لولا سعد لنسي العالم رفيق الحريري

كتب عوني الكعكي:

لا أبالغ حين أقول إنّه لولا الشيخ سعد الحريري لنسي الناس  الشهيد الرئيس رفيق الحريري، شهيد لبنان وشهيد العروبة وشهيد الإنماء والإعمار…

بعدما غاب الحلم، نعم رفيق الحريري بالنسبة لكثير من اللبنانيين هو حلم وأمل… حلم استطاع خلال 5 سنوات من عام 1993 الى عام 1998 إعادة إعمار لبنان من القصر الجمهوري، الى المطار، الى المدينة الرياضية، الى القصر الحكومي، الى وزارة التربية، الى الجامعات والمجمعات الجامعية، الى الاوتوسترادات، الى جسر حمانا (المديرج) الذي استهدفته إسرائيل بالقصف بالطائرات عام 2006 ودمّرت دعامتين له، الى الانفاق على شبكة طرق من بيروت الى صور مروراً بصيدا، ومن بيروت الى طرابلس، ومن بيروت الى البقاع. ولكن ماذا نفعل؟ إذا كان أهل الكحالة رفضوا الاوتوستراد العربي.

إنجازات الرئيس الشهيد برزت في الكهرباء أيضاً، فهو أقام محطة ثانية في دير عمار بقوة 500 كيلوواط، وأخرى في الزهراني بقوة 500 كيلوواط، ورابعة في صور بقوة 100 كيلوواط، وخامسة في بعلبك بقوة 100 كيلوواط. ويكفي أنه في  عهده حصل المواطن على كهرباء 24/24 وهذا أصبح اليوم حلماً جميلاً يحاول المواطن اللبناني أن يحلم به.

لن أستفيض عن إنجازات باني لبنان الحديث، لأنّ الذين قتلوه هم الذين دمّروا لبنان ودمّروا الاقتصاد… إذ يكفي انهم جلبوا الى الحكم مُدمّر لبنان منذ عام 1988، أعني جنرال الدمار وجنرال جهنم الجنرال ميشال عون، الذي لم يكتفِ بتدمير الحجر فدمّر الاقتصاد اللبناني.. ويكفي انه وبسبب صهره دمّر الليرة اللبنانية وزاد الدين الى 90 مليار دولار بعدما كان أيام رفيق الحريري 5 مليارات دولار.

وكان هناك مشروع لإقامة محطة  خلوي ثالثة يمكن بيعها وسداد الدين العام، وهذا كان مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكن الجنرال الثاني الأرعن اميل لحود الذي لم يكن مهتماً بغير السباحة وتغيير المايوهات والألوان، خرّب المشروع تحت شعار المقاومة ومحور الممانعة. وبفضل مشاريع هذا المحور  تحوّلت الدول التابعة لذلك المحور من بلاد غنية الى فقيرة، مثل العراق الذي كان أهم وأكبر بلد مصدّر للنفط في العالم فتحوّل الى بلد منهوب ومسروق ومفلس، الى اليمن الذي كان في يوم من الأيام «اليمن السعيد» فأصبح بفضل حزب الممانعة والصمود والحوثيين التابعين لإيران «اليمن التعيس».

اما لبنان وباغتيال الشهيد الكبير، فقد استطاعت اليد التي قتلته أن تقتل أحلام اللبنانيين.

وحده ابن الشهيد وقف وحيداً حتى اخوته تخلوا عنه، وهو الوحيد الذي دخل الى هذا البلد وكان بحوزته 4 مليارات دولار وخرج بدون أي دولار.

وهنا نستطيع القول: إنّ جميع السياسيين دخلوا الى السياسة فقراء وأصبحوا أغنياء بفضل سياستهم. اما الوحيد الذي دخل ومعه 4 مليارات من الدولارات فقد خرج فارغ اليدين لأنه الرجل الشريف الوحيد.

كلمة أخيرة أقولها: إنّ القيادات السياسية كلها وفقت ضد الرئيس سعد الحريري… وحده الشعب وقف الى جانبه، وأكبر دليل على ذلك الانتخابات النيابية الأخيرة التي أثبتت ان السنّي الوحيد الذي يستطيع أن يجمع حوله الأكثرية السنّية هو سعد الحريري… خصوصاً انّ جميع القوى لم تستطع أن تحصل على نائب واحد مع ان أحدهم دفع 20 مليون دولار ولم يستطع أن يحقق سوى نجاح نائب واحد فقط.

سعد الحريري باقٍ في الإمارات ولكنه سيعود بإذن الله في الانتخابات النيابية المقبلة.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *