شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الترشح بدفع حزبي

تعقيباً على مقالي في «شروق وغروب» المنشور يوم أمس، وهو واحد في سلسلة  مقالات أوردُ فيها بعضاً من حواراتي مع صديقي الديبلوماسي الأوروبي الغربي الذي يعشق لبنان، اتصل بي الصديق إياه مؤكداً على أمانتي في تعريب أقواله، علماً أن أحاديثنا تدور بلغة بلده، وإن كان يجيد اللغة العربية قولاً وكتابة. وقال: قد يستغرب قارؤك وربما يتساءل لماذا لا ترد أسماء المرشحين للرئاسة خارج ثنائي السيد سليمان فرنجية والجنرال جوزاف عون، وهما استغراب وتساؤل مشروعان، ولكن آمل منك أن توضح أن أسماء عدة ترد خلال حواراتنا العديدة، ولكنك تختار مقتطفات من كلامنا، وأبادر إلى القول إنني لا أعترض فهذا حقك خصوصاً أن ما تذكره من نقط يرد بصدقية تامة.

أضاف: بالنسبة إلى ترشح النائب ميشال معوض قلت لك في حوار سابق وأنت نشرت ذلك إنني عرفت المرحوم والده الرئيس رينيه معوض الذي كان «سياسياً حضارياً» بامتياز وكان محنّكاً وصاحب دور بارز في البرلمان لاسيما في لجنة المال والموازنة، ومعروفاً بالهدوء والروية والديبلوماسية الناعمة، وخلال حرب السنتين كان أحد حفنة من السياسيين الذين لم يقطعوا حبل العلاقات مع الأطراف كافة. أما هو (النائب ميشال) فلا أعرفه وإن كنت أتابع خطواته وأعرف أنه على علاقة جيدة مع الجانب الأميركي وربما هو أحد بضعة سياسيين لبنانيين استضافوا، في منازلهم، كبار المسؤولين الأميركيين الذين زاروا لبنان، ولكنني لا أملك من المعلومات ما يجعلني أرى له حظوظاً جدية في السباق الرئاسي الحالي، وفي تقديري أن المستقبل مفتوح أمام هذا الشاب الطموح المثقف الذي أخشى أن يكون قد تورط في خطاب سياسي حاد ضد فريق فاعل في بلدكم، وهذا لا يساعده، إذ في لبنان لا يوصل التحدي إلى قصر بعبدا، بمنأى عن موقفي، أيّاً كان، من الجهة التي وجدت ذاتها معنية.

ومضى يقول: عندما ينطلق أي مرشح من جهة أو حزب أو طرف فهو يدرك بداهةً أنه يستعدي، بالضرورة، خصوم ومنافسي ذلك الحزب أو تلك الجهة أو ذلك الطرف، وبقدر ما يُعتبر هكذا تصرفٌ دافعاً نحو الهدف بقدر ما هو عنصر سلبي (…). وانطلاق ترشيح معوض من أحد الأحزاب ليس في مصلحته. ولعله أدرك هذه الحقيقة أخيراً.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *