كبارة: بعض رؤساء الكتل يريدون تصفية حسابات سياسية للتمسك بمناصبهم

عقد النائب كريم كبارة مؤتمراً صحافياً في مكتبه في طرابلس تناول فيه الوضع الأمني في المدينة، فقال: منذ أسابيع وطرابلس تعاني من وضع أمني خطير، عمليات نشل وسرقة وتشليح، اطلاق نار واعتداء، فلا تمضي ساعة الا ونسمع خبراً من هذا النوع… للأسف، الأمور تطورت بشكل مخيف، والواقع على الأرض أصبح أكثر دقة، رغم مناشدتنا للمسؤولين بالتحرك، وللدولة بضبط الوضع!

وتابع: هذا الواقع لا يمكن تبريره، نعرف وضع الأجهرة الأمنية والصعوبات التي تواجهها، ونعرف أن الوضع الاقتصادي الصعب هو عامل لزيادة الأحداث الأمنية، ولكن هذه ليست مبررات لعدم مواجهة الفلتان! صحيح أن لبنان كله يمر بأصعب مرحلة بتاريخه، ولكن طرابلس صراحةً تعيش الوضع الأصعب… ففي أيام الخير كنا منسيين ومحرومين، فكيف الحال الآن لما اشتدت الظروف وصار البلد على شفير الانهيار!

وأضاف كبارة: الأخطر، أن هذا الواقع جعلنا نسمع طروحات كارثية، وسأكون صريحاً بهذا الموضوع:

أسهل شيء أن نقول عبارة: “بدنا أمن ذاتي”، وأسهل شيء أن نقول: “شوفو بعض المناطق التانية كيف بلشت تمشي فيا!” ولكن بالحقيقة، هذا الأمر مرفوض بالنسبة لنا رفضاً قاطعاً، كان دوماً رهاننا على الدولة، وسيبقى رهاننا على الدولة. وبالتالي، ممنوع ان تفكروا بهذا الطروحات… وفي الوقت عينه، مجبورة الدولة أن تقوم بواجباتها!

واعتبر كبارة أن الكلام عن الأمن الذاتي لا يختلف بشيء عن الكلام عن الفدرالية والتقسيم، وهذا ما لا يمكن أن نقبل به! لا يمكن أن نقبل به كأبناء طرابلس التي دفع فيها الرئيس الشهيد رشيد كرامي حياته ثمن الدفاع عن منطق الدولة بوجه المشاريع المشبوهة، ولا يمكن أن نقبل به كأبناء الطائفة السنية، التي ترك لها الرئيس الشهيد رفيق الحريري إرثاً كبيراً عنوانه الايمان بوحدة البلد ومؤسساته والعيش المشترك فيه! 

وتابع: هكذا كان تاريخنا وهكذا سنبقى… لهذا فلتشرّف الدولة وتقوم بواجباتها، وتشرّف القوى السياسية وتفكر بوطنية وعقل ومنطق، بدل التعطيل وافراغ المؤسسات والتناحر ليل نهار! فمعروف من الذي يخلق المشاكل بالسياسة، ومن يوتر، ومن يشل المؤسسات ويعطلها. بعض رؤساء الكتل يريدون أن يصفوا حسابات سياسية، هم متمسكون بمناصبهم، بينما تدفع الناس الثمن، وكما ما يقول المثل: “هني بعدَو العصي، بس نحنا يلي عم ناكلها!”

وأضاف كبارة: هؤلاء هم المجرمون الحقيقيون بحق البلد والشعب… اليوم، نسمع الناس في الشارع يسألون أين النواب؟ أولاً، القصة ليست عند النواب فهم سلطة تشريعية انما عند اصحاب السلطة والقرار، وهم الذين يتحملون المسؤولية. وثانياً، تعرفون جميعكم انه منذ تم انتخابنا حتى اليوم، ما زلنا بظل سلطة تصريف اعمال، فلا تم تشكيل حكومة جديدة ولا تم انتخاب رئيس جمهورية!

وتابع: طرابلس ليست خطراً على لبنان مثل ما يصورها البعض، فطرابلس هي التي تعيش الخطر نتيجة اهمالهم! وطرابلس ليست القنبلة الموقوتة، انما طرابلس هي ضحية، زرعوا فيها قنبلة الحرمان التي تهدد المدينة كل يوم!

ولكن، نرفض أن تبقى طرابلس تحت رحمة المجرمين، لهذا مطالبنا واضحة:

أولاً، على الدولة تفعيل حضور مؤسساتها الأمنية والعسكرية وعدم التساهل بأي خلل أمني وضبط الوضع سريعاً من دون أي غطاء على أي مرتكب أياً كان…

ثانياً، على القوى السياسية التفكير لمرة بمسؤولية بعيداً عن الحسابات الشخصية، ووقف التعطيل والاسراع بانتخاب رئيس، ليبدأ العمل الجدي ولا نبقى بمنطق الترقيع وتصريف الأعمال وتضييع الوقت!

ثالثاً، الإهمال الخدماتي والاجتماعي في طرابلس تجاوز الخط الأحمر، والمطلوب تعاون الجميع لنعمل يداً واحدة لهذا المجتمع، ورغم اهمية المبادرة الفردية، الا ان المسؤولية هي على الدولة لترد طرابلس الى خريطة الاهتمام…

وختم كبارة: هذه المطالب حملناها للمسؤولين، وسنبقى نحملها… وسنبقى نتابع واجباتنا مع الناس ومع المعنيين، لنجبر الدولة بأن تأتي إلى طرابلس… والا سندخل بدوامة ومتاهة نعرف بدايتها ولكن لا أحد يستطيع أن يعرف الى أين توصلنا وما هو الثمن الذي سندفعه كلنا!

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *