صدمة باسيل.. و رهان قمة عمّان

كتب صلاح سلام

الهزة السياسية التي أحدثتها جلسة مجلس الوزراء، ستكون لها إرتدادات مختلفة في الوسط السياسي، بعضها سلبي والبعض الآخر ممكن أن يكون إيجابياً.

الوضع السياسي مسدود الآفاق منذ الإنتخابات النيابية، وقبل إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، بسبب التركيبة الفسيفسائية لمجلس النواب الجديد، وغياب التوافق بين الكتل الكبرى على مواجهة الإستحقاقات الدستورية الداهمة، وفي مقدمتها إنتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة القادرة على تلبية شروط صندوق النقد الدولي، وتحقيق الإصلاحات المطلوبة. 

إنسداد الأفق السياسي تجلّى بالأسود والأبيض في جلسات الإنتخابات الرئاسية النيابية، التي شهدت مهازل التصويت المشرذم بين الورقة البيضاء وأصوات التغييريين المتنافرة، إلى جانب بورصة الأصوات الأربعينية المتأرجحة للنائب ميشال معوض. 

ردود الفعل على الجلسة الوزارية الإستثنائية فتحت الأبواب على واقع سياسي جديد، يبدأ بعملية خلط أوراق التحالفات السائدة منذ فترة، مثل تفاهم مار مخايل بين حزب الله والتيار العوني، وقد يصل إلى ترميم جسور التواصل مرة أخرى بين خصمين لدودين، كالتيار والقوات مثلاً، مما قد يؤدي إلى كسر الصورة النمطية المستمرة منذ فترة ليست قصيرة، وأحدثت خللاً مؤذياً في التوازنات الداخلية. 

من المبكر الحديث عن طلاق وشيك بين الحزب والتيار، رغم قوة الضربة التي تلقاها باسيل من الحليف الأقرب، وبغض النظر عن التصعيد المتعمّد، والذي إتخذ طابع الكلام الشعبوي، في نفخ العضلات ولغة التحديات والتهديدات في المؤتمر الصحفي لرئيس التيار، والذي وصل إلى حد التلويح بـ«الوعد غير الصادق»، والتأكيد على أن «دورنا هو سلاحنا» غامزاً من سلاح الحزب، وما يمارسه من ضغوط على الحلفاء قبل الخصوم. 

ولكن من الممكن الرهان على مشهد سياسي جديد، بالموازاة مع القمة الإقليمية التي ستشهدها العاصمة الأردنية في العشرين من شهر كانون الحالي، ويحضرها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الإيراني رئيسي وحضور الرئيس الفرنسي ماكرون، حيث سيكون الملف اللبناني في صلب المحادثات المتعددة الأطراف والمعنية بالوضع اللبناني.

فهل تصح توقعات المتفائلين بنتائج قمة عمّان؟

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *