهم شيء أنّ المراهقة العلنية بعالم السياسة سواء كانت غربية أو شرقية على لبنان، يجب أن يعرفوا أنّ شعب لبنان لا يشبه ولا أي شعب آخر، والمخطّط الذي يرسمونه «ما بيمشي» على اللبنانيين. نحن باقون هنا لو مهما حدث، وأنا بقوّتي المتواضعة باقٍ هنا، «وراسي راس الحيط»، إما هو يكسرني، أو أكسره، وسأكسره لأنّ رأسي أقسى منه.

*مادلين مطر: حالتي النفسية مدمّرة مثلي مثل أيّ لبناني في هذه الفترة. اللبنانيون Survivors لأنّنا عانينا من الكثير من الصعوبات، وأنا من جيل الحرب، ومن وقتها لليوم لم نعش فترة ذهبية إلا خلال الفترة التي كان فيها الشهيد رفيق الحريري رئيساً للحكومة، وحينها كان لبنان مزدهراً، ونجح بعض الشيء في أن ينسينا مآسي الحرب. ولكن بعد رحيله كل شيء تغيّر للأسوأ، رجع بنا الزمن كثيراً إلى الوراء، وحتى زمن أهالينا كان أحلى، ولا أصدّق أنّني أعيش في لبنان في هذه الفترة التي نعاني من الإنهيار على مختلف الأصعدة. دمّرونا صراحة، ونحن في دمار شامل مادياً ومعنوياً وإنسانياً، ومؤخراً الهزّات الأرضية والرعب الذي نعيشه والسرقات على الطرقات والقتل. نفسيتّي بدمار شامل مثل أيّ لبناني، وهذه المصائب كلّها للأسف لم نعش مثلها من قبل.

*بريجيت ياغي: مع أنّني مستقرّة في كندا، إلا أنّني إذا فتحت قلبي سأقول إنّ حالتي النفسية غير مرتاحة. ليس من السهل العيش في بلد غير بلدك، «في شقفة منّي منها مرتاحة»، صحيح أنّني بدأت حياة جديدة في مكان جديد، ولكنّني أقول إنّني يوماً ما سأعود إلى وطني.هذا الإحساس بشع جداً، خصوصاً لأنّني أتأثّر بما يجري في لبنان. قلبي يوجعني في كل مرة أتابع كيف الناس «عم تتبهدل»، الكبار في السن لا يستطيعون العيش بكرامة. واللبنانيون في الخارج يشعرون بالحزن أكثر من المقيمين، وحتى لو كانت أحوالنا جيّدة في الغربة، إلا أنّنا دائماً نقول إنّ شيئاً ما بداخلنا ينقصنا، وللأسف حالتنا النفسية وقلبنا يوجعنا جداً وأكثر مما تتخيّلين. البعض يقولون «نيالكم إنتو برا»، لا أبداً، نحن لسنا في بيتنا الذي تربّينا فيه، هنا ليس بيتنا، وطريقة العيش هنا تختلف عن لبنان. نحن نحاول العيش بكرامة ليس أكثر، والمال لا يجلب السعادة، وكثر يملكون أموالاً طائلة لكنّهم غير سعيدين.

*دينا حايك: مثلنا مثل كل الناس الذين لا يجدون الأدوية، ولا يستطيعون تأمين الطعام لأولادهم بسبب الوضع الإقتصادي في البلد كلّه. أكيد يوجعني قلبي حين أرى عائلات لا تستطيع تأمين معيشتها لنهاية الشهر. الدولار في السوق السوداء قد يتجاوز الـ ١٠٠ ألف، «والناس ميّتة  من الجوع»، هذه المشاكل تشعرنا كلبنانيين بالحزن الكبير، ولكنّنا لم نفقد الأمل بأن يكون غداً أفضل، والأحوال السيئة لن تبقى على حالها، ونتمنّى أن يتمّ إنتخاب رئيس جمهورية، ويعود لبنان سويسرا الشرق، وتستعيد السياحة إزدهارها كما كما كانت قبل سنوات.

*أليسار: خلصت حلول الأرض، والحلّ سيأتي من فوق ، ولأنّني مؤمنة لا أخاف. أكيد زعلانة جداً، وزعلانة على بلدي، ولكن مئة مرة أقول: «الشعب الفاسد قبل حكّامه خرجه الله يزيده». وبالنهاية أقول إنّ وطني هو أين ما زرعني الرب، وليس أين أزرع نفسي.

فدوى الرفاعي

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *