شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – المسيح في القرآن الكريم

لقد درجتُ في حلول أعيادنا الدينية أن اعتبرها مناسبات وطنية لأنني ما زلت أقيم على اقتناع راسخ بأن فرادة لبنان هي بهذا التنوع الخلّاق في مجتمعنا اللبناني الذي يتمتع بهذه التعددية الرائعة التي بقدْر ما هي نعمة لم تُعْطَ لأي بلد آخر، بقدر ما «نجح» تجار الدين والسياسة في تحويلها إلى نقمة، كي لا نقول إلى لعنة. وعشية عيد الميلاد المجيد، وفي غمرة الانشقاقات الهائلة، متعددة المصادر والدوافع والأغراض، شئتُ هذه السنة أن أعود إلى الجذور فأضع أمام الذين يعميهم التعصب الذي هو داء يصيب الجهلة والذين يصح فيهم القول المأثور «فإذا عقول بخواتم ربها»، أضع أمامهم مفهوم الإسلام لميلاد سيدنا يسوع المسيح، «علّ الذكرى تنفع المؤمنين». ورد في آي الذكر الحكيم:

{إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ}.

{قالت أنّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أكُ بغياً… قال: كذلك قال ربك هو عليّ هيّنٌ ولنجعله للناس آية ورحمة منا وكان أمراً مقضياً… واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً، فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً. قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً. قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً… فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً}.

يؤمن الإسلام ببتولية سيدتنا مريم العذراء ونقائها، حتى أنه يلعن اليهود الذين شكوا بحَبَل مريم من الروح القدس. وفي سورة النساء (156) نقرأ: {وبكفرهم (أي اليهود) وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً}.

وفي القرآن نطق المسيح في المهد صبياً: {السلام عليّ يوم وُلدتُ ويوم أموت ويوم أبعث حيّاً}. وهو إيمان بقيامة المسيح، كما الإيمان بصعوده إلى السماء، إذ «رفعه» الله إليه.

ولقد ذكر المسيح في القرآن الكريم 25 مرة، بينما النبي محمد(صلعم) ذكر أربع مرات. وورد لقب عيسى، أي المسيح، إحدى عشرة (11) مرة. كما ورد ذكر المسيح في 9 آيات كريمة، مجموع كلماتها 275 كلمة، ما يطابق ذكر اسمه 25 مرة مضروباً بذكر لقبه 11 مرة: 25× 11= 275… كما توزع اسم المسيح على 4 سور هي: آل عمران، النساء، المائدة، والتوبة. وذكر القرآن عجائب المسيح بينها إحياء الموتى (…).

وورد اسم السيدة مريم العذراء 34 مرة، وهي المرأة الوحيدة التي ورد اسمها في القرآن وقد «اصطفاها» الله تعالى بين نساء العالمين.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *